طبيبات وممرضات: «حسبنا الله» على من يغذي «فكرة الاختلاط الخاطئة» ليحرمنا الزواج!
الجمعة 25 جمادى الأولى 1437// 4 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الرياض
كان للمرأة في عهد النبوة مشاركات عظيمة في المعارك الإسلامية من حيث مساهمتها الفعالة في تضميد الجرحى، وإعداد الطعام للمحاربين وتقديم الخدمات، والإسعافات الأولية للمحتاجين ولم ينكر عليها الرسول الكريم ذلك الاختلاط، ولكن نظرة بعض المتشددين النابعة من العرف القديم وليس الدين؛ تنكّر على العاملات في القطاع الصحي ذلك الحق؛ رغم حاجة القطاع الصحي للخدمات الإنسانية التي تساعد الكثير من المرضى على الشفاء بإذن الله.
وكشفت إحصائية رسمية من قبل وزارة الصحة أنّ هناك تبايناً حاداً بين عدد الكوادر الطبية النسائية السعودية مقارنة بالجنسيات الأخرى في كافة التخصصات الطبية، وتقدر الإحصائية إجمالي عدد السعوديات العاملات في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لعام 1423 ه بنحو (14926) موظفة بينما بلغ عدد القوى العاملة من الجنسيات الأخرى نحو (34411)عاملة، وبلغ عدد الطبيبات السعوديات في وزارة الصحة 1476 طبيبة مقابل 2687 طبيبة غير سعودية وفي مجال التمريض، كشفت الإحصائية عن وجود 6539 ممرضة سعودية، مقابل 22438 ممرضة غير سعودية، وفي مجال الصيدلة بلغ عدد السعوديات نحو 170 مقابل 191 غير سعودية، أما في الفئات الطبية المساعدة فبلغ عدد السعوديات منهن نحو 1552 سعودية، مقابل 3413 غير سعودية، كما أظهرت الإحصائيات أنّ عدد طبيبات النساء والولادة السعوديات بلغ 196 بينما وصل عدد الطبيبات غير السعوديات 494 أما في الطب العام فكانت 395 طبيبة، مقابل 1102 طبيبة غير سعودية. وحول هذا الموضوع كان ل”الرياض” وقفة مع عدد من الموظفات في المجال الصحي ليروين لنا المعاناة التي مررن بها، تقول “نجوى الفارس” -ممرضة- “بلغت الخامسة والثلاثين من العمر، ولم أتزوج بعد والسبب هو عملي، فقد تقدم لخطبتي العديد من الأشخاص الذين اشترطوا علي ترك العمل، وأنا مقتنعة بالدور الإنساني الذي أقوم به وربما أجد الشخص المناسب والمتفهم لطبيعة عملي”.
وتشير “ملاك المدني” إلى أنّها أحبت مهنة الطب لذلك تخصصتْ في مجال النساء والولادة، وأصبحتْ ناجحة كثيراً في عملها، ولديها عيادتها الخاصة ولكنها بلغت الثالثة والأربعين عاماً ولم تتزوج؛ بسبب النظرة السلبية للطبيبة السعودية، فلم تجد حلا سوى الزواج بزميلها من جنسية عربية والذي يعمل معها في نفس المستشفى.
من جانب آخر تروي “نورة الحربي” -أخصائية اجتماعية في أحد المستشفيات- معاناتها، فتقول: “تزوجتُ بزميلي في العمل وأنجبتُ منه ثلاثة أبناء، ولكن بسبب طول أوقات الدوام والمناوبات الليلية؛ كان هناك الكثير من المشاحنات والمشاكل الأسرية”، وتتابع قائلةً: “حاولتُ كثيراً التفاهم معه، ولكن كان يصر بشكل كبير على تقديم استقالتي، وعندما رفضتُ كان الطلاق ومع ذلك مازلت أتواصل معه لمناقشة ما يخص أبناءنا وأصبحنا زملاء عمل بعد حياة زوجية مليئة بالمآسي”. وعن أسباب عزوف بعض الشباب في الاقتران بالعاملات في القطاع الصحي؛ تعلق “بشرى سليمان” -باحثة في شؤون الأسرة- قائلةً: “هناك نظرة اجتماعية متباينة حول عمل المرأة في القطاع الصحي، فهناك من يدعم المرأة في هذا المجال الإنساني؛ اقتداءً بالرسول عليه السلام أمّا المتشددون وحدهم ينظرون للمسألة على أنّها اختلاط بالرجل، وبالتالي تكون امرأة لا تستحق الاحترام من وجهة نظرهم ويصبح الشك يدور حولها باستمرار، وهذا يؤدي لانعدام الثقة لذلك نجد كثيرا من الشباب يرفضون تماماً فكرة الزواج من هذا المجال”، مشيرةً إلى أن معدل الرواتب في الصحة مرتفع؛ حيث نجد الكثير من منسوباته فضلن الاستقالة خوفاً من فشل حياتهن الزوجية والبعض الآخر خوفاً من بقائهن عوانس، وهذا راجع إلى “نظرة المجتمع القاسية”، و”الظالمة” في حق بنات الوطن ممن أفنين وقتهن وجهدهن لتقديم وجه المملكة الإنساني.
-الرياض-