حماس و”إسرائيل”.. هدنة طويلة أم صيف ساخن؟!
الإثنين،29 رجب 1436//18 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
غزة
يتحدث الكاتب “الإسرائيلي” “أليكس فيشمان” في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن محاولات من الكيان الصهيوني للحوار مع حركة حماس للوصول إلى اتفاق لهدنة طويلة الأمد مع الحركة تكون مدتها من خمس إلى عشر سنوات، في مقابل إعادة إعمار قطاع غزة بالكامل وتوفير مقومات الحياة, مشيرًا إلى أن مصر وأمريكا شريكتان في هذا الحوار وموافقتان عليه, ولا توافقان في الوقت ذاته على المبادرات الصادرة من حركة حماس نفسها، إلى جانب المعارضة من السلطة الفلسطينية لخوفها على مصالحها مع “إسرائيل”.
وإلى نص المقال..
كشفت مصادر في الأيام الماضية أن مندوبين رسميين من الحكومة “الإسرائيلية” ورجال الأمن أجروا مفاوضات مع حركة حماس ـ جزء منه مباشر والجزء الآخر غير مباشر ـ موضوعه اتفاق تهدئة طويل المدى بين الطرفين.
وقبل ثلاثة أشهر من الانتخابات في “إسرائيل” دارت حوارات بين حركة حماس و”إسرائيل” حول اقتراح تفصيلي لإبرام اتفاق تهدئة من 5 ـ 10 سنوات. ولم تصل لرد، ولكن المصالح تقضي التعاون بين الطرفين.
حتى الآن لم تأخذ الحكومة أو المجلس الوزاري المصغر قرارًا رسميًّا بتغيير استراتيجية “إسرائيل” تجاه حماس, كما أن الحكومة في مصر والولايات المتحدة لم يؤيدوا المبادرات التي تصدر من حماس ويعتبرونها تتجاوز السلطة الفلسطينية. و”إسرائيل” تسعى لإنجاز حوار مع حماس حتى لو لم تتخذ حتى الآن قرارًا بهذا الشأن، هم يتحدثون عن إعادة اعمار قطاع، غزة، وعن إمكانية تشييد بنية أساسية للكهرباء والمياه، وحتى إقامة ميناء مستقل يخدم غزة، كل ذلك سيكون متاحًا.
وقد انتشر مؤخرًا أن مسئولين قطريين رفيعي المستوى توجهوا إلى “إسرائيل” بناءً على طلب حماس وعرضوا الوساطة بين الطرفين، حتى أن المندوب القطري لإعادة إعمار غزة زار “إسرائيل”. كما أن مندوبي سويسرا في رام الله صرحوا أن هناك نشاطًا في الوساطة بين الطرفين. وأن هناك مبعوثين ليسوا من حماس ـ يصلون من غزة إلى “إسرائيل”. وأن المسئولين المصريين أيضًا يريدون العودة إلى الصورة.
كما صرح مسئولون أمنيون “إسرائيليون” أنه بدون حوار ومفاوضات ينتج عنها تسهيل ظروف الحياة في غزة، فإن “إسرائيل” ذاهبة إلى مواجهة مسلحة في الصيف، وستظهر عملية “الجرف الصامد” على أنها فشل شامل، ومن يدفع إلى التواصل مع حركة حماس هو منسق العمليات في المناطق العسكرية، بمشاركة وتشجيع من رئيس الأركان الجديد، غادي آيزنكوت، والسلطات “الإسرائيلية” تحاول التقليل من شأن الحوار مع حماس, وتقول: إن هذا الأمر يؤثر على مواصلة اعتبار حماس منظمة إرهابية في العالم!
هذه المبادرات تجعل السلطة الفلسطينية تنفجر من الغضب، حيث تتهم وسائل الإعلام في رام الله “إسرائيل” بأنها تعمل على تقوية حماس في غزة كقيادة منافسة، لكن السلطة لم تنجح في الإمساك بزمام الأمور في إعمار غزة، و”إسرائيل” لا وقت لديها للانتظار, فمنسق العمليات يسمح لوزراء حكومة الوحدة ووزراء حكومة الوفاق الفلسطينية للذهاب كل أسبوع من الضفة إلى غزة لإجراء المحادثات. ولكن لم ينتج شيء عن ذلك.
ويضاف إلى ذلك أن الحوار مع حماس من الممكن أن يستخدم كسلاح في يد “إسرائيل” ضد سلطة رام الله، وأبو مازن يهدد بفتح الاتفاقات الاقتصادية والأمنية مع “إسرائيل”؟، كما أن الحوار بين “إسرائيل” وحماس خلق لديها حافزًا لمنع التدهور على حدود غزة. وكان لحماس تطلعات لتوسيع حدود المواجهة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وإلى الحدود “الإسرائيلية” مع سوريا، وحتى الآن هذا لم يحدث.
وخلال هذه الفترة لم تصل الأموال الطائلة من الدول المانحة لغزة، ولكن تقول الإحصائيات: إن 85 بالمائة من السكان الذين هدمت منازلهم قالوا: إنهم تلقوا مواد بناء لأعمار منازلهم، و60 بالمائة منهم أي ما يقرب من 50 ألف شخص قالوا: إن الترميمات وصلت لنهايتها، ومنذ بداية 2015 وصل معبر كرم أبو سالم حوالي 33 ألف شاحنة حملت أكثر من 990 ألف طن من المعدات، وحوالي 440 شاحنة في اليوم، مقابل 255 شاحنة في اليوم في السنة العادية. وفي شهر إبريل زاد هذا العدد إلى 523 شاحنة يوميًّا في المتوسط، وفي الربع الأول من عام 2015 سجل 40 ألف دخول إلى “إسرائيل” من معبر إيرز، نصفهم كانوا تجارًا.
كما أنه ابتداء من هذه السنة تسمح “إسرائيل” لحماس بتصدير منتوجات زراعية إلى الضفة وإلى الخارج وإلى “إسرائيل” بسبب سنة التبويرن والتي لن يزرع فيها المزارعون الصهاينة أراضيهم. واليوم يتحدثون مرة أخرى عن إمكانية خروج عمال من غزة للعمل حول حدود غزة وإدخال أعمال من مصانع “إسرائيلية” إلى الصناعة الخفيفة في القطاع.
ولكل ذلك من الممكن أن نفاجأ إذا وصل صاروخ من غزة من جهة تعارض الحوار بين “إسرائيل” وحماس. ويمكن أن يكون هذا عنصرًا مقربًا من السلطة الفلسطينية.
ترجمه لـ”مفكرة الإسلام”: إسلام كمال الدين
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.