حوار كندي – إسلامي حول الحجاب والنقاب

حوار كندي – إسلامي حول الحجاب والنقاب www.albushraa.com
حوار كندي – إسلامي حول الحجاب والنقاب
www.albushraa.com

السبت،8جمادى الثانية1436//28مارس/آذار 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
كندا
تشهد كندا سجالات حادة على خلفية الحجاب والنقاب اللذين أحدثا شرخاً عميقاً لدى الرأي العام، شمل للمرة الأولى الأوساط الحكومية والقضائية في مختلف المقاطعات الفرنكوفونية أو الأنغلوفونية.
ويبدو أن التسويات السابقة المعنية بمعالجة الحجاب والنقاب لا تزال رهن المزايدات الحزبية والسياسية وأمزجة مسؤولين في الدوائر العامة. فعلى سبيل المثال، رفضت أخيراً اليانو مارنغو القاضية في محكمة كيبيك، الاستماع إلى إفادة رانيا العلول (كندية مغربية) لارتدائها الحجاب.
وبررت القاضية رفضها بأن لباس العلول غير مناسب لقاعة المحكمة، وشأنه كمن يعتمر قبعة أو يضع نظارات شمس على عينيه. وأكدت أن المحاكم في كيبيك أماكن علمانية خالية من الرموز الدينية. علماً أن العلول كانت ترتدي الحجاب يوم أقسمت يمين الحصول على الجنسية الكندية!
وقد تعاطف مع العلول أشخاص وهيئات اجتماعية وثقافية وفكرية. وهي تلقت في غضون ساعات قليلة أكثر من 40 ألف دولار على شبكات التواصل الاجتماعي لتغطية نفقات الدعوى التي قدّمتها ضد القاضية مارنغو.
وفي سياق قضائي مخالف، أصدرت المحكمة الاتحادية الكندية قراراً يبطل إجراءً حكومياً يمنع المسلمة من ارتداء البرقع أو النقاب أثناء أدائها قسم اكتساب الجنسية الكندية.
وجاء هذا الرفض على خلفية استئناف رئيس الحكومة ستيفان هاربر الحكم القضائي لإبطال الدعوى التي أقامتها مهاجرة مسلمة باكستانية إثر تمنّعها عن أداء قسم الولاء لكندا بسبب الحظر المفروض على ارتداء النقاب. وتعتبر هذه الحادثة أول سابقة تحدٍ في كندا ضد النقاب في إجراءات منح الجنسية ومراسمها.
ويبدو أن القضاء في مقاطعة كيبيك هو على طرفي نقيض مع محاكم أنتاريو حيال مسألتي الحجاب والنقاب. وتوضح نفيسة دوري أن تلك المحاكم تسمح للمحاميات المسلمات المحجّبات، وهي واحدة منهن، بالمـــرافعة أمام المحاكم العليا والاستئنافية والفيديرالية. وتعلّق على قرار القاضية الكيييكية بقولها: «لا يمكنني أن أصدّق أن قاضية كندية ترفض الاستماع إلى سيدة محجبة، وهي تعلم أن قرارها يتعارض مع شرعة حقوق الإنسان الكندية والعالمية».
ويؤكّد القاضي جاجميت سينغ أن الوصول إلى القضاء الكندي لأسباب دينية، «أمر مرفوض وهجوم على الديموقراطية»، لافتاً إلى أن ثقافات ترفع الشعارات الدينية في المحاكم من باب الاحترام كرفع القبعة والإبقاء على غطاء الرأس.
مواقف متناقضة
ولم يقتصر وصف رئيس الحكومة الكندية وزعيم حزب المحافظين ستيفان هاربر «الوشاح الإسلامي» (النقاب) الذي يغطّي وجه مسلمات بأنه «نتاج ثقافة معادية للمرأة»، وأن القبول به خطأ تاريخي، بل اعتبر ارتداء النقاب أمراً غير مقبول ويتعارض مع القيم الكندية.
أما تصريح النائب عن حزب المحافظين في مقاطعة أنتاريو لاري ميلر، فكان الأعنف ضد المسلمات المنقبات. وجاء فيه: «إذا لم تكن المرأة المنقبة مستعدة للكشف عن وجهها أثناء جلسة القسم للحصول على الجنسية أو في الاستحقاق الانتخابي أو أثناء تلقيها خدمة عامة. وإذا لم تحب هذا البلد، فلتعد من حيث أتت».
وعلّق زعيم الحزب الليبيرالي جوستين ترودو على مثل هذه التصريحات بقوله إنها «تؤجج الأحكام المسبقة ضد المسلمين، وتتعمّد سياسة التخويف من الإسلام والمسلمين وإشاعة العنصرية».
واتهم الناطق بلسان الحزب الديموقراطي الجــديد شـــاري أنغرس رئيس الحكومة بأنه «يقدّم الدين الإسلامي بكامله كعدو للمرأة». وزاد: «لو كنت مسلماً كندياً سأشعر بخجل كبير من تصريحات هاربر العنصرية».
في المقابل، يرى بيار كارل بيلادو الناطق بلسان «بلوك كيبيكوا» أن «الكيبيكيين لا يريدون رؤية النقاب في الدوائر الرسمية لأنه رمز صادم. ولا يتماشى مع قيمنا الأساسية ولا مع انفتاحنا، ولا مع مبدأ المساواة بين المرأة والرجل». ويؤكد: «نحن لم نسمع به من قبل ولم نعتد على رؤيته بيننا. ونريد أن نعيش في مجتمع يرى جميع الناس وجوه بعضهم بعضاً من دون أقنعة، ويحصلون على الخدمات من دون تفرقة وتدقيق في الوجوه».
عقد اجتماعي
في ظل هذه الأجواء المحمومة، أطلقت مجموعة من الكتاب الكنديين المعنيين بشؤون العالم الإسلامي دعوة إلى حوار كيبيكي – إسلامي يؤسس لعقد اجتماعي جديد، ويخفف من تنامي مشاعر الإسلاموفوبيا المعادية للإسلام والمسلمين في كيبيك، وهم يشكّلون 3.1 في المئة من عدد من سكانها وفقاً لإحصاء عام 2011 (حوالى 243430 نسمة). ويقول الكاتب إيفان كليش: «ينبغي أن نناقش كل ما يفرّق، وأن نُبعد الأطراف المتشددة من كلا الجانبين، الكيبيكي الذي يحاول أن يفرض قيمه بالقوة على جالية إسلامية لم يتح لها الوقت الكافي لفهم تلك القيم، والإسلامي الذي غالباً ما يمثله متعصبون يقدّمون إلى المواطن الكندي نموذجاً سيئاً عن الإسلام، ويحاولون إقناعه بصوابية هذا النموذج وتطبيقه في كل زمان ومكان»،بحسبما ورد في الحياة.

اقرأ أيضا  الأمين العام الجديد للأمم المتحدة يعلن "مقاربة جديدة" لدرء الصراعات في العالم

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.