خبيران: النظام السوري يتحول إلى ميليشيا قريبا

aletsam.com
aletsam.com

الخميس24 شعبان1436//11 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
دمشق- الأناضول
يقدّر مراقبون نسبة فقدان سيطرة النظام السوري الفعلية على مساحة البلاد بأكثر من 75%، لصالح قوات المعارضة المتنوعة وتنظيم “داعش” بعد التقدم العسكري الذي حققه الأخيران على عدد من الجبهات، خاصة خلال الشهرين الماضيين.
ورجح سمير التقي المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أن النظام في دمشق “سيتداعى قريباً مع انتقال الصراع الفعلي إلى وسط وغربي البلاد في المرحلة القادمة”، متوقعاً تحوله إلى “ميليشيا مسلحة ذات تنظيم وتسليح عالٍ”.
وفي تصريحه لوكالة “الأناضول”، أوضح التقي، مدير مركز “الشرق” للدراسات والأبحاث الاستراتيجية (مستقل)، ومقره دبي، أن دمشق حالياً “لم تعد عاصمة فعلية للدولة، والسيادة السورية باتت في مهب الريح، الاقتصاد تفكك، والشكل الوظيفي للدولة بات واهياً ويقتصر على دمشق فقط”.
وأضاف أن “عصر سوريا الموحدة بات من الماضي والسلطة المركزية لم يعد لها مستقبل، وأصبح من المستحيل إعادة إنتاجها من جديد”، مشيراً إلى أن “البلاد ستحكم مستقبلاً بطريقة لا مركزية عن طريق توافقات ما بين أمراء الحرب والقوى المسيطرة التي أفرزها الصراع”.
ومع سيطرة “جيش الفتح” التابع للمعارضة مؤخراً على مدينة إدلب (شمالا)، ومناطق واسعة في ريفها الجنوبي الملاصق لمحافظة اللاذقية (غربا)، اقتربت قوات المعارضة أكثر من أي وقت مضى من الساحل السوري الذي يضم محافظتي اللاذقية وطرطوس، ويعد معقل الطائفة العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد ومعظم أركان حكمه، وشهدت هدوءاً نسبياً خلال أكثر من 4 أعوام على الصراع.
في الوقت الذي ابتلع “داعش” وحده نحو نصف مساحة البلاد، ووصل إلى مناطق قريبة من قلب دمشق وتبعد عن القصر الجمهوري أقل من 8كم فقط، يشنّ طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ أشهر غارات بشكل شبه يومي على مواقع التنظيم في مختلف المناطق السورية دون أي تنسيق معلن مع دمشق.
واعتبر التقي أن “عوامل عديدة ساهمت في تداعي وإضعاف النظام خلال الفترة الأخيرة، أبرزها محدودية الدعم الإيراني على جميع النواحي العسكرية والبشرية والمادية، حيث بات ذلك الدعم منذ فترة يقتصر على المحاور التي تدعم نفوذ طهران في البلاد، كمحور دمشق وامتداده إلى الحدود اللبنانية حيث حزب الله، إضافة إلى محور حمص (وسط) وصولاً للساحل”.
وأضاف أن “نشوء توافقات من قبل الدول الداعمة للمعارضة بخصوص توحيد العمل الميداني ضد قوات النظام ودعم تحالفات عسكرية نشأت مؤخراً مثل (جيش الفتح) الذي بات يسيطر على معظم مساحة محافظة إدلب، ساهم أيضاً في إضعاف النظام على الأرض”.
ويتكون “جيش الفتح” المشكل حديثاً من فصائل سورية معارضة معظمها إسلامية، أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وغيرها، ونجح في الأشهر الماضية في السيطرة على مناطق واسعة في محافظة إدلب بعد طرد أو انسحاب قوات النظام منها، ويعوّل معارضون على هذا الفصيل قيادة معركة “الساحل” التي تستهدف معقل النظام الرئيسي ومؤيديه في البلاد.
من جهته، قال إبراهيم الجباوي الضابط برتبة عميد في جيش النظام السوري قبل انشقاقه عنه عقب اندلاع الثورة في البلاد آذار 2011، إن نظام بشار الأسد “ساقط فعلياً منذ عام 2012، إلا أن الخلاف حالياً حول مصير رموزه وموعد رحيله”، متوقعاً أن يكون ذلك في “وقت قريب”.
وفي تصريحه لوكالة “الأناضول”، أوضح الجباوي الخبير العسكري والاستراتيجي، أن “النظام السوري سقط منذ بدأ بالاستعانة بمقاتلي حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، بعد فقدانه منتصف عام 2012 السيطرة على أكثر من 75% من مساحة البلاد لصالح الجيش الحر وقتها، قبل أن يقوم تنظيم (داعش) و(جبهة النصرة) وفصائل إسلامية أخرى بالسيطرة على معظم تلك المساحة”.
وأضاف أنه “مع تزايد أعداد مقاتلي حزب الله والحرس الثوري، الذي جنّد لاحقاً مقاتلين ومرتزقة من جنسيات آسيوية مختلفة، ودفعهم للقتال إلى جانب قوات النظام، ودخول الميليشيات العراقية الشيعية بعدها البلاد للغرض ذاته، أصبح كل هؤلاء يمسكون بزمام الأمور على الأرض، وبات النظام السوري ورئيسه بشار الأسد مجرد واجهة، وجيشه يقترب من شكل وأداء الميليشيا، كما أدخل البلاد في مرحلة احتلال”.
ويقدّر معارضون سوريون عدد الفصائل التي تقاتل إلى جانب النظام السوري بأكثر من 28 فصيلاً معظمها شيعية قادمة من العراق، فضلاً عن حزب الله الذي أكد أمينه العام حسن نصر الله في خطاباته الأخيرة مضيّه في القتال إلى جانب النظام “مهما كلف الأمر”.
ولفت الخبير إلى أنه مع التقدم الذي حققته قوات المعارضة على الأرض شمالي وجنوبي سوريا، بالتزامن مع سيطرة “داعش” على أكثر من 50% من مساحة البلاد خاصة في شرقها ووسطها، “باتت سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات التي يستعين بها تقتصر على الساحل (غربا) ووسط دمشق (جنوبا) إضافة إلى جيوب متناثرة وغير متصلة متوزعة هنا وهناك”.
وأشار الجباوي إلى أنه من المنظور العسكري، “النظام غير قادر على استعادة المناطق التي خسرها، وبات يعتبر انسحاب قواته من مواقعها بأقل الخسائر انتصاراً تحتفل به وسائل إعلامه، وهذا ما تكرر مؤخراً في مدينة إدلب (شمال غرب) وجسر الشغور ومعسكر المسطومة في ريفها وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة”.
وعن استفسار لمراسل “الأناضول”، حول أن النظام على الرغم من كل ما ذكر الخبير ما يزال قائماً وقواته تقاتل حتى اليوم على عدد من الجبهات، أجاب أن “ما تقوم به قوات النظام حالياً هو هجمات انتقامية باستخدام سلاح الطيران لقصف المناطق المدنية، خاصة بالبراميل المتفجرة وذلك لعرقلة الثوار وجعلهم يفكرون بالضحايا من المدنيين الذين من الممكن أن يسقطوا في حال هاجموا مواقع عسكرية للنظام”.
ويرى مراقبون أن النظام السوري يتعمد قصف المواقع المدنية القريبة من مناطق الاشتباكات مع قواته وذلك للضغط على الخصم وجعله يتراجع عن تكثيف الهجوم خوفاً من سقوط مدنيين وخسارته للحاضنة الشعبية التي يعتبرها عامل قوة بالنسبة له.
واعتبر الجباوي أن رحيل النظام لم يعد بيد الأخير أو حتى بيد المعارضة على الرغم من التقدم الذي تحققه قوات الأخيرة، لأن الأمر “بات بيد الدول الكبرى التي أصبحت تستخدم سوريا كورقة مقايضة أساسية ضمن مجموعة الأوراق الأخرى في المنطقة”، وفقا للأناضول.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  النظام يقصف قرىً بجبلَي التركمان والأكراد غربي سوريا
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.