دور الإعلام والسياسيين في ارتفاع معدل الجريمة ضد المسلمين
الأربعاء 19 ربيع الأول 1437//30 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
دور الإعلام والسياسيين
في ارتفاع معدل الجريمة ضد المسلمين
المصدر: موقع الجارديان البريطاني
مترجم لشبكة الألوكة من اللغة الإنجليزية
ترجمة: مصطفى مهدي
وشهد شاهدٌ من أهلها، بهذه العبارة يمكن للمرء أن يُعلِّق على الدراسة التي قام بها مركز البحوث الإسلاميَّة المعنِي بشأن المسلمين الأوربيين بجامعة (إكسيتر البريطانية)، والتي نشر موقع (الجارديان البريطاني) تقريرًا إخباريًّا بشأنها.
تلك الدراسة التي قام بكتابة تقريرها كل من د. (جوناثان جيثينس مازر)، و د. (روبرت لامبرت) العامل بفرع الاسخبارات، والشرطي بقسم مكافحة الإرهاب السابق بأسكتلند يارد، والتي أكدت أن ارتفاع معدل جرائم الكراهية ضد المجتمع الإسلامي سببه الدور الكبير الذي يقوم به السياسيُّون، ووسائل الإعلام في تشويه صورة المسلمين.
وقد أشار التقرير الصادر عن هذه الدراسة إلى أن هذه الجرائم تتنوَّع ما بين تهديدات الموت، والقتل، والاعتداءات المستمرة، إلى غير ذلك من أشكال العنف النابع عن ارتفاع معدل الكراهية للإسلام والمسلمين، والصورة السيِّئة المشوهة التي يقدمها الإعلام والساسة عن المسلمين.
وقد أشارت الدراسة إلى أن تلك الاعتداءات الإجرامية على المسلمين سببها – أيضًا – الصورة السلبيَّة التي يراها الرأي العام الإنجليزي للمسلمين، والتي يمدُّهم بها بعض عناصر الرأي العام، أو التقارير القومية بشأن مكافحة التطرف.
وقد أشارت الدراسة في غضون ذلك إلى الدور الإيجابي الذي تقوم به وحدة العلاقات الإسلامية بشرطة (أسكتلند يارد)، والتي كان يرأسها د. (لامبرت)، والتي كانت تعمل على دعم العلاقة بين المجتمع الإسلامي والشعب البريطاني.
وكذلك قد أفصح التقرير عن أن الدراسة لم تعيِّن أسماءً، ولم تعيِّن أشخاصًا سوى (ميلاني فيليبس) الكاتبة البريطانية التي تشرف على موقع متخصص في المقالات التي ترسم صورةً مشوهةً لمسلمي إنجلترا، وتصفهم – كذبًا – بالإرهابيين، والتي ساهمت بدرجة كبيرة في رفع معدل الكراهية، ومن ثَمَّ معدل الجريمة ضد المسلمين.
وقد أشار التقرير – مبرهنًا على نتائجه – إلى مقالة الكاتب الصحفي اليميني (بيتر أوبورن)، والتي أشار فيها إلى أن الاعتداءات الحالية المستمرة والمتكررة بشكل ثابت على المسلمين من قِبل بعض السياسيين، وفوق ذلك دور الإعلام العام – قد خلقا جوًّا تفاقمت فيه جرائم الكراهية ضد المجتمع الإسلامي؛ من نماذج الاعتداءات البسيطة التقليدية إلى الهجوم الناري وعمليات القتل، تلك الجرائم التي تلقى قبولاً، ودعم الرأي العام في بعض الأحيان.
وقد أشار التقرير إلى أن الدراسة قد اعتمدت على عقد لقاءات مع ضحايا تلك الاعتداءات، والشهود على تلك الجرائم، بالإضافة إلى أفراد من ضباط الشرطة وعناصر سابقة بحزب الشعب القومي اليميني.
وقد أكد بعض أعضاء حزب الشعب القومي اليميني – المتطرف – أن أعضاء الحزب يتابعون الأخبار والنشرات التي يقوم بها الحزب، وبالطبع فإذا ما قام الحزب باتخاذ موقف معيَّن من المسلمين، فإن ذلك يكون بالطبع وعلى الفور موقف أعضائه.
وقد أكد التقرير على أن خبراء جرائم اليمين المتطرف، وعصابات الشوارع قد أشاروا إلى أن اليمين المتطرف والعصابات يوجِّهان ممارساتهما العدائية تجاه المجتمع الإسلامي بصورة أكبر من توجيهها نحو السُّود والآسيويين.
بل إن الأمر يصل بعصابات الشوارع إلى معاقبة أفرادها الذين يعتنقون الإسلام، ويتركون ثقافة ومبادئ تلك العصابات.
وهذا لأن العصابات ترى في مبادئ الإسلام تعارضًا مع مبادئها الخاصة القائمة على ارتياد النوادي الليليَّة، وشرب الخمور والمخدرات، وممارسة الزنا، ولبس الملابس والمشغولات الذهبية، والجواهر غالية الثمن، إلى غير ذلك من مظاهر حياة تلك العصابات.
وقد أشارت الدراسة أيضًا إلى أن بعض الذين يقومون بهذه الجرائم قد لا ينتمون إلى حزب أو عصابة، ولكنهم أفراد عاديون قد تشكلت لديهم خلفيَّة مستقاة من الإعلام والرأي العام، وخطابات السياسيين باتت كأنها تصريح بممارسة الجرائم، وأنواع الأذى ضد المجتمع الإسلامي.
وقد أشار التقرير أيضًا إلى دور الشرطة في ارتفاع وتيرة تلك الممارسات، وذلك من خلال عدم القيام بدورهم في تسجيل المحاضر، والتصدي لهذه الممارسات بصورة حياديَّة حاسمة.
كما حذَّرت الدراسة من أن الجرائم ضد المسلمين لا تلقى نفس درجة الاهتمام الأمني والحكومي الذي تلقاه جرائم العنصرية الأخرى.
وقد أشارت الدراسة إلى نماذج من تلك الاعتداءات الوحشية، وتناولت حادثة طالب الدكتوراه (ياسر عبد المطلب) الذي قامت إحدى العصابات بالاعتداء عليه وضربه بالعصا على رأسه؛ مما أدى إلى حدوث إصابات خطيرة بالمخ، حيث كان في طريقه إلى أحد المساجد مرتديًا زيَّه الإسلامي.
وكذلك فقد رصدت الدراسة بعض مظاهر أنشطة اليمينيين من حملاتالكراهية التي يعدونها، والاعتداءات التي يحضرون لها، فذكرت الدراسة أمثلةً على تلك الجرائم التي أُحبطت، والتي وقعت بالفعل ضد المسلمين، فكان من ذلك:
1- قضية (نيل لوينجتون)، والذي اتُّهِمَ في يوليو الماضي بالتخطيط لعملية تفجير ضد أهداف إسلاميَّة في بريطانيا.
2- قضية (ترينس جافان)، والذي اتُّهِمَ في يناير الحالي بتصنيع قنابل من المسامير، ومتفجرات أخرى، وإعداد كمية من الأسلحة؛ لاستخدامها ضد المسلمين في بريطانيا.
3- قيام عصابة بالاعتداء على طالب مسلم بجامعة المدينة في نوفمبر2009.
4- مقتل السجين المسلم إكرام سيد الحق في سبتمبر2009.
5- الاعتداء الخطير في أغسطس 2007على إمام مسجد وسط لندن.
6- الهجوم الناري على المركز الإسلامي (بجرين ويتش) في يونيو من العام المنصرم.
هذا وقد أشارت الدراسة إلى أن هذه المرحلة تشمل الجرائم ضد المجتمع الإسلامي، وأسبابها في محيط مدينة لندن، إلا أن القائمين عليها قد أعلنوا عزمهم القيام بدراسات مماثلة؛ لتغطية ورصد تلك الأنشطة والممارسات بالمملكة المتحدة كلها.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.