حماس لا تقفز عن مصر

حماس - almesryoon.om -
حماس – almesryoon.om –

أ.د. يوسف رزقة

الجمعة 16 جمادى الثانية 1437// 25 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

التقى وفد حماس برئاسة أبو مرزوق بوزير المخابرات العامة في مصر. مكث الوفد في القاهرة ثلاثة أيام ثم خرج في زيارة لقطر. الوفد ما زال في قطر منذ أيام وهو ربما يعتزم القيام بجولة من الزيارات لدول المنطقة.

الوفد ينتظر موافقة قيادات الدول التي يعتزم زيارتها، ومنها المملكة العربية السعودية. لا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن مخرجات الزيارة للقاهرة، والدوحة، وهل ستتم زيارة الدول الأخرى أم لا؟!.

المؤسف أن بعض وسائل الإعلام تسعى للإثارة من خلال أخبار مختلقة؟!، فمثلا لست أدري من أين جاءت صحيفة رأي اليوم الإلكترونية بخبر” أن القاهرة تطلب من حماس تسليم (٢٠٠) مطلوب، هم في قطاع غزة، وأن تطبيع العلاقات بين حماس والقاهرة مرهون باستجابة حماس لهذا الطلب؟!”.

وفي ظني أن هذا الخبر مختلق من أساسه، وليس له مصدر معتبر حتى تتبناه صحيفة محترمة؟! نحن من سكان غزة، ولا يوجد بيننا مصريون مطلوبون للقضاء المصري؟! ومصر، وبالذات جهاز المخابرات العامة لم يطلب هذا، ولم يقدم اسما مصريا واحدا للوفد؟!

اقرأ أيضا  الحرب على الإرهاب وصناعته بعد 11 سبتمبر

من المتوقع أن يكون ملف الأمن في سيناء والحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، موضوعا للمباحثات، وهو ما عبر عنه وفد حماس من خلال البيان الذي أصدره، وذكر فيه حرص حماس على أمن مصر، وأمن الحدود، وفي اعتقادي أن حماس تبذل جهودا بنسبة مائة في المائة لحماية الحدود، ومنع التسلل عبرها.

حماس تدرك أن الوضع في مصر حساس للغاية، وأن الحالة الداخلية لا تقبل التجديف ولا المغامرة، وتدرك أن مصر في حاجة لتطمينات مسئولة بعد أن تكاثرت التقارير الكاذبة والمختلقة على مكتب الوزير من أطراف كارهة لحماس، وتسعى بالباطل لخلط الأوراق. حماس تقدر موقف مصر التاريخي في رعاية الشأن الفلسطيني، وبالذات في غزة، وهي دائما ما تقدم احترامها لهذا الدور، ولا تنكره، ولا تقفز عنه، ولكنها تطلب من المخابرات المصرية أن تستمع لحماس لا أن تسمع عن حماس من آخرين يكرهون حماس ويظهرون حبهم لمصر، بينما هم يكرهون مصر أيضا، ولو كانوا محبين لها حقيقة لقدموا لها الحقيقة الموضوعية.

اقرأ أيضا  القيق ينتصر بعد اتفاق ينهي اعتقاله منذ 94 يوما

حماس ترى أن أمن سكان غزة من أمن سكان مصر، وتدرك أن تخفيف قيود مصر على المعبر يحتاج من حماس أن تكون قريبة من مصر، وأن تتفهم وجهة نظر مصر في القضايا المشتركة، وأحسب أن الوفد كان حسن الاستماع، وحسن النقاش، وأنه أكد للطرف المصري خلو القطاع من المطلوبين.

لقد زعمت صحيفة رأي اليوم أن مصادرها تقول : “إن الجانب المصري اعتبر تسليم هؤلاء شرطا أساسيا لإنضاج التفاهمات الأخيرة والتخفيف من الإجراءات على معبر رفح، والعودة للتفاهم على بقية تفاصيل الحوار بين القاهرة وحماس وأن الطرف المصري لديه قائمة تفصيلية بأسماء هؤلاء ؟!”.

هذا الزعم الذي يستند لمصادر مجهّلة هو دليل على أن الخبر مختلق من أساسه، وأنه من تسريبات أجهزة أمنية لا تريد لزيارة الوفد النجاح، ولا تريد تخفيف الحصار عن غزة، ولو كان الأمر كما زعم الخبر المختلق لما سمحت مصر لوفد حماس بأن يسافر إلى الدوحة، أو أن يقوم بجولة خارجية. إن سفر الوفد هو مؤشر على نجاح الوفد في معالجة الشكوك المصرية، وفي تطمين المخابرات على إجراءات حماس وفصائل المقاومة في منع أي تسلل من غزة إلى سيناء. نحن لا نتحدث عن نجاح كبير لأن علامات النجاح الكبير لم تظهر بعد، غير أننا نتوقع أن تقدما ما قد حدث في هذه الزيارة في العلاقة المتبادلة.

اقرأ أيضا  الوزاري العربي يطالب إسرائيل باستئناف "فوري" لعملية السلام

المصدر : فلسطين اليوم