غزة.. غضب فلسطيني عقب وفاة أسير مريض بسجون إسرائيل
غزة ، مينا – عبّرت فصائل ومؤسسات حقوقية فلسطينية، الثلاثاء، عن غضبها إثر وفاة الأسير المريض ناصر أبو حميد ووصفتها بأنها “جريمة كبيرة”، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن ذلك.
وطالبت مؤسسات فلسطينية في بيانات منفصلة المنظّمات الدولية المعنية بحقوق الأسرى بـ “تحمّل مسؤولياتها تجاه السياسيات الإسرائيلية المرتكبة بحقّهم” ، وفق الأناضول.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية “استشهاد الأسير أبو حميد (50 عاما) داخل مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي (وسط)، نتيجة الإهمال الطبي”.
وظهر الاثنين، نقلت السلطات الإسرائيلية أبو حميد وبشكل عاجل من سجن “الرملة” إلى مستشفى أساف هروفيه، بعد تدهور خطير جدا طرأ على حالته الصحية.
** فصائل تندد
وقالت حركة “حماس” إن “استشهاد أبو حميد جريمة كبيرة يرتكبها الاحتلال بحق الأسير والأسرى والشعب الفلسطيني”.
وأوضح متحدث الحركة حازم قاسم في بيان، أن “سياسة الإهمال الطبي تكشف مدى إرهاب ونازية مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى”.
ودعا لمواجهة تلك “الجريمة من خلال تصعيد حقيقي للنضال الوطني لوقف سياسة الإهمال الطبي الإجرامية”.
ومن جانبها، ذكرت اللجنة المركزية لحركة “فتح” أن سياسة “الاعتقال والقتل خلف قضبان الاحتلال تشكّل جزءا من سياسة احتلالية مآلها الفشل”.
وأوضحت في بيان أن “الأسير أبو حميد يعبر عن حكاية الشعب الفلسطيني بكامل تفاصيلها”.
وأضافت: “أبو حميد أكّد للعالم أن ما يعيشه الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال هو استمرار لسياسة احتلالية خطفت شعباً بأسره لتمارس ضده كل أنواع الظلم والتنكيل”.
كما حمّلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيانها، الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة عن جريمة إعدام أبو حميد”.
وعقب وفاة الأسير، حمّلت حركة “الجهاد الإسلامي” إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن تداعيات اغتيال أبو حميد في ظل تصاعد عدوانه (الاحتلال) وإرهابه بحق الأسرى وأبناء الشعب”.
وطالبت الحركة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ”الوقوف إلى جانب الأسرى وتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه هذه الجريمة ولجم عدوان الاحتلال بحقّهم”.
ووصفت لجان المقاومة في فلسطين وفاة أبو حميد “جرّاء الإهمال الطبي” بأنه “جريمة بشعة تجاه الأسرى”.
وأضافت في بيان: “استشهاد أبو حميد يجب أن يُشكّل دافعًا للجميع لتصعيد المقاومة”.
ودعت اللجان إلى “هبّة شعبية وثورية إسنادا للأسرى”، مطالبة بضرورة التصدّي لسياسات “الإعدام البطيء داخل السجون بحق الأسرى المرضى”.
وفي بيان، اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية “استشهاد أبو حميد جرّاء الإهمال الطبي، عدوانا متصاعدا وخطيرا بحق الأسرى”.
وذكرت أن “العدو الصهيوني مسؤول بشكل كامل عن جريمة استشهاد الأسير أبو حميد، وسيتحمل كافة التبعات المترتبة عليها”.
وطالبت الحركة المنظّمات والهيئات الدولية المعنية “بتحمل مسئولياتها تجاه السياسات الاجرامية التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى”.
وفي السياق، حمّلت حركة الأحرار الفلسطينية في بيانها، إسرائيل، “المسؤولية الكاملة عن استشهاد أبو حميد”.
وندّدت الحركة بـ”سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تعكس إجرام الاحتلال وساديته في التعامل مع الأسرى وقتلهم بشكل متعمد”.
كما دعت السلطة الفلسطينية إلى “تقديم كافة ملفات قادة الاحتلال والأسرى المرضى والشهداء خاصة للمحاكم الجنائية لمحاسبة الاحتلال”.
وطالبت بـ”تصعيد كل أشكال المقاومة انتصاراً للأسرى وللضغط على الاحتلال لإنهاء معاناتهم”.
** مؤسسات تطالب
وفي رد فعلها على وفاة الأسير أبوحميد، قالت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة إن “الاحتلال ما زال يتجاوز بكل وحشية الأعراف البشرية والقوانين الدولية من خلال استمرار ممارسة السياسة المُميتة المتمثلة بالإهمال الطبي المتعمّد”.
وحمّلت الوزارة في بيان المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية “جزءا كبيرا من المسؤولية عن نزيف الدم الجاري داخل السجون الإسرائيلية”.
وأضافت: “الموعد حان لوقف هذه الجريمة الإنسانية بحق الأسرى المرضى وتقديم قادة الاحتلال للعدالة الدولية”.
من جانبها، قالت جمعية “واعد” للأسرى والمحررين، إن “الحركة الوطنية الأسيرة تعلن الحداد في كافة السجون والمعتقلات بعد استشهاد أبو حميد”.
وأوضحت أن “الأنباء الواردة من داخل المستشفى تفيد بأن الاحتلال يرفض فك قيود أبو حميد من سرير المرض والوفاة بذريعة انتظار قائد المنطقة وممثل ما يسمى مصلحة السجون”.
وذكرت أن “هناك إشارة واضحة لتورّط الاحتلال في إعدام وتصفية أبو حميد بشكل صامت وبطيء”.
ولفتت الجمعية إلى وجود نحو “650 أسيرا بأمراض مزمنة داخل السجون بينهم 24 أسيرا يعانون من أمراض السرطان والأعداد قابلة للارتفاع”.
وطالبت مؤسسات الأمم المتحدة بالخروج “عن طور الخطابات والتصريحات باستقدام حماية دولية للأسرى”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أوضح نادي “الأسير” الفلسطيني في بيان أن “استشهاد أبو حميد أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء داخل السجون الإسرائيلية إلى 233 شهيدًا منذ عام 1967، منهم 74 شهيدًا ارتقوا نتيجة الإهمال الطبيّ”.
وحتى الساعة 08:10 (ت.غ)، لم يصدر رد فعل رسمي إسرائيلي حول وفاة الأسير الفلسطيني.
وأبو حميد من مخيم الأمعري قرب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاما إضافية بتهمة المشاركة في تأسيس “كتائب شهداء الأقصى” المحسوبة على حركة “فتح”، وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.
وله 5 أشقاء أيضا يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وسادس قتل في العام 1994، بينما هدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 4700 فلسطيني، بينهم 150 طفلًا، و33 سيدة، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وكالة مينا للأنباء