حماس والمشهد السياسي القادم
د. عصام شامر
قال النائب مشير المصري والقيادي في حركة حماس إن الحركة ستكون جزءا أصيلا ضمن أي حكومة قادمة وفق استحقاقات المرحلة، وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤكدا على أن حماس لن تغادر المشهد السياسي الفلسطيني.
من الطبيعي ألا تغادر حماس المشهد السياسي الفلسطيني لأنها تمثل الغالبية في المجلس التشريعي المعطل حتى الان، أي لا يمكن للغالبية ان تلعب دور المعارضة لأن المشهد ذاته سيكون مشوها بل ومضحكا ولا يحدث الا في الانظمة القمعية، وبما أننا نزعم اننا نريد دولة ديمقراطية ونحترم خيارات شعبنا فلا يجوز حتى افتراض تغييب الفصائل الصغيرة فما بالنا بأكبر الفصائل؟ هذا الى جانب ما تمتلكه الحركة من امكانيات وقدرات لا غنى عنها للشعب الفلسطيني في مواجهة عدوه.
رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال بأن كيانه غير الشرعي لن يعترف بحكومة فلسطينية تشارك فيها حركة حماس حتى تعترف بكيانه، طبعا نتنياهو يكذب ولو اراد ان يعيق المصالحة_ التي ستؤدي في النهاية الى تشكيل حكومة وحدة_ لما سمح لحكومة التوافق بموكبها الضخم دخول غزة عبر الاراضي المحتلة عام 48 .بنيامين نتنياهو يتخبط في تصريحاته حتى انه قال لن نعترف بالمصالحة نفسها حتى تعترف حماس بـ ” اسرائيل”، انا شخصيا لا استطيع التعليق على مثل هذا الغباء لأنني لم اسمع يوما ان تصالح الاخوة يحتاج إذا من احد فضلا عن ربطها بالاعتراف بشرعية الاعداء.
تظل تهديدات نتنياهو مقلقة لفئات من شعبنا وقد يتخذها البعض حجة للضغط على حماس عند تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وانا اعتقد ان بقاء حماس في المشهد السياسي لا يعني المشاركة المباشرة في الحكومة لأن حماس لديها مشروع مقاوم ولا تتطلع الى حكم تحت احتلال، ولكنها في ذات الوقت تتطلع الى حكومة تخدم القضية الفلسطينية ومصالح شعبنا، ولذلك اعتقد ان مشاركة حماس ستكون من خلال المشاركة في اختيار رئيس واعضاء الحكومة دون مشاركة قادة حماس او البارزين فيها، رغم ان من حقها المشاركة في كل مؤسسات السلطة بالكيفية التي تختارها، ولا يحق لأحد الاعتراض طالما انها تملك الاغلبية و انها جزء من الشعب الفلسطيني، وطالما اننا نزعم اننا نناضل من اجل استقلالية القرار الفلسطيني ولا نسمح لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية .
المصدر : فلسطين أون لاين