حماس تؤكد عدم تدخلها بشئون الدول وعدم دورها عسكريا أو أمنيا بها
الثلاثاء 13 جمادى الثانية 1437// 22 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
فلسطين – غزة
قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية إن حركته “لا تتدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية وليس لها أدوار أمنية أو عسكرية فيها، بدءًا من جمهورية مصر العربية، وجميع الدول”.
وأكد هنية خلال مهرجان لتوزيع الأعمال الكاملة للشيخ أحمد ياسين اليوم بمدينة غزة، على أن حماس حركة انطلقت داخل فلسطين، ومن أجل فلسطين ومشروعها فلسطيني وتريد تحرر الأرض.
وشدد على أن المقاومة الفلسطينية باتت اليوم قادرة على صناعة النصر أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أن المقاومة الشاملة بكل أشكالها، وبكل وسائلها، هي خيار استراتيجي رسّخه الشيخ، وعملعلى بنائه.
وبين أن شعبنا شعب الانتفاضات والثورات والمقاومات، وهو جيل لا يمكن أن يتم تدجينه من خلالنظريات دايتون والسلامة الاقتصادي التعاون الأمني”.
خطوط الحركة
وقال هنية خلال حديثه إن الشيخ الياسين ترك خمسة خطوط عريضة لا زالت تسير عليها الحركة، أولها التمسك بفلسطين، ولا تفريط ولا تنازل في هذا الحق الثابت المقدس.
وأضاف “برؤية الشيخ الواثقة ومرونته الثابتة؛ حمل لنا أدبيات في السياسة يمكن أن نسميها “السهل لممتنع”، والتي على أساسها قبل بهدنة مقابل تحرر القدس والضفة وغزة، مرهونة بعدم الاعتراف بالاحتلال، وعدم التنازل عن الأرض”.
وتابع: هذا هو الجامع بين الثابت والمتغير وبين المرحلي والراهن والبعيد، ونحن نسير على هذا الخط الثابت بالتمسك بفلسطين، ومنفتحون على كل أبناء الشعب الفلسطيني على برنامج مشترك يشكل القاسم المشترك بيننا.
المقاومة
وبين القيادي أن الخط الثاني هو المقاومة الشاملة بكل أشكالها وبكل وسائلها، فهي خيار استراتيجي رسّخه الشيخ رحمه الله، وعمل على بناء جيش قوي يستطيع الصعود والنصر.
وقال: “نحن اليوم نعيش في ظلال انتفاضة القدس، التي يقودها شعب الانتفاضات والثورات والمقاومات، وهو جيل لا يمكن أن يتم تدجينه من خلال نظريات دايتون والسلامة الاقتصادي التعاون الأمني”.
وأضاف: المقاومة اليوم زادت من مديات وسائلها، وذراعها اليوم طويل، وقدرتها على صناعة النصر بات أكثر من أي وقت مضى.
الوحدة
وأوضح أن التمسك بالوحدة الوطنية هو الخط الثالث لرؤية الشيخ، وقال: “الشيخ كان رائدًا للوحدة، وشعاراته لا زالت قائمة تشكل لنا النبراس، حتى وإن مررنا بانعطافات حادة، فالأصل هو تماسك القوى.
واستذكر هنيه صورة ما تزال وسائل الإعلام تتناقلها تجمع بين الرئيس الراحل أبو عمار والشيخ الياسين، وبين أن استراتيجية الحركة تقوم على الانفتاح على الكل والشراكة، فهذا وطن الجميع يحرره الجميع، ويبنيه الجميع ويحافظ عليه الجميع.
عربية وإسلامية
وأشار إلى أن الخط الرابع الذي رُسخ هو أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطيني وحده، بلقضية عربية وإسلامية.
وقال: “حماس حركة انطلقت داخل فلسطين، ومن أجل فلسطين ومشروعها فلسطيني وتريد تحررالأرض، ولا تتدخل في شؤون الدول وليس لها أدوار أمنية أو عسكرية، بدءًا من جمهورية مصر العربية، وجميع الدول”.
وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي: نحرص على سلامة أبناء الأمة ونتطلع لحقن دماء الأمة، وأنتكون بوصلة الأمة نحو فلسطين، وليس لنا أعداء في مكونات شعبنا وأمتنا، عدونا واحد وحيد وهو “العدو الصهيوني”.
واستطرد: نقوم بكافة التزاماتنا في حدود أرضنا، ونتحرك بالمربع بين هذه الدول، ومربع القدس، التيهي البوصلة، وفي يدنا البوصلة والمصباح.
ولفت إلى أن الخط الخامس هو أن قضية فلسطين، كما هي قضية عربية وإسلامية فإنها ذات بعد إنساني، وهي قائمة على تحشيد الرأي العام العالمي، لدعم شعبنا، ونفخر بالجاليات الفلسطينية فيأوروبا، وترسيخها للثقافة الفلسطينية.
حي بشهادته
وعن حياة الشيخ الياسين، قال هنيه: “إنه من الرجال الذين لا يموتون، فهو حيٌ بشهادته، وبدمه الزكية الطاهرة، وطريق الدعوة والجهاد والمقاومة التي خلدها، وتساءل: كيف يموت وقد ترك فينا هذا التاريخ الحافل”.
وأضاف: أن كل الكتب لا يمكن أن تختزل قصة الإمام المؤسس، أو تحتوي هذه الحياة المليئة والزاخرة بكل المعاني العميقة، لأنه من اللذين اصطفاهم واجتباهم الله.
وتابع قوله: الشيخ لا يموت لأنه باقي بتاريخه وميراثه وجهده وجهاده، باقي بهيئته وبجسده وعجلته التيكان يسير عليها.
وأشار إلى أن الشيخ كان لا يستطيع الوقوف على قدميه، ولكنه وقف على أسنة الرياح، ولا يقدر علىتحريك أصبعه ولكنه كان يضغط على الزناد، ولا يستطيع أن يطلق الرصاص ولكنه ألقى الموت على مشروع الاحتلال.
الإعاقة الحقيقة
وأضاف: لا يمكن القول بأن الشيخ مشلول لأن الإعاقة الحقيقية هي شلل الإرادة والقرار وشلل البندقية والخيار المقاومة، والشيخ اكتسب هذه المكانة والعظمة والمروءة والشهامة من خلال هذا الجسد الضعيف.
وأوضح أن الشيخ تحدى بإرادته وإيمانه إرادة المحتل، ومشروع الاحتلال وأنشأ هذه الحركة مع رجال ثقات مخلصين، وبين أن هذه الحركة الاعتبار لمشروع المقاومة والجهاد، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في بعدها العربي والإسلامي.
ولفت إلى أن الشيخ رجل عامة ولم يكن رجل خاصة، فهو رمز لفلسطين؛ أسس حماس من أجل فلسطين وكرامة الشعب ومن أجل تحرير القدس، ومن أجل عودة اللاجئين المشردين.
وأشار إلى أن الشيخ ترك فراغًا لا يُسد، وقال: “حسبنا أننا نمضي على الطريق والأوفياء له ولكل القادة العظماء من قادة هذا الشعب العظيم المجاهد”.
ويحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ 12 لاستشهاد مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته طائرة إسرائيلية فجر 22 مارس 2004.
وكان الشيخ ياسين الذي عاش أغلب فترات عمره مقعدًا على كرسي متحرك، ويعد واحداً من أهم رموزالعمل الوطني الفلسطيني.
المصدر : وكالة “صفا”