حلاوة الإيمان
الإثنين3 ربيع الثاني 1438 الموافق 2يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.
د.علي العتوم
حدّثنا محمدُ بنُ المثنّى قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفيُّ، قال : حدثنا أيوبُ عن أبي قِلابةَ عن أنسٍ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال : (ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمانِ : أنْ يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليهِ مِنْ سِواهما، وأنْ يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلاللهِ، وأنْ يكرهَ أن يعودَ في الكفرِ، كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النّارِ).
(فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج1 ص60 رقم 16 باب 99).
تعليقات:
11- الإيمان هو أحد أركان هذا الدين العظيمة وهو أعظم من الإسلام . وعناصره أن يؤمن المرء بالله وملائكته وكُتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشرّه من الله، كما ورد في الحديث الذي يرويه عمر رضي الله عنه، عن مجيء جبريل إلى رسول الله بصفة مستفسر عن معاني الإسلام والإيمان والإحسان ليُعلِّم المسلمين بطريق غير مباشرة أمور دينهم .
22- ثلاث : يعني ثلاث خِصال أو خِلال أو خَلائق . حلاوة الإيمان : برده وسلامته وحقيقته وقوّته . يحب المرء لا يحبه إلا لله : يحبه لدينه القويم وخُلُقه الكريم وليس لأمر دنيوي أو عَرَضٍ زائل . أن يعود في الكفر : أن يتبدل به الإيمان بعد ثباته، ومن هنا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللهمَّ إنّي أعوذُ بكَ مِنَ الحَوْرِ بعدَ الكورِ) أي من الرجوع إلى الضلال بعد الهداية .
ما يستفاد من الحديث :
أ- الإيمان أهم حِلية يتزيّن بها الإنسان، وهو الإيمان بالتوحيد الخالص، إذ هو سبيل الاستقامة والتطهّر في الدنيا والفوز والنجاة في الأخرى .
ب- أهم فروع الإيمان وثمراته الطيبة الحبُّ في الله والبُغض في الله . ومن هنا كان المتحابان في الله من السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف وغداً يوم الحساب يُنادي عزوجل : (أينَ المتحابّونَ فِيَّ، أين المتباذلون فِيَّ، أينَ المتزاورون فِيَّ ؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلا ظلِّي) .
ج- محبّة الله في طاعة أوامره واجتناب نواهيه، ومحبّة الرسول في الالتزام بتوجيهاته كما أتت من عند الله وكما شرعها هو عليه الصلاة والسلام . ومن هنا لا تُقبل الشهادة إلا بشطريها : (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقد جاء في ذلك قوله تعالى : (قُلْ إنْ كنتُمْ تحبّونَ اللهَ فاتَّبِعونِي يحبِبْكُمُ اللهُ) .
د- الإيمان المقبول هو الإيمان التام الذي لا لبس فيه ولا تردّد، ومن هنا قال تعالى : (الذينَ آمنُوا، ولمْ يلبسوا إيمانهمْ بظلم، أولئكَ لهم الأمْنُ وهمْ مهتدونَ)، وقال : (إنّما المؤمنونَ الذينَ آمنُوا باللهِ ورسولِهِ، ثُمَّ لمْ يرتابوا).
-السبيل
Comments: 0