صلاة التراويح والقيام

الجمعة 16 رمضان 1436//3 يوليو/تمور 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أحمد عبدالرحمن
صلاةُ التراويح والقيامُ والتهجُّد لها طعمٌ ومَذاق خاصٌّ يَعرِفُه الصالحون، وهي من أهمِّ العِبادات التي شُرِعَ للمسلم أنْ يَحرِصَ عليها في شهر رمضان.
فضلها:
حثَّنا الله – تعالى – على قِيام الليل زيادةً في التطوُّع والأجر العظيم؛ تَفضُّلاً عن الربِّ – جلَّ وعلا – قال – تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجدًّا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 64]، وقال – تعالى -: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17].

وقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أيها الناس، أفشُوا السَّلام، وأطعِمُوا الطَّعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نِيام – تَدخُلوا الجنَّة بسَلام))؛ (رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني في “صحيح الترغيب” 1/ 253 رقم 612).

قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه))؛ (رواه البخاري 4/ 250 ومسلم 759)، وزاد مسلمٌ في أوله: كان رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يُرغِّب في قيام رمضان من غير أنْ يَأمُرهم بعزيمته، ثم يقول: ((مَن قام رمضان…)) (زيادة عند مسلم 759 “صحيح الترمذي”؛ للألباني 1/ 243).

اقرأ أيضا  الفصام .. بين المسلم وعباداته!

وعن عمرو بن مرَّة الجهني قال: جاء رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – رجلٌ من قُضاعَة فقال: يا رسول الله، أرأيت إنْ شهدت أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله، وصلَّيت الصلوات الخمس، وصُمت الشهر، وقُمت رَمضان، وآتيت الزَّكاة؟ فقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن مات على هذا كان مع الصِّدِّيقين والشُّهَداء))؛ (أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وغيرهما بسندٍ صحيح – راجع تعليق الشيخ الألباني على ابن خزيمة 3/ 340/ 2262، و”صحيح الترغيب” 1/ 419).

مشروعية الجماعة في القيام:
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -: “وتشرع الجماعة في قيام رمضان، بل هي أفضَلُ من الانفراد؛ لإقامة النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – لها بنفسه، وبَيانه لفضلها بقوله – كما في حديث أبي ذر – رضي الله عنه – قال: “صُمنا مع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – رمضان، فلم يقمْ بنا شيئًا من الشهر، حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهَب ثُلث الليل، فلمَّا كانت السادسة لم يقمْ بنا، فلمَّا كانت الخامسة قام بنا، حتى ذهَب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة، فقال: ((إنَّ الرجُل إذا صلَّى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قِيام ليلةٍ))، فلمَّا كانت الرابعة لم يَقُمْ، فلمَّا كانت الثالثة جمَع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أنْ يفوتنا الفلاح، قال: قلت: ما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقمْ بنا بقيَّة الشهر”؛ (“قيام رمضان”؛ للألباني، وقال: صحيح، أخرجه أصحاب السنن، راجع: “صحيح أبي داود” 1245، و”الإرواء” 447).

اقرأ أيضا  الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح

عدد ركعاتها:
رجَّح الشيخُ الألباني (“قيام رمضان” ص 22) عدد ركعات صلاة القيام إحدى عشرة ركعة، وقال: ونختارُ ألاَّ يزيد عليها اتِّباعًا لرسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فإنَّه لم يزدْ عليها حتى فارَق الدنيا، فقد سُئِلَتْ عائشة – رضي الله عنها – عن صلاته – صلَّى الله عليه وسلَّم – في رمضان فقالت: “ما كان رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يزيدُ في رمضان ولا في غيرِه على إحدى عشرة ركعة، يُصلِّي أربعًا فلا تسلْ عن حُسنهنَّ وطُولهنَّ، ثم يُصلِّي أربعًا، فلا تسلْ عن حُسنِهنَّ وطُولهنَّ، ثم يُصلِّي ثلاثًا”؛ (أخرجه البخاري 3/ 1 ومسلم 736، و”صحيح أبي داود” 1212).

وقال ابن حجر – رحمه الله – في “الفتح” 4/ 54: “هذا مع كونها أعلم بحال النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – دليلاً من غيرها”.

القيام مع الإمام يكتب له قنوت ليلة:
عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الرجل إذا صلَّى مع الإمام حتى ينصَرِف حسب له قيام الليلة))؛ (سندُه صحيح، رواه أبو داود 1375، والترمذي 3/ 520، والنسائي 3/ 202، انظر: “صلاة التراويح”؛ للألباني ص 15).

اقرأ أيضا  توصية رمضان ١٤٣٨ ه

قال الألباني: “الشاهد قوله: ((مَن قام مع الإمام…))؛ فإنَّه ظاهرُ الدلالة على فضيلة قيام رمضان مع الإمام”.

وقال الشيخ محمد بن عثيمين (“مجالس رمضان” ص 19): ولا ينبغي للرجل أنْ يتخلَّف عن صلاة التراويح ليَنال ثَوابَها وأجرَها، ولا ينصَرِف حتى ينتَهِي الإمام منها، ومَن أوتَر ليحصل له أجرُ قيام الليل كله، ويجوز للنساء حُضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهنَّ وبهنَّ، ولكنْ يجب أنْ تأتي مُتستِّرة مُتحجِّبة غير مُتبرِّجة ولا مُتَطيِّبة، ولا رافعة صوتًا ولا مبدية زينةً.

الدُّعاء بعد الوتر:
وإذا سلَّم من الوتر قال: ((سبحان الملك القدُّوس، سبحان الملك القدُّوس، سبحان الملك القدُّوس)) (ثلاث)، ويمدُّ بها صوته ويرفَعُ في الثالثة؛ (“صحيح أبي داود” 1284، والنسائي 3/ 244، وأحمد 5/ 123).

الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.