طرق إعداد المرأة للدعوة
الأربعاء،25صفر1436الموافق17ديسمبر/كانون الأول2014وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
عبد اللطيف بن محمد الحسن
لإعداد المرأة الداعية طريقان:
الأول: الإعداد النظري، ويشمل الجوانب التالية:
1- الإعداد العلمي: وهو أمر ضروري في جانبين:
أولهما: المادة العلمية التي تدعو إليها وتريد تعليمها.
وثانيهما: العلم بالكيفية المناسبة لعرض تلك المادة.
وقد عني الإسلام بإعطاء المرأة حقها في التعليم، مع التزام الضوابط الشرعية لذلك.
والعلم المقصود هنا: ما يفيد المرأة في دعوتها من العلوم الشرعية، والعلوم المساعدة على فهمها.
ولا يجوز بحال أن نجعل العلم عائقاً عن الدعوة، كحال الكثيرين اليوم، فالواجب التوازن، وكل تدعو حسب علمها وقدرتها.
2- الإعداد النفسي: بأن تتوفر في الداعية صفات: الإيمان بالله ورسوله، والإخلاص، والتفاؤل، والجرأة في الحق، والاعتزاز بالإسلام، والصبر، ومعرفة حال المخاطبين وبيئاتهم، وهو إعداد غاية في الأهمية؛ لارتباط وظيفة الداعية بالناس، وهم مختلفون في أديانهم وثقافاتهم وعاداتهم وأخلاقهم وأهوائهم وأهدافهم.
3- الإعداد الاجتماعي: وهو أن تعيش الداعية الحياة الإسلامية في الأسرة والمجتمع تطبيقاً عملياً كما تعلمتها نظرياً، وكما تريد للناس أن يكونوا؛ وذلك بالتزام دين الله عز وجل، والتخلق بأخلاق الإسلام، وأخلاق الدعاة خاصة، وإلا كانت الداعية على هامش المجتمع.
ومن أهم عناصر الإعداد الاجتماعي: الشعور بأن الدعوة حق لجميع الناس يجب بذلها لهم، والصدق والأمانة والكرم والسخاء في حدود ما تملك، والزهد والعفة، والحلم والعفو، والرحمة، والتواضع، والمودة والتآلف.
الثاني: الإعداد التطبيقي:
وهو: تهيئة الداعية بالتدريب العملي على فن الإلقاء والكتابة؛ لنقل دين الله سبحانه وتعالى إلى الناس عن طريق الخطبة والدرس والمحاضرة والندوة، والكتابة بأنواعها المختلفة.
وهو أمر في غاية الأهمية؛ إذ الإلقاء والكتابة هما وسيلتا مخاطبة الناس بالدعوة، وبهما نحصّل الثمرات المرجوّة من الإعداد النظري، فكم من الدعاة مَنْ يضعف أثره بسبب ضعف إعداده التطبيقي، وقد حصل في هذا الإعداد تقصير كبير أسهم في قلة الدعاة المؤثرين.
ويقوم هذا الإعداد على أمرين:
أولاً: فن الإلقاء للمحاضرة أو الدرس أو الندوة، أو الكلمة أو الموعظة.. ونحو ذلك.
ويعتمد على عنصرين:
1- إقناع المستمع بمخاطبة عقله بالأدلة والبراهين.
2- إثارة عاطفته وأحاسيسه ومشاعره وهما أساس التأثير.
ولكل نوع من أنواع الإلقاء خصائصه ومميزاته وفوائده وأسسه وطريقته الخاصة ، ويتطلب الإعدادُ لها جانبين:
أ – النظري: بمعرفة أهمية الخطبة مثلاً وأنواعها وصفات الخطيب.
ب- العملي: بالتطبيق والإلقاء أمام النساء في خطبة في المسجد أو المدرسة أو مجتمع النساء، مع مراقبة المتدربة وملاحظتها وتقويم أخطائها شيئاً فشيئاً.
ثانياً: الكتابة؛ وذلك بإعداد البحوث والمقالات والنشرات لنشرها في المواقع والكتب والمجلات والصحف التي طالت كل الناس، وأخذت جزءاً كبيراً من أوقاتهم، ويعتمد أسلوب الكتابة على عاملين:
1- دقة العبارة وسلامتها.
2- قوة إقناع القارئ بالمكتوب: بوضوح الدليل، وقوة الاستدلال، والصدق والتوثيق.
وتعد الكتابة من أنسب وأهم الوسائل الدعوية بالنسبة للمرأة؛ إذ يمكنها الكتابة وهي في بيتها، فتستغل بها أوقات فراغها، وتصل بما تكتب إلى جميع طبقات المجتمع، والكتابة كالإلقاء تتطلب إعداداً نظرياً وعملياً ليس هذا مكان تفصيله.
المصدر: يا له من دين.