رؤية كيري للسلام.. ترحيب عربي دولي ورفض إسرائيلي

الجمعة 30 ربيع الأول1438 الموافق 30 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

نيويورك

حظيت المقترحات التي طرحها وزير الخارجية الأميركي حول الحل النهائي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي بترحيب في عدد من عواصم دول عربية وعالمية، واعتبرت كل من الاردن ومصر ان خطاب وزير الخارجية الاميركي “ينسجم” مع رؤيتهما، كما وصف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الخطاب بالشجاع، فيما أعلن وزير الخارجية الاتحادي الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن دعمه لهذا التحرك، أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فقد عبر عن غضبه بعدما رأى في المبادرة “انحيازا” ضد الدولة العبرية.

وبعد دقائق فقط من كلمة كيري الذي عرض رؤية ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما حول الشرق الاوسط، دان نتانياهو الخطاب واكد انه “منحاز ضد اسرائيل”، وحمل بعنف على وزير الخارجية الاميركي ووصفه بانه “مهووس” بقضية المستوطنات الاسرائيلية.

من جهتها، اكدت الحكومة الاردنية ان رؤية وزير الخارجية الاميركي لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني “تنسجم” مع الموقف الاردني “الثابت والمعلن” لحل القضية الفلسطينية. واضافت ان “إعادة التأكيد على حل الدولتين، ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية، وحل قضايا القدس واللاجئين تشكل أساساً ثابتاً لعملية السلام”. وأعلنت مصر أنها تدعم الرؤية التي طرحها كيري معتبرة أنها “تنسجم في معظم جوانبها مع التوافق الدولي والرؤية المصرية”.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة التي تشهد مرحلة انتقالية بين ادارتين، واسرائيل من جديد منذ تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.

قال كيري ان تبني هذا القرار الذي لم تستخدم واشنطن حق النقض (الفيتو) ضده – للمرة الاولى منذ 1979 – “يهدف الى حماية حل الدولتين” الذي يواجه “تهديدا خطيرا”.

واضاف وزير الخارجية الاميركي “اذا كان الخيار هو دولة واحدة فان اسرائيل يمكن ان تكون اما يهودية او ديموقراطية – لا يمكنها ان تكون الاثنين معا ولن يكون هناك سلام فعليا”. وتابع “كيف يمكن لاسرائيل ان توفق بين احتلالها الدائم ومثلها الديموقراطية؟”.

واكد ان هاتين الدولتين يجب ان تتبعا حدود 1967 – قبل حرب يونيو من ذلك العام – عبر القيام بعمليات “تبادل اراض متساوية” بموافقة الطرفين، واضاف ان اسرائيل سيعترف بها عندئذ كـ “دولة يهودية” والقدس عاصمة للدولتين.

قال نتانياهو بعد ذلك انه “لاكثر من ساعة، تعامل (كيري) بهوس مع (مسألة) المستوطنات وبالكاد تطرق الى جذور النزاع وهي معارضة الفلسطينيين لدولة يهودية ايا تكن حدودها”. وبعدما اكد انه “لسنا مضطرين لتلقي دروسا من قادة اجانب”، انتقد نتانياهو كيري لانه “قلق بشأن المستوطنات بدلا من الارهاب” كما اتهمه بانه “بالكاد ندد بالارهاب”.

وعبر نتانياهو عن الامل في الا تتسبب ادارة الرئيس باراك اوباما “باضرار اضافية في الامم المتحدة”.

من جهته، اعتبر زعيم المعارضة العمالية الاسرائيلية اسحق هرتسوغ ان خطاب كيري “يعبر عن قلق حقيقي على أمن إسرائيل ومستقبلها”، بينما شبهت زيهافا غال-اون زعيمة حزب ميرتس اليساري، السياسة الاستيطانية ب”العبوة الناسفة التي لا يمكنها سوى تخريب أي اتفاق بشأن حل الدولتين”.

اما منظمة السلام الان الاسرائيلية غير الحكومية المعارضة للاستيطان، فقد دعت في بيان نتانياهو الى تبني “الثوابت” التي قدمها كيري للتوصل الى السلام. وقالت “على نتانياهو اليوم تبني الثوابت التي قدمها كيري بدلا من الاستسلام للقوى الاكثر تطرفا في تحالفه”.

واضافت “عليه تجميد التوسع الاستيطاني والغاء القانون الذي يشرع المستوطنات المبنية على اراض خاصة فلسطينية”، في اشارة الى مشروع قرار مطروح في الكنيست يشرع اربعة الاف مسكن في مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية على اراض خاصة يملكها فلسطينيون.

اراد كيري بكلمته ان يترك بصمة على عملية سلام بذل جهودا كبيرة من اجلها لكنه دافع في الوقت نفسه عن سياسة يبدو ان الادارة المقبلة ليست مستعدة لاتباعها.

وقبل الخطاب تماما، عبر ترامب عن دعمه للدولة العبرية التي تعامل “بازدراء كامل”. وقال ان الاسرائيليين “كانوا معتادين على وجود صديق كبير في الولايات المتحدة، لكن الامر لم يعد كذلك”.

واضاف ان “بداية النهاية كانت الاتفاق السيء مع ايران (حول النووي)، والآن (قرار الامم المتحدة). ابقي قوية يا اسرائيل، العشرين من يناير قريب جدا”.

وقد اشاد وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت بخطاب نظيره كيري وقال في بيان “ارحب بالخطاب الواضح والشجاع والملتزم لجون كيري لصالح السلام في الشرق الاوسط وحل الدولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن” واضاف “ان فرنسا تشارك وزير الخارجية الاميركي قناعته بضرورة تنفيذ حل الدولتين هذا”. واكد ايرولت “لان فرنسا لاحظت بدورها تآكل هذا الحل، فقد بادرت في يونيو الى تنظيم مؤتمر دولي اول وستستقبل مجددا شركاءها بباريس في 15 يناير المقبل”. ومن المقرر ان يشارك في هذا المؤتمر 70 بلدا لكن في غياب الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو يهدف الى تجديد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين.

وفي ألمانيا، أشاد وزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير بدعوة ن كيري لحل الدولتين فيما يتعلق بالنزاع القائم بالشرق الأوسط، وقال : “إن خطاب كيري يعد مناشدة وطلب في الوقت ذاته: مناشدة بعدم السماح لحل الدولتين بالتراجع إلى صيغة جوفاء، وطلب لكلا الدولتين بالإقرار بوضوح بحل الدولتين واتخاذ إجراءات ملموسة لدعم هذا الإقرار”.

وأكد الوزير أن بلاده لا تزال مستعدة مع شركائها في الاتحاد الأوربي للقيام بدورها من أجل إحلال السلام.

وفي الوقت ذاته دافع شتاينماير عن نظيره الأمريكي في مواجهة انتقادات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو له ، وقال: “إن صديقي جون كيري عمل بلا كلل منذ توليه هذا المنصب كوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل لحل سلمي للنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. وأضاف وزير الخارجية الألماني أن كيري رسم في “خطابه الحماسي والمفعم بقناعات عميقة” مبادئ لحل سلمي، وقال: “يتمثل ذلك في المفاوضات بشأن حل الدولتين بهدف التعايش السلمي والمحترم والآمن بين الدولتين، بين إسرائيل الديمقراطية اليهودية وفلسطين الديمقراطية والقادرة على البقاء”، وفق الرياض.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  مطالب بإعلان الأعیاد الإسلامیة عطلة في المدارس الأمریكیة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.