سياسيون وحقوقيون: فوز “بايدن” لن يُغير مواقف امريكا تجاه القضية الفلسطينية
واشنطن (معراج)- طفت تساؤلات بعد فوز المرشح الأمريكي جو بايدن، عن مدى انعكاسات سياسة الولايات المتحدة الجديدة على القضية الفلسطينية؟ وهل يمكن التعّويل عليه؟ في ظل ما أفسدته سياسة دونالد ترامب وإعلان التطبيع العربي “الإسرائيلي”.
ورغم تبدل الأحزاب الامريكية-الجمهوري والديمقراطي- فإن سياسة البيت الأبيض تبقى داعمه لـ(إسرائيل) منذُ 70 عامًا وذلك على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ودائما كانت تلك السياسة معّول هدم ودمار، وفق محللون وحقوقيون، وفق فلسطين اليوم.
وأكدوا على أن رحيل ترامب لم يُغير من القرارات والمواقف الامريكية شيئا اتجاه القضية الفلسطينية، خاصة أن بايدن تولى منصب نائب الرئيس في فترة ولايتي باراك أوباما الأسبق، والتي عرفت بتأييدها المطلق لحكومة الاحتلال.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، رأى أن الرئيسين ترامب وبايدن لا يختلفان كثيرًا، وربما قد يكونا اتفقا على مواجهة المشروع الفلسطيني، وكلاهما منحازان للكيان.
وأوضح الصواف، أن سياسة أوباما السابقة كانت واضحة في دعم الاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني، وفي عهده شنّ جيش الاحتلال ثلاثة حروب قاسية على قطاع غزة وتوسع بناء الاستيطان في الضفة المحتلة.
وقال المحلل السياسي: “لقد خدعنا كثيرًا عندما ألقى أوباما خطابًا في القاهرة يدعي فيها أنه يحمل مفتاح سلميًا سحريًا لحل القضية”.
وأضاف أنه لم يستطع أن يغير من سياسات الاحتلال اتجاه الفلسطينيين.
جاء حديث المحللون والحقوقيون في حلقة نقاش سياسية بعنوان (فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية وانعكاسات ذلك على القضية الفلسطينية)، نظمها مؤسسة رواسي فلسطين.
أكثر تغولاً
واتفق محمود مرداوي الكاتب والمحلل السياسي مع سابقه، وبيّن أن في فترة أوباما اصبح اليمين الإسرائيلي أكثر شراسة وتغولاً اتجاه الفلسطينيين، وبات حزب الليكود مسيطر على الحلبة السياسية.
ورأى مرداوي، أن بادين سيصّطدم في سياسته المقبلة بحكومة بنيامين نتنياهو “المتطرفة”، الرافضة لحل الدولتين ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه على ارضه.
وأشار إلى أن ترامب أكمل مسيرة سلفه بشأن التطبيع بين الامارات والبحرين مع (إسرائيل) باعتبارها مصلحة استراتيجية لمواجهة إيران في المنطقة، لافتًا إلى بادين سيعيد ما اسماه “بعبة” التهديد الإيراني لتعزيز تلك العلاقات.
ودعا السلطة بألا تنكفأ وتتراجع في المرحلة المقبلة، مع ضرورة الذهاب إلى حوار وطني شامل ينهي حالة الانقسام.
واعتقد هاني العقاد، ومحلل وكاتب سياسي، أن بايدن سيضع خطط جديدة لإطالة أمد الصراع، مع عدم إمكانه وجود حلول لمشروع “حل الدولتين”، بسبب الضغط “الإسرائيلي”.
وشدّد على ضرورة عدم التعويل على الإدارات الامريكية في حل القضية .
ودعا العقاد، إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية مع إجراء انتخابات عامة وهيكلة منظمة التحرير والتمثيل السياسي إضافة إلى تفعيل أدوات الحراك الشعبي، لإحباط مؤامرات الاحتلال.
وحذر المختص في القانون الدولي الدكتور صلاح عبد العاطي، من استغلال ترامب أيامه الأخيرة، عبر منح حكومة الاحتلال الضوء الأخضر لإعلان “ضم” الضفة قبل 20 يناير، وهي فترة انتهاءه من السلطة، فيما يبقى هذا الامر مستبعدًا.
وأشار إلى أن بادين تعهد في حملته الانتخابية بتحسينات سيجريها لاحقًا، وأنه سيعيد فتح مكتب منظمة التحرير وإرجاء المساعدات المالية للسلطة بشروط وغيره، لكن يبقى ذلك مجرد تعهدات.
أما عن عودة السفارة الامريكية من القدس إلى (تل ابيب)، ذكر الحقوقي، ان ذلك مستحيلاً لأنه صدر بخصوص ذلك قرار في الكونغرس الأمريكي 1995، مرجحًا أن بايدن سيجبر السلطة بعودة التنسيق الامني.
ورأى عبد العاطي أن خطر الديمقراطيين لا يختلف كثيرًا عن الجمهوريين في السياسات الخارجية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن دور كيان الاحتلال في الشرق الاوسط وظيفي لأمريكيا وأيضًا سلعة للغرب، مشيرًا إلى أن هناك إجماع امريكي بتفوق (إسرائيل) التكنولوجي والنوعي للهيمنة على المنطقة برمتها.
وأوضح عبدو، أن دعم الولايات المتحدة المطلق للاحتلال يربطه علاقة استراتيجية وعميقة معه، على اعتبار أن (إسرائيل) كيان عضوي وجزء رئيس من الهيمنة الامريكية على العالم.
وقال: إن “ترامب كانت لديه خطة لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، وفق رؤية اليمين الإسرائيلي المتشدد”.
وأضاف عبدو، أنه حال فاز ترامب في ولاية ثانية، لأجهزت حكومة الاحتلال على ما تبقى للفلسطينيين في الضفة وغزة.
ولفت إلى أن جو بايدن له مواقف مختلفة عن سابقه، حيثُ أكد الأخير إعادة ترميم ما افسده ترامب، لكن ذلك يكون وفق الرؤية الامريكية.
وأشار ابراهيم المصري، كاتب ومختص في القانون الدولي، إلى أن الإدارة الامريكية السابقة أرادت تقويض القانون الدولي وبل وإنهاءه، من أجل مصلحة شخصية تخدم ترامب ونتنياهو.
ورأى المصري، أنه مع فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب ستتعسر إجراء انتخابات عامة داخل الساحة الفلسطينية، في الوقت القصير.
وكالة معراج للأنباء