صفة عمر بن الخطاب وصورته

الثلاثاء 9 ربيع الثاني 1437//19 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
لقد كانت صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخَلقية صفاتٍ دالة على قوته وشدته وحزمه وصرامته وهيبته ووقاره رضي الله عنه.
فمن صفاته رضي الله عنه أنه كان آدم اللون أي أسمر. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إنما جاءتني الأدمة من قِبل أخوالي (وهم بنو مخزوم) [1]. وذكرت بعض الأخبار: أن عمر رضي الله عنه كان أبيض اللون[2] ولكن الأخبار التي في صفة الأدمة والسمرة وردت من طرق ثابتة، ووفَّق البعض بين ما ورد من صفة بياض لون عمر بن الخطاب وبين ما ورد من سمرة لونه بما ذكرته بعض الروايات من أن عمر كان أبيض اللون ولكن لونه تغير عام الرمادة فصار أسمر بسبب الجهد وقلة الطعام [3].
وأقول ليس هناك ما يمنع أن يكون عمر رضي الله عنه في شبابه أبيض اللون لو ثبت ما ورد في صفة البياض له ثم تغير لونه لما كبر بسبب أعباء الخلافة وما كان يقوم به من تفقد لأحوال رعيته ومشيه في شدة الرمضاء وما كان يناله من التعب والجهد والمشقة إضافة إلى ما عرف عنه من زهد في الطعام والشراب وغيرهما من متع الحياة.
وكان رضي الله عنه أصلع الرأس، طويل القامة. وكان رضي الله عنه ضخم الجسم، بعيد ما بين المنكبين [4]. وكان جهوري الصوت، وكان إذا غضب فتل شاربه ونفخ [5]. وكان أعسر يسراً (أي يعمل بيديه جميعاً)، وكان رضي الله عنه قوي الجسم والبنية [6].
وهناك آثار تدل بمجموعها على قوة جسم عمر وبنيته، من ذلك: ما روي أن عمر رضي الله عنه خرج في الجاهلية مع عمارة بن الوليد بن المغيرة إلى الشام، فشذت ناقة له، فلحقها عمر بعد طلب، فاعتقلها وطرحها لجنبها يسيراً، فحسده عمارة على ما رأى من قوته … الخ.
ومن ذلك ما روي من أن عمر رضي الله عنه كان يصارع في سوق عكاظ [7]. وعكاظ لم تكن مجرد سوق تجارية بل كانت مناسبة سنوية للتسلية واللهو والتفريج عن النفس. وهذا الذي اجتذب الشعراء إليها. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه: “يا عمر، إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر وتؤذي الضعيف ..” الحديث [8].
ومن ذلك ما روي من أن عمر رضي الله عنه كان إذا ركب فرسه أخذ بأرنبة أنفه أو بأذنه ثم وثب وثوباً على متن فرسه. وكان رضي الله عنه ذا لحية عظيمة [9].
ومما روي في صفات عمر رضي الله عنه الخَلقية أنه كان: يسرع في مشيته، وكان في رجليه رَوَح (اتساع ما بين الفخذين أو سعة في الرجلين). وأنه كان كثير الشيب [10]، وقال: أسرع إلىَّ الشيب من قبل أخوالي (وهم بنو مخزوم). وأنه كان رجلاً أهلب (غليظ الشعر وكثير شعر الرأس والجسد) ، فكان يحلق عنه الشعر، وأنه كان بفخذه شامة سوداء[11].
________________________________________
[1] رواه البلاذري/ أنساب الأشراف ص326، 327. ابن سعد/ الطبقات الكبرى 3/324.
[2] رواه أبو نعيم/ معرفة الصحابة 1/205،206، ابن عساكر/ تاريخ دمشق، ص: 14.
[3] ابن سعد/ الطبقات 3/324، البلاذري/ أنساب الأشراف. صفحة 325 كلاهما عن محمد بن عمر الواقدي.
[4] رواه البلاذري/ أنساب الأشراف 326. ابن سعد/ الطبقات 3/324 – 326. الطبري/ تاريخ الرسل والملوك 2/562. الطبراني/ المعجم الكبير 1/65، 282، أبو نعيم/ معرفة الصحابة 1/204، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص 14.
[5] رواه ابن إسحاق/ السيرة النبوية لابن هشام 4/399،401. ابن سعد/ الطبقات 3/326.
[6] رواه البلاذري/ أنساب الأشراف ص: 326، 327. البخاري/ الصحيح 1/71.
[7] البلاذري/ أنساب الأشراف ص 202، 326. ابن سعد/ الطبقات 3/325، ابن شبه/ تاريخ المدينة 2/13،14 347.
[8] 2 رواه عبد الرزاق/ المصنف 5/36، ابن أبي شيبه/ المصنف 3/171، أحمد/ المسند 1/28، الطحاوي/ شرح معاني الآثار 2/178، البيهقي/ السنن الكبرى 5/80، ابن كثير/ مسند الفاروق 1/314، 315. حسين مؤنس/ تاريخ قريش ص: 256.
[9] رواه ابن سعد/ الطبقات 3/293 من طريق الواقدي ورواه البلاذري/ أنساب الأشراف 201،202. أحمد/ فضائل الصحابة 1/290.
[10] البلاذري أنساب الأشراف ص 326،327، ابن سعد/ الطبقات 3/324، الطبري/ التاريخ 2/562،أبو نعيم/ معرفة الصحابة 1/200، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص 18، 19.
[11] ابن أبي شيبة/ المصنف 1/105. ابن سعد/ الطبقات 3/326، البلاذري/ أنساب الأشراف ص 328.
المصدر: قصة الإسلام

اقرأ أيضا  الضفة.. 3 إصابات بالرصاص جرّاء مواجهات مع الجيش الإسرائيلي