سنغافورة مدينة في حديقة

سنغافورة مدينة في حديقة afedmag
سنغافورة مدينة في حديقة
afedmag

الثلاثاء،8 ذوالقعدة1435ه الموافق2 أيلول/سبتمبر2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
آسيا – سنغافورة
القادم الى سنغافورة للمرة الأولى يصطدم بجدار من الحر الشديد المصحوب برطوبة. لكن ما يميز هذه الدولة الجزيرية الصغيرة الواقعة في بحر الصين الجنوبي أنها مدينة استوائية وارفة تزخر بالخضرة.

سنغافورة دولة ناشئة احتفلت هذه السنة بعيدها الوطني التاسع والأربعين، ومع ذلك حققت منجزات فاقت ما حققته دول أقدم منها. إنها من الدول الأكثر تقدماً اقتصادياً في العالم وقوة مالية لا يستهان بها.

يختبر زائر سنغافورة ما يسميه البعض Asia Lite بمعنى المدينة التي تحوي أسباب الراحة والمتعة التي توفرها مدن رئيسية حول العالم، لكن مع فرادة سنغافورية. فهي مكان يجمع ثقافات متنوعة يشهد عليها طعام الشوارع المدهش، كما يشكل الأجانب جزءاً كبيراً من سكانها.

المناخ الحار الرطب وفر لهذه الدولة ـ المدينة الصغيرة وسيلة طبيعية لتتحول الى مدينة حدائق لا مدينة إسمنت. عند تأسيسها تخيَّلها رئيس وزرائها الأول لي كوان يو مدينة حدائق. وهي الآن فعلاً هكذا، على رغم اكتظاظها السكاني، حيث يعيش خمسة ملايين نسمة على مساحة 700 كيلومتر مربع. وقد حافظت على اخضرارها بتخصيص 33 كيلومتراً مربعاً من أراضيها للحدائق العامة والمساحات المكشوفة، والواقع أنها تتحول من «مدينة حدائق» الى «مدينة في حديقة».

اقرأ أيضا  سنغافورة: تعزيز جهود الجمعيات الاجتماعية لدعم المسلمين

حدائق الخليج
من أحدث إنجازات سنغافورة الخضراء مشروعها الشهير «حدائق الخليج» في وسط المدينة بكلفة بليون دولار. «الأشجار» الأرجوانية العملاقة تهيمن على المكان وتضفي رونقاً خاصاً على خليج مرليون مارينا. ويشرف الزوار على مناظر رائعة من أعاليها وهم يجتازون جسوراً شاهقة تصل ما بين 18 شجرة عملاقة من صنع الإنسان. هذه «الأشجار المتفوقة» (supertrees) كما تدعى تحتجز الطاقة الشمسية لإضاءة ذاتها في عروض ضوئية يومية مدهشة.
تؤوي حدائق الخليج أيضاً عشرات آلاف الأنواع النباتية من أنحاء العالم في بيوت زجاجية محمية ذات أشكال مقبَّبة مستقبلية. وقد تمت هندستها بشكل مستدام بحيث تولد الطاقة لتبريد أجوائها الداخلية.

هذه الحدائق معرض واضح لقدرة المدن على الجمع بين الطبيعة والعمارة الرائعة والهندسة البيئية.

اقرأ أيضا  إحراق مدرسة في منطقة للمسلمين بمدينة تشهد اضطرابات في بورما

وتمتد في قلب سنغافورة حدائق Botanic Gardens وهي متنزه كبير عبر المدينة. مداخلها الكثيرة تتيح للمشاة أن يذهبوا براحة إلى مقاصدهم وسط الخضرة في مشهد استوائي، بدلاً من قيادة سياراتهم أو استعمال النقل العام. وبخلاف حدائق نباتية أخرى في العالم، لا يتوجب على العابر دفع رسم دخول، إلا إذا رغب في مشاهدة حديقة الأوركيديا (السحلبية) الشهيرة التي تضم أكثر من ألف نوع من الأوركيديا. وتنتشر في هذا المتنزه بحيرات عديدة، على ضفة إحداها مسرح شو فاونديشن السيمفوني المواجه لمرج عشبي فسيح حيث يجلس الناس ويتمتعون بالعروض الموسيقية التي تقام طوال السنة.

فن العمارة
تحتل المباني الجزء الأكبر من أي مدينة. وفيما تطمح مدن كثيرة لتصبح أكثر اخضراراً، تجسد الأبنية الخرسانية في سنغافورة الشكل الذي يمكن أن تتخذه «مدينة خضراء». فقد أدخلت أبنية كثيرة خضرة حقيقية في تصاميمها، مستفيدة من المناخ الاستوائي ووفرة الأمطار. ويتم تشجيع المطورين العقاريين على إدخال التكنولوجيات الخضراء في مبانيهم، مثل اللاقطات الشمسية وأنظمة التهوئة المقتصدة بالطاقة، فضلاً عن إقامة حدائق على السطوح أو اعتماد وسائل خلاقة أخرى لإضفاء خضرة طبيعية عليها. المهتمون بفن العمارة يجدون في سنغافورة مكاناً للاستمتاع بتصاميم طليعية نظيفة وخضراء.

اقرأ أيضا  سنغافورة: برلمانيون ونشطاء يشاركون المسلمين حفل الإفطار السنوي

قطعت سنغافورة شوطاً كبيراً في إدماج الخضرة ضمن تنظيمها المدني، ما جعلها من المدن الأكثر تقدماً في تطبيقات الطاقة المستدامة. وبتحفيز مواطنيها على أن يكونوا واعين بيئياً، من خلال العديد من المشاريع الوطنية المتنوعة، تحقق سنغافورة حلمها بأن تصبح فعلاً مدينة في حديقة. ولعل مدناً أخرى في العالم تحذو حذوها،وفق.afedmag

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.