غرفة العزل.. آخر ابتكارات الإسلاموفوبيا ضد الطالبات المسلمات بفرنسا
الأربعاء،25 رجب 1436//13 مايو/أيار 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فرنسا
قالت إدارة المدرسة الفرنسية، التي كانت قد منعت الطالبة المسلمة من أصل جزائري، سارة ك، 15 عامًا، من دخول المدرسة لارتدائها تنورة طويلة: إنها تلقت أمرًا يقضي بتطبيق نظام “غرفة العزل” مع طالباتها المسلمات، وهو ما يشبه نظام “غرفة الإقناع” الذي كان قد طُبق لفترة من الزمن في تركيا مع الطالبات المحجبات.
وأفادت إدارة مدرسة Leo-Lagrange de Charleville-Mezieres Koleji، التي تقع في مقاطعة شارلفيل ميزيار شمالي فرنسا، أنها تلقت أمرًا من “جهات عليا”، بتحويل الفتيات المسلمات اللاتي يرتدين ملابس، ترى أنها تنتهك مبادئ العلمانية، إلى غرف للعزل، ومحاولة الحصول منهم على تعهد مكتوب بمحاولة التوقف عن ارتداء مثل تلك الملابس.
وقالت السيدة التركية، كلثوم أ، التي تدرس ابنتها صالحة في نفس المدرسة، لمراسلة الأناضول: إنه لم تكن هناك أي مشلكة في ارتداء الفتيات للتنورات الطويلة في المدرسة قبل شهر إبريل/ نيسان الماضي، الذي شهد إعادة إدارة المدرسة ابنتها للمنزل بسبب ارتدائها تنورة طويلة، وهو ما دفعها لاستشارة محام، أكد لها أن إدارة المدرسة ليس لديها ما تستند عليه قانونيًّا بهذا الخصوص.
وأضافت كلثوم، أنها التقت مديرة المدرسة، ماريز دوبوا، وسألتها عن سبب الحظر المفاجئ على ارتداء التنورات الطويلة، وكان ردها أنها تلقت أمرًا كتابيًّا بهذا الخصوص من “جهة عليا”، رفضت تسميتها، ورفضت إطْلاع كلثوم على الأمر الكتابي المزعوم.
ووفقًا لكلثوم فقد ادعت مديرة المدرسة أن الأمر الكتابي، يتضمن ضرورة وضع الطالبات المسلمات اللاتي يبدين إصرارًا على ارتداء التنورات الطويلة في غرف معزولة، لحين تغيير آرائهن، معتبرة أن اكتفاء المدرسة بإعادتهن إلى المنزل يعتبر تصرفًا عادلًا منها.
ولدى حديث مراسلة الأناضول مع أحد المسؤولين في الهيئة الوطنية للتفتيش عن التعليم في مدينة رانس الفرنسية التي تتبع لها المدرسة، أكد المسؤول أن الهيئة لم تتخذ أية إجراءات جديدة بخصوص ارتداء الطالبات للتنورات الطويلة في المدارس، وأبدى عدم معرفته التامة بموضوع غرف العزل.
وقالت كلثوم: إن ابنتها استمرت بعد ذلك في الذهاب إلى مدرستها مرتدية تنورة طويلة، دون أن يتعرض لها أحد، مرجعة ذلك لعدم استناد منع ارتداء التنورات الطويلة على أي حجة قانونية. وذهبت “سارة ك” بدورها عدة مرات إلى مدرستها مرتدية تنورة طويلة بعد أن منعتها إدارة المدرسة من الدخول مرتين لنفس السبب.
وأفادت كلثوم أن المدرسين يضايقون الطلبة المسلمين عبر توجيه اتهامات مختلفة لهم، منها ادعاؤهم بأن الطلبة المسلمين يعملون على إقناع زملائهم بالتحول إلى الإسلام ومن ثم الذهاب معًا للقتال في سوريا.
ورفضت مديرة المدرسة، ماريز دوبوا، طلب الأناضول إجراء حوار معها، حيث تحافظ على صمتها في مواجهة الاتهامات الموجهة لمدرستها.
وكانت أزمة التنورات الطويلة، ظهرت إلى العلن، وأثارت ردود فعل واسعة، لدى منع سارة ك، في 16 إبريل/ نيسان الماضي، من دخول مدرستها، بحجة أن التنورة الطويلة التي ترتديها “تمثل انتهاكًا للمبادئ العلمانية المطبقة في المدارس”. وبعد اندلاع الأزمة بدأت العطلة النصفية للمدارس، ولدى انتهائها أمس، ذهبت سارة إلى مدرستها مرتدية تنورة طويلة، دون أن تتعرض للمضايقة من قبل الإدارة.
وتقول منظمة معًا ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا (CCIF): إن أكثر من 100 طالبة مسلمة منعن من دخول مدارسهن، خلال العامين الماضين، بسبب ارتدائهن تنورات أو فساتين طويلة ، بحسبنا ورد في مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.