رسالة سريعة إلى أختي المتحجبة

الخميس 22 ربيع الأول1438 الموافق22 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

محمد أسون

اعلمي أختي – رحمك الله – أنَّ للحجاب معنًى اعتقاديًّا، وحسًّا شُعُوريًّا، يُمكن وصفه بأنَّ قلبَ المرأة لبس ثوب الإيمان، فلامس بشاشته وتغلغل بين العروق والشرايين، ليصل إلى الظاهر، فينطبع عليه.

فالمرأة المؤمنة المُقرَّة بعبوديتها لربِّها ترفع راية الحجاب، لتقول بلسان حالها: لبيك اللهم لبيك، ها أنا يا رب قد استجبتُ لك، واستسلمْتُ لأمرك، ورضيت بحُكمك.

أختي، إنَّ الحجاب ليس مجرد عادة تفعلها المرأة، ثم تألفها، بل هو ثمرة إيمانها، وإذعانها لله خالقها، إنَّ كثيرًا منَ النِّساء والفَتَيات يرتدينَ الحجاب في بداية الأمر على هذا الأساس، ووفق هذا المعنى، لكن سرعان ما ينسين هذا المبدأ شيئًا فشيئًا – مع مرور الوقت – فيصبح بالنِّسبة لهنَّ شيئًا مألوفًا يجب فعلُه، كارتداء الحذاء قبل الخروج منَ المنزل مثلاً.

اقرأ أيضا  من الأمور التي تخالف فيها المرأة الرجل ( تعدد الزوجات )

وهذا الذي يفسِّر السلوك المنحَرِف، والخُلُق الذَّميم لبعض النساء والفتيات المتحجبات، والذي نراه – وللأسف – عيانًا في الشوارع، والأسواق، وأماكن غيرها – والله المستعان.

اعلمي أنه يجب على المرأة المتحجبة أن تكونَ قُدوة حَسَنة، وأسوة رائعة للمرأة المسلمة، ولبنة صالحة لبناء عِزَّة هذه الأمة، وعليها كذلك أن تفعلَ قصار جهدها لتَبْتَعِد كل البُعد عن كلِّ ما يُمكن أن ينقصَ مِن شأنها، وبالتالي ينقص من شأن الإسلام، فتعطي بذلك صورةً شنيعةً لدِينها، وتكون سببًا للقَدْح فيه، وتسلط الألْسِنة المَسْمُومة عَلَيْه.

والحجاب بُعد أعمق مِن أن يكون مُجَرَّد ثَوْب تلبسه المرأة؛ لتستر عَوْرتها، وتُغَطِّي بَدَنها، فهو بالإضافة إلى ذلك رمْزُ حِشمتِها وعفّتها، ودليلٌ على حُسْن خُلُقها وسُلُوكها، وعلامة على التزامها، ولباس التَّقوى ذلك خير.

اقرأ أيضا  مسؤولية المرأة الاجتماعية في ضوء السنة النبوية

يجب عليكِ – أختي المتحجبة – أن تَسْتَحْضري وتستشعري – في كلِّ وقت وحين – أنك تُمَثِّلين دينك، وأن تجدِّدي العهد الذي مِن أجله ارتَدَيْتِ ثوب عزتك، وهو طاعة الله، وابتغاء مرضاته، ورجاء رحمته.

لا يغرنَّكِ – أختاه – تقلُّب المنحَرفينَ وعُبَّاد الأهْواء في الأرض وكثرتُهم؛ فقليل مِن عباد الله الشكور، وكثير مِن عباده الكفور، والله يريد أن يتوبَ عليكِ، ويريد الذين يتَّبعون الشهَوات أن تميلي مَيْلاً عظيمًا.

إنكِ – يا أختي الكريمة – بارتدائك الحجابَ تقفينَ على ثغْرٍ من ثُغُور الإسلام، فتَقُومين بالدِّفاع عن ثوابت هذا الدِّين الحنيف وشعائره القَوِيمة، فيكون لكِ بذلك أجر المجاهِد في سبيل الله.

فرابطي أختاه، واصبري، وصابري، واتقي الله، واعلمي أنَّ وعدَ الله حق، وأن نصرَه قريب.

اقرأ أيضا  من روائع وصايا الأمهات (2)

فلا تميلي عن دورك، وتزيغي عن ثغرك، فيتسلَّل إلينا العدو، ويفسد في الأرض، ويُهلك الحرْث والنسل، واستعيني بالصبر والصلاة؛ إنَّ الله مع الصابرين، وما يُلَقَّاها إلاَّ الذين صبروا، وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم.

الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.