دعوات للمرابطة في الحرم الإبراهيمي ردًا على قرار الاحتلال بإغلاقه
غزة (معراج)- يواصل الاحتلال هجماته المسعورة بتدنيس الأماكن والمقدسات الإسلامية في الحرم الإبراهيمي والقدس المحتلة، وكان أخرها إغلاق الحرم الإبراهيمي بسبب الأعياد اليهودية التي يقيمها الاحتلال سنويًا.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، مساء أمس الثلاثاء، إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين حتى مساء يوم الخميس بحجة الأعياد اليهودية وما يسمى عيد العرش اليهودي.
مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة، بدوره استنكر قرار الاحتلال بإغلاق الحرم الابراهيمي، مشيرًا إلى أن ذلك ليس مستغربًا من قبل الاحتلال بانتهاك المقدسات الإسلامية وعلى رأسها الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي.
وقال أبو سنينة في تصريح إذاعي تابعته “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، إن ما يفعله الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية جريمة تقترف بحق الحرم الابراهيمي، واستفزاز لمشاعر المسلمين، مشدًدا أنه يجب فضح انتهاكات سلطات الاحتلال.
وأضاف أن الحرم الابراهيمي مغلق منذ الأمس وحتى غدا الخميس بحجة ما يسمى عيد العرش عند الاحتلال، مشيرًا إلى أن الحرم أغلق من الساعة العاشرة مساء أمس وسيستمر حتى الساعة العاشرة من مساء غد الخميس.
وتابع أبو سنينة: “الاحتلال لا يسمح لأحد بالدخول إلى الحرم الابراهيمي بتاتا، ويغلقه أمام الوافدين والزوار كما يمنع إقامة الأذان والصلوات في الحرم الابراهيمي طيلة فترة الاغلاق”، مبينًا أن الحرم الإبراهيمي يخضع تحت السيطرة “الإسرائيلية” بالكامل.
“دعوة للمرابطة”
ودعا أبو سنينة، الفلسطينيين بالمرابطة في الحرم الابراهيمي والمسجد الأقصى المبارك، لتفويت الفرصة على الاحتلال ومستوطنيه في تدنيس المقدسات الاسلامية
واستهجن صمت الأمة العربية والإسلامية مشيرًا إلى أنها تشاهد ما يحدث ضد المقدسات الإسلامية ولكن لا تحرك ساكنًا.
وشدد أبو سنينة، أن الظلم الإسرائيلي سيزول وينتهي ويعود الحق إلى أهله، كما ستعود هذه المساجد إلى أهلها وعلى رأسها، المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي”.
ولفت مدير الحرم الإبراهيمي، أن قرار إغلاق المسجد نصت عليه “لجنة شمغار” بعد المجزرة الرهيبة التي وقعت داخل المسجد بصلاة الفجر على يد المستوطن الإسرائيلي المتطرف باروخ غولدشتاين عام 1994، والتي تمخض عنها عدة قرارات أخرى منها؛ إغلاق الحرم الإبراهيمي مدة 10 أيام في السنة.
وقال مدير الحرم، رئيس سدنته حفظي أبو سنينة، إن سلطات الاحتلال أعلنت اغلاق الحرام منذ الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء، وحتى الساعة العاشرة من مساء الخميس المقبل، للسماح للمستوطنين باقتحامه، وتدنيسه وأداء شعائرهم التلمودية فيه احتفالا بعيد العرش.
على الصعيد ذاته، نصب مستوطنون، امس الثلاثاء، منصة في الساحات الخارجية للحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة في مدينة الخليل، وخياما في منطقة “عين فرعا” الأثرية غرب المدينة.
وأفادت المصادر المحلية، بأن عشرات المستوطنين نصبوا المنصة والخيام لإقامة احتفالات لمناسبة عيد العرش اليهودي.
وفق أبو سنينة، يعزز الاحتلال من تواجده عند البوابات والحواجز المحيطة بالحرم، ونشر حواجز عسكرية إضافية، وشدد من إجراءاته في البلدة القديمة وعرقل دخول المواطنين القاطنين في محيط الحرم الى منازلهم.
الجدير بالذكر، أنه قبل أكثر من عقدين من الزمن، وبالتحديد يوم 25 فبراير 1994م؛ قام المجرم باروخ جولدشتاين وبصحبة عدد من المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي؛ بتنفيذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، واستشهد في حينه 29 مصليا وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
كما تم تقسيم المسجد مكانيا وتحويل جزء منه إلى كنيس يهودي بشكل رسمي لأول مرة في تاريخه في العام نفسه، فأصبح 60% من مساحته لليهود، وباقي المسجد للمسلمين، وتم فصل هذين الجزئيين بحواجز وبوابات حديدية محكمة ووضعوا فيها ثكنات عسكرية للإشراف والمراقبة، حيث تعتبر المنطقة مركزا للصراعات الجارية بين الفلسطينيين المسلمين والإسرائيليين اليهود.
يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، أعلنت في يوليو 2017، عن البلدة القديمة في الخليل، “منطقة محمية” بصفتها موقعا “يتمتع بقيمة عالمية استثنائية”، وذلك في أعقاب تصويت 12 عضوا في “لجنة التراث العالمي” التابعة للمنظمة الأممية لصالح القرار، مقابل معارضة ثلاثة فقط وامتناع ستة عن المشاركة في عملية التصويت.
وكالة معراج للأنباء