سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ

الأربعاء 19 ربيع الأول 1437//30 ديسمبر /كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. أحمد المحمدي
كل متاع لا عافية فيه بلاء، وكل حرمان مع العافية نعيم، فالعافية أطيب ما في الدنيا، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: { مَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ الْعَافِيَةِ } وَعَنْ أَنَسٍ {أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَلْ رَبَّك الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعَادَهُ. ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعَادَهُ وَزَادَ: فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ}.
وعَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا { لَا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الْآذَانِ وَالْإِقَامَةِ، قَالُوا: فَمَاذَا نَقُولُ؟ قَالَ: سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } { وَسَأَلَهُ الْعَبَّاسُ: عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ. قَالَ: فَمَكَثَ أَيَّامًا ثُمَّ سَأَلَهُ. فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } { سَلُوا اللَّهَ الْيَقِينَ وَالْمُعَافَاةَ فَمَا أُوتِيَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْمُعَافَاةِ}
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصرف أنظار أصحابه إلى هذه المعاني، فيروى أن سمع رجلا يقول: اللهم إنى أسألك الصبر. فقال: لقد سألت البلاء، فاسأله العافية”.
وقال الحسن رحمه الله: الخير الذى لا شر فيه؛ العافية مع الشكر، فكم من منعم عليه غير شاكر “.
وسئل سفيان الثورى: أيهما أحب إليك، قول مطرف بن عبد الله: لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر. أم قول جرير: رضيت بما رضيه الله لي؟ فأطرق ساعة ثم قال: قول مطرف أحب إلي؛ إني تدبرت القرآن فوجدت الله بعد أن أنعم على سليمان قال: نعم العبد إنه أواب. وقال عن أيوب وقد ابتلي: نعم العبد إنه أواب. فاستوى الأثران فحلت العافية محل البلاء فكانت أفضل. ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: سلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من العافية.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه حين يمسي وحين يصبح:
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي”.
بوابة الشرق

اقرأ أيضا  وحدة صف المجتمع المسلم .. تحديات التعصب وضرورات الاعتدال