رمضان هو شهر القرآن والإطعام
الخميس 4رمضان 1437/ 9 يونيو/ حزيران 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.
رمضان هو شهر القرآن والإطعام
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، والدليل:
في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة».
وزاد أحمد: «لا يسأل عن شيء إلاَّ أعطاه».
فضل الجُود والكرم في رمضان، والدليل:
الأدلة كثيرة، منها:
«أفضل الصدقة صدقة في رمضان»[1].
وعن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطَّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء»[2].
وزاد الطبراني: «وما عمل الصائم من أعمال البر إلاَّ كان لصاحب الطعام ما دام قوة الطعام فيه».
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه عن سلمان يرفه في فضل رمضان: «هو شهر المواساة، وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطَّر فيه صائماً؛ كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء» قالوا: يا رسول الله! ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم؟ قال: «يعطي الله هذا الثواب لمن فطَّر صائماً على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، ومن أشبع فيه صائماً؛ سقاه الله من حوضي شربة، لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة».
وقال الشافعيُّ رضي الله عنه: «أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم».
فضل عرض القرآن ومدارسته في رمضان، والدليل:
حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها: «أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين»[3].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً»[4].
حال السلف مع القرآن في رمضان:
كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كلِّ ثلاث ليالٍ.
وبعضهم في سبع ليالٍ، منهم قتادة.
وبعضهم في عشر ليال، منهم أبو رجاء العطارديِّ[5].
كانوا يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها.
كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في كل ليلتين مرة.
وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر من رمضان، وفي بقية الشهر في ثلاث.
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرأها في غير الصلاة.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.
قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان، يفرُّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
قال عبدالرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
لقد ورد النهي عن ختم القرآن في أقلِّ من ثلاثٍ في غير رمضان، أما في رمضان فيستحب الإكثار فيه من تلاوة القرآن.
فمن السلف من ختم القرآن كله في ركعة الوتر، منهم عثمان بن عفان في الكعبة، وتميم الداري، وعبدالله بن الزبير؛ ومنهم من كان يختم في الليلة ختمتين، ومنهم من يختم أربعاً، وقال النووي: أكثر ما بلغنا ثماني ختمات؛ أربعاً بالليل وأربعاً بالنهار، وهذا كله في رمضان وفي العشر الأواخر منه.
المصدر: فتاوى رمضان ونوازل الصيام والاعتكاف والقيام – دار الصفوة بالقاهرة
[1] البخاري.
[2] سنن الترمذي رقم (897)، وصحيح الجامع الصغير للألباني رقم (6291).
[3] رواه مسلم.
[4] رواهُ أحمد.
[5] وُلد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، تُوفي بالبصرة 105هـ عن مائة وعشرين سنة.
-الألوكة-