غزة، مينا – حذرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بغزة، الاثنين، من “مجاعة واسعة النطاق” تضرب القطاع؛ جراء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام المساعدات والبضائع، ما يؤثر بدوره على القطاع الصحي ويهدد حياة المرضى والجرحى الفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمة للمسؤول في الهيئة حازم هنية خلال مؤتمر صحفي عقده في مقرها بمدينة غزة، لتسليط الضوء على تأثير استمرار إغلاق إسرائيل لمعابر القطاع منذ 2 مارس/ آذار الجاري وتنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار، على تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
وقال هنية كما نقلته “مينا” إن استمرار إغلاق المعابر أدى إلى “انخفاض المخزون الغذائي بغزة لمستويات حرجة، ما يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق، خصوصا في ظل فشل وصول المساعدات”.
وكان برنامج الأغذية العالمي قال الجمعة الماضية إنه لم يتمكن من نقل إمدادات غذائية لغزة منذ 2 مارس.
قراءة المزيد: مقتل اللواء محمود أبو وطفة وكيل وزارة داخلية حماس بقصف إسرائيلي
وأضاف هنية أن “80 بالمئة من المستشفيات العاملة في القطاع باتت خارج الخدمة؛ بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، ما أدى لتوقف العمليات الجراحية الحرجة”.
وأفاد بأن أكثر من “25 ألف مريض وجريح، بينهم 10 آلاف مريض سرطان، يواجهون الموت وتدهور أوضاعهم الصحية بسبب انقطاع وصول العلاجات، وفق ما أفادت به تقارير وزارة الصحة”.
إلى جانب ذلك، فإن انقطاع التيار الكهربائي ومنع دخول الوقود المشغل للمولدات البديلة، وعدم توفر أجهزة الإنعاش، يهدد حياة الأطفال حديثي الولادة داخل الحضانات، وفق هنية الذي شدد على أنهم “يواجهون خطر الموت الفوري”.
وتابع عن الأوضاع الصحية: “نقص المعدات الطبية يعيق علاج آلاف المصابين بجروح الحرق ويتركهم عرضة للمضاعفات والالتهابات القاتلة”.
قراءة المزيد: إسرائيل تقتل 322 فلسطينيا إثر استئنافها حرب الإبادة على غزة
كما حذر من خطورة غياب المياه الصالحة للشرب في وقت تتدفق فيه مياه الصرف الصحي في الشوارع وتنتشر فيه القمامة ما يرفع من “احتمالات تفشي الأوبئة والأمراض المعدية”.
وأشار إلى أن تلك التداعيات الإنسانية والصحية تأتي في وقت تصعد فيه إسرائيل من هجماتها ضد المواطنين بالقطاع ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين من بينهم أطفال ونساء في انتهاك “صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وعد هنية استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق فلسطيني غزة “إبادة ممنهجة للشعب وليس مجرد حصار اقتصادي”، معتبرا إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات “جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني”.
وطالب بـ”تحرك دولي فوري لإنهاء حصار غزة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية من خلال فرض إجراءات عاجلة على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي لإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمها”.
قراءة المزيد: “علماء فلسطين” تدين تصاعد انتهاكات إسرائيل في “الأقصى” وتدعو لنصرته
ودعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تكثيف جهودها لإجبار إسرائيل على فتح المعابر والسماح بوصول المساعدات بلا قيود، وإلى تشكيل لجنة دولية مستقلة لمراقبة المعابر وضمان تدفق المواد الغذائية والطبية والوقود.
ومطلع مارس/ آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
في المقابل، تؤكد حركة “حماس” التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
قراءة المزيد: وضع حجر الأساس لمستشفى إندونيسيا للأم والطفل في غزة أبريل المقبل
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وكالة مينا للأنباء
قراءة المزيد: عائلات إسرائيلية تجدد المطالبة باتفاق يعيد الأسرى من غزة