علماء مغاربة يهاجمون فتوى مصرية.. والأزهر ينفي
الخميس،15ذوالحجة1435ه الموافق 9أكتوبر/تشرين الأول وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
المغرب-الرباط
أثارت فتوى نُسبت إلى الأمين العام للفتوى بالجامع الأزهر، الدكتور يوسف عيد، تقضي ببطلان احتفال المغاربة بعيد الأضحى، الذي صادف يوم الأحد الماضي، مشيرًا إلى أنه يخرق بذلك إجماع المسلمين على العيد يوم السبت المنصرم – ردود فعل قوية من علماء دين ومؤسسات علمية مغربية.
فقد دفع انتقاد العلماء المغاربة للفتوى المصرية الجديدة واتهامها بأنَّها تحمل في طياتها أهواءً سياسية – مؤسسة الأزهر إلى الخروج عن صمتها لتنفي، اليوم الأربعاء، أية فتوى صدرت عنها في هذا الموضوع، مشيرة إلى أن “تلك التصريحات تخص أصحابها فقط”.
من جانبه، صرَّح الشيخ عبد الباري الزمزمي – عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – بأن “اختلاف المطالع هو خلق الله وليس خلق الإنسان، فالله وضع هذه المطالع مختلفة، فالمشارق والمغارب مختلفة، بدليل قوله تعالى: {فلا أقسم برب المشارق والمغارب}”.
وأوضح أن هذا الوضع كان على عهد الصحابة؛ لأنّه في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، لم تكن هناك فتوحات، ولم ينضم حينها إلى حكم الإسلام أي بلد غير قبائل العرب.. “لكن في عهد عمر ومن بعده، انضمَّت بلاد الشام ومصر وغيرها إلى الأراضي الإسلامية”.
وانتقد الزمزمي الفتوى المنسوبة إلى الأزهر حول مسألة خرق المغرب للإجماع الذي يتعيَّن أن يكون في الأهلَّة والمطالع، قائلًا: “ليس هناك إجماع في مسألة الرؤية وأوقات الصلاة، فيما يتعلق بالمواقيت. إنَّ المسلمين يختلفون في رؤية الأهلَّة وفي أوقات الصلاة”.
وتابع الشيخ المغربي: “الله تعالى جعل الأرض كرة، فلا بدّ أن يكون فيها وضع المطالع مختلفًا بين قُطر وآخر”، مضيفًا أنّ “القول الذي صدر عن بعض علماء الأزهر، قول غريب ومردود ولا يصدر من ذي علم”.
من جهته، أكّد الدكتور أحمد الخمليشي – مدير مؤسسة الحديث في الرباط – أنّ “الواقع الذي تسير عليه الدول والجاليات الإسلامية هو الاستقلال عن طريق الرؤية أو الحساب في بداية ونهاية الشهور القمرية، وبالتبعية أيام الأعياد”.
وأشار إلى أنّ “مصر، طيلة عشرات السنوات الماضية، تعلن عن بداية ونهاية الشهور القمرية عن طريق مؤسساتها الرسمية، لتتّفق بذلك مع المملكة العربية السعودية أحيانًا، وتختلف أحيانًا أخرى، من دون أن نسمع فتوى تبطل أعياد المصريين”.
وتساءل الخمليشي: “ألم يحِن للمرضى بهوس الفتوى، الشغوفين بالشهرة المزيَّفة والمتشبثين بالوصاية غير الشرعية على الأمة، أن يراجعوا سلوكهم بعدما أوصلت فتاويهم العالم الإسلامي إلى هذا الوضع الانتحاري الذي لم يكن يتصوَّره أحد قبل سنوات؟”.
هذا الغضب المغربي، دفع وكيل الأزهر إلى إصدار بيان، اليوم الأربعاء، نُشر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على الصفحة الرسمية للمكتب، جاء فيه: “يؤكِّد الأزهر أنه لم يصدر عنه، ولا عن أيٍ من هيئاته، أي تصريحات أو بيانات تبطل احتفال المغرب بعيد الأضحى يوم الأحد الماضي، وبأنَّ ما راج من تصريحات لا تمتُّ لمؤسسة الأزهر بأي صلة”،حسبما ورد في مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.