حملة مضادة لانتفاضة القدس
د. عاصم شاور
الثلاثاء، 12 صفر 1437 ه // 24 نوفمبر 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
تخطت انتفاضة القدس توقعات الغالبية التي ظنت أن انتفاضة القدس مجرد هبة جماهيرية ستخمد في ايام او اسابيع قليلة، بعضهم فرح واصبح لديه ثقة اكبر في شعبنا الفلسطيني وبعضهم ساءه استمرارها خوفا على مصالح شخصية، ولكن فئة قليلة لا تكاد تذكر شرعت في المكر السيئ ظنا منها انها ستؤثر في الشارع الفلسطيني او انها ستحظى باهتمام جهات متنفذة لا ترغب في السير في طريق العزة والكرامة.
خلال الايام الماضية تم رصد العديد من المحاولات لضرب انتفاضة القدس وصمود شعبنا في الضفة الغربية ونذكر اهمها للتحذير منها ولتنبيه الواقفين خلفها ان مخططاتهم مكشوفة ولا بد لهم من مراجعة انفسهم حتى لا يضعوها موضع الشبهات:
أولا: نشرت اذاعة فلسطينية تقريرا يتهم فيه فضائية الاقصى بمحاولة جر الضفة الغربية الى حرب غير متكافئة كما يتهمها بالتسبب بمقتل الاطفال والنساء الذين طعنوا او حاولوا طعن اليهود من مستوطنين ومجندين بتحريضها المستمر على المقاومة، وبذلك فإن تلك الاذاعة والقائمين عليها اصدروا حكم البراءة لصالح الاحتلال الاسرائيلي، وتناسوا ان سبب الانتفاضة هو ما ترتكبه (اسرائيل) من جرائم وما التحريض الا عامل ايجابي مساعد يحسب للقائمين عليه لا ضدهم.
ثانيا: في الوقت الذي ادانت فيه الاذاعة الفلسطينية التحريض الوطني الشرعي على المقاومة اعلنت فرقة فنية في الضفة الغربية عن عقد دورات ثقافية في ” الرقص المقاوم”، يريدون من الناس وقف الانتفاضة والتوجه الى الرقص كشكل من اشكال المقاومة، تلك الخسة بعينها، ولن نتوقف كثيرا عند هذه المحاولة الدنيئة لأنها لا تستحق وانما هي فقط رسالة للقائمين عليها.
ثالثا : رغم ان الجميع شهد على توحد الشارع الفلسطيني خلف خيار المقاومة وشهد وحدة فصائلية ميدانية ولو ظاهريا يحاول البعض الادعاء بوجود صراعات فصائلية حول من يقود الانتفاضة ويحرك الشارع ومن هو مفجر الانتفاضة والى ما هناك من اوهام اعتمادا على تصريحات فصائلية ونشرات حزبية لا يأبه لها احد سواء من الفصائل او من الشارع الفلسطيني، فلماذا يريد هؤلاء النفخ في النار وتأجيجها، ولماذا لم يجدوا سوى دور اليهودي شاس بن قيس ليلعبوه في الانتفاضة مع فارق الشبه بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اوس وخزرج وبين فصائلنا المتواضعة.
رابعا: شهدنا الكثير من القنابل الدخانية والاشاعات التي من شأنها حرف الانظار عن الانتفاضة مثل الحديث عن اتفاق لفتح معبر رفح بين السلطة ومصر واحاديث كثيرة مشابهة لا نريد الخوض فيها لأسباب خاصة ولكن كلها محاولات ثبت انها لا تقدم ولا تؤخر.
المصدر : فلسطين أون لاين