شهادة إسرائيلية لداعش وأخواتها
الأحد 7 ذو الحجة 1436//20 سبمتبر/أيلول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية
سعيد السريحي
لو أن إسرائيل صدقت تلك الشعارات التي ترفعها الجماعات والتنظيمات والمنظمات التي تهتف صباح مساء بالموت لإسرائيل وتؤكد في خطبها وخطاباتها أن غايتها تحرير القدس ما أقدمت على ممارساتها المتمثلة في اقتحام المتطرفين اليهود لساحات المسجد الأقصى تحت حماية الأمن الإسرائيلي وما أقرت تشريعا يبيح لجنودها قتل المقدسيين الذين يحاولون التصدي لهذا الاقتحام.
ومن المثير للسخرية أن تكون حدودها مواجهة لأشد التنظيمات الإسلامية تطرفا ممثلة في سنة داعش وشيعة حزب الله وكلاهما تنظيم مسلح يدعي الجهاد من أجل تحرير بيت المقدس ثم لا تستشعر أي خطر يمكن أن تتعرض له من قبل هذين التنظيمين المتطرفين وهي تنتهك حرمة المسجد الأقصى وتصعد ممارساتها ضد الفلسطينيين على نحو لم يحدث منذ أن تأسست إسرائيل حتى اليوم.
إسرائيل تدرك زيف ما يرفعه المتطرفون من الطرفين من شعارات وتعرف أن تحرير فلسطين وتطهير بيت المقدس ليس هدفا من أهدافها ولذلك لا تجد ضيرا أن تمارس ما تمارسه مطمئنة أنها مهما بالغت في تدنيس بيت المقدس واضطهاد الشعب الفلسطيني فإن ذلك لا يمكن له أن يستثير هؤلاء أو يدفعهم إلى تغيير أهدافهم أو يحملهم على تعجيل ما يعلنون أنه غاية لهم أو يغير ميدان الحرب التي قرروا خوضها.
ليس ذلك فحسب بل إن تلك الجماعات المنظمة والتنظيمات قدمت لإسرائيل فرصة ذهبية لتمارس ما تمارسه بعد أن تمكنت من شغل الدول العربية والإسلامية بالحرب ضدها وشغلت الرأي العالمي بمواجهة الإرهاب فغفل عما تمارسه إسرائيل من إرهاب ضد الشعب الفلسطيني.
ما يحدث في القدس شهادة على ما شكلته وتشكله الجماعات المتطرفة من خطر على العرب والمسلمين وتأكيد على ما تنعم به إسرائيل من قوة وشعور بالأمن حين يتحول الإسلام على يد الجماعات المتطرفة إلى شعارات زائفة تعلن غير ما تنوي تلك الجماعات تنفيذه.
المصدر : الشرق الأوسط