خبراء يناقشون مستقبل اللاجئين الفلسطينيين بسوريا
الأربعاء 9 شعبان1436//27 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
لبنان
عقد مركز “الزيتونة للدراسات والاستشارات” في مقره بالعاصمة اللبنانية بيروت، حلقة نقاش حول “مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في سورية”، نهاية الأسبوع الماضي، وقد شارك فيه نخبة من الباحثين والمتخصصين بالشأن الفلسطيني.
وأدار حلقة النقاش مدير عام مركز الزيتونة الدكتور محسن محمد صالح، تم خلالها استعراض أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وما لحق بهم من قتل، وتهجير، واعتقال، ومعاناة خلال الأحداث الدائرة في سورية.
ووفق ما ذُكر من معطيات، فحتى مطلع سنة 2015، فمن أصل أكثر من 550 ألف لاجئ فلسطيني كانوا مقيمين في سورية، هناك نحو 270 ألف لاجئ مهجر داخلياً، وأكثر من مائة ألف لاجئ مهجر خارجياً، وأكثر من ألفي شهيد ومئات المعتقلين والمفقودين.
وبحسب معطيات الحلقة النقاشية، بحسب بيان صحفي صدر عن منظميها، فقد تحول عدد كبير من المخيمات الفلسطينية الـ15 الموجودة في سورية إلى ساحة حرب؛ ما أدى إلى تدميرها جزئياً أو كلياً وتهجير سكانها.
وأكدت مداخلات المشاركين على “ضرورة اتباع الفصائل الفلسطينية واللاجئين في سورية سياسة الحياد، من أجل تخفيف انعكاس الأحداث على اللاجئين، كما أكدت على ضرورة إيجاد مرجعية فلسطينية موحدة تملك رؤية سياسية واحدة لمقاربة وضع اللاجئين هناك، والعمل على حمايتهم وتحييدهم”.
وفي موضوع استشراف مستقبل اللاجئين في سورية في حال استمرت الأزمة هناك، أو تم إيجاد مخرج لها؛ تم عرض لسيناريوهات ممكن أن تسلكها الأزمة في سورية.
أما السيناريو الأول فهو إمكانية أن تؤدي الأحداث إلى نوع من ترتيب الأوضاع في الحالة السورية ضمن حل دولي بين المعارضة والنظام بحيث لا ينتصر أحد على أحد، مثل هذا السيناريو قد ينجح ليبقي على الدولة السورية، ولكن آثار الحرب التي مزقت النسيج الاجتماعي والاقتصادي ستنعكس ضعفاً في السلطة المركزية التي ستغرق في حل المشكلات الداخلية، وهذا وضع يحمل بذور التفجير في داخله؛ ما يؤدي إلى حالة عدم الاستقرار بالنسبة للاجئين الفلسطينيين هناك.
أما السيناريو الثاني فهو اتجاه الدولة السورية نحو التفكك، وينتج عن ذلك قيام دويلات ضعيفة على أساس طائفي أو عرقي، وهنا يُطرح مستقبل وجود اللاجئين الفلسطينيين في هذه الدويلات، وإعادة تعريفهم كمسلمين سنة أو عرب، وإعادة موضعتهم جغرافياً بناء على ذلك. وفي المحصلة أي من السيناريوهين السابقين قد تكلف الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أثماناً كبيرة.
وتحدث المشاركون في الحلقة النقاشية عن “السيناريو النهضوي الوحدوي الذي يتجاوز البعد الطائفي والعرقي، ويتمكن من تقديم طرح قوي ليستوعب الجميع، ويعبر عن إرادة شعوب المنطقة بعيداً عن الديكتاتوريات المحلية أو التدخل الخارجي.. وهو ما قد يعطي فرصة انطلاقة جديدة للقضية الفلسطينية التي تجتمع عليها الأمة وتتوحد بوصلتها باتجاهها، بحسبما ورد في الألوكة.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.