غزيون: ليس من “العدل” خلو قرار “المحكمة الدولية” من وقف الحرب (تقرير)

غزة ، مينا – أعرب فلسطينيون في أحاديث منفصلة للأناضول، عن خشيتهم من أن تستغل إسرائيل عدم صدور قرار بوقف الحرب، بارتكاب المزيد من الجرائم بحقهم..

– ريهام الصوالحة: قرارات المحكمة مماطلة دولية تمنح إسرائيل وقتا إضافيا لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين

– جهاد العقاد: بالنسبة لنا كفلسطينيين لم يلبِّ القرار طموحاتنا لكننا نشكر دولة جنوب إفريقيا على هذه الخطوة الرائعة في محاكمة إسرائيل

“خيبة أمل” أصابت فلسطينيين في قطاع غزة، جراء عدم تضمن قرارات محكمة العدل الدولية التي صدرت الجمعة، “وقفا فوريا لإطلاق النار”.

وقال الفلسطينيون، في أحاديث منفصلة مع الأناضول، إنهم علقوا آمالهم في انتهاء الحرب والنزوح والجوع على هذه القرارات.

وأبدوا خشيتهم من أن يمنح عدم صدور قرار “وقف إطلاق النار”، إسرائيل فرصة جديدة لتصعيد عمليات القتل والتدمير المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في قطاع غزة.

والجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في القطاع، لكن القرار لم يتضمن نص “وقف إطلاق النار”.

ورحبت حركة “حماس” بقرار المحكمة، معتبرة أنه “يعني وقف كل أشكال العدوان” على الشعب الفلسطيني. فيما أكدت السلطة الفلسطينية أن طلب المحكمة من إسرائيل بذْل كل ما في وسعها لمنع وقوع أي أعمال إبادة في غزة، “يذكر العالم أن لا دولة فوق القانون”.

اقرأ أيضا  سجون الاحتلال الصهيوني تنكِّل بالأسرى المرضى

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على قرار المحكمة بالقول إن تل أبيب “ستواصل الحرب” على غزة، مضيفا أن المحكمة “لم تطلب من إسرائيل وقف إطلاق النار”.

وعقدت محكمة العدل الدولية في لاهاي بتاريخ 11 و12 يناير/ كانون الثاني الجاري، جلستي استماع علنيتين، في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة.

**”مخيب للآمال”

السيدة الفلسطينية ريم الغرباوي (42 عاما)، النازحة من حي النصر بمدينة غزة إلى محافظة رفح أقصى جنوب القطاع، تصف قرارات المحكمة بـ”المخيبة للآمال”.

وقالت: “لم تكن القرارات متوقعة لدى شعبنا الفلسطيني الذي كان ينتظر من المحكمة إصدار قرار فوري بوقف إطلاق النار، لكن هذا الشيء لم يحدث”.

وتتساءل باستغراب: “ماذا تنتظر المحكمة بعد لإصدار قرار بوقف إطلاق النار؟ ألا يكفي جرائم الإبادة الجماعية والمجازر بحق النساء والأطفال؟”.

**قرارات “بوجهين”

بدوره، يرى المواطن جهاد العقاد (35 عاما) أن قرارات محكمة العدل الدولية لها وجهان، الأول سلبي والثاني إيجابي.

ويقول العقاد النازح من المحافظة الوسطى إلى رفح: “الجانب السلبي وهو مخيب للأمل كونه لم يتم إصدار قرار بوقف إطلاق النار، أما الإيجابي فيتمثل في اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم للمرة الأولى وهذا ما كنا ننتظره منذ سنوات”.

اقرأ أيضا  المحكمة الدولية تقبل الدعوى المتعلقة بالهجوم الإسرائيلي على سفينة "مرمرة الزرقاء"

ويضيف: “بالنسبة لنا كفلسطينيين لم يلبِّ القرار طموحاتنا لكننا نشكر دولة جنوب إفريقيا على هذه الخطوة الرائعة في محاكمة إسرائيل”.

وأبدى العقاد سعادته بهذه الخطوة التي تعبر عن “دعم نضال شعبنا الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي ويؤكد على وجود شعوب وأحرار في العالم يناصرون غزة”.

من جانبه، يرى الشاب محمد العرعير (35 عاما) القرارات بأنها جيدة كونها تعد أولى الخطوات في سياق محاكمة إسرائيل على جرائمها في قطاع غزة.

ويتابع: “كنا ننتظر إصدار قرار لوقف إطلاق النار مباشرة ومن ثم يتم دراسة باقي التفاصيل”.

**مماطلة دولية

أما الفلسطينية ريهام الصوالحة (34 عاما)،‏ فقد أبدت استياءها من هذه القرارات، واصفة إياها بـ”غير العادلة على الإطلاق”.

وبررت ذلك بأنه “مماطلة دولية تمنح إسرائيل وقتا إضافيا لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين”.

وتابعت: “حتى انتهاء الحرب، ستعمل إسرائيل على استنزاف قدرات وطاقات وأرواح الفلسطينيين في قطاع غزة”.

ويتفق الفلسطيني المسن عمر الحساينة مع سابقته الصوالحة، بأن هذه القرارات غير منصفة، قائلا: “كنا نتأمل بأن تدين هذه المحكمة إسرائيل على المجازر التي ما زالت ترتكبها بحقنا”.

اقرأ أيضا  الإعدام الميداني للمصابين وضرورة المقاضاة أمام المحاكم الدولية

ويضيف: “كل شيء واضح أمام العالم وهذه المجازر واضحة ولا تحتاج لإجراء أي تحقيق لأنها كانت تنقل مباشرة عبر الصحفيين والإعلاميين”.

ومن المقرر أن تعقد الجامعة العربية، الأحد، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين؛ لإصدار موقف موحد من قرارات محكمة العدل الدولية بشأن غزة.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 26 ألفا و422 شهيدا، و65 ألفا و87 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية.

كما تسببت الحرب في دمار هائل وأزمة إنسانية غير مسبوقة، مع شح إمدادات الغذاء والماء والدواء، ونزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من السكان، بحسب الأمم المتحدة ، وفق الأناضول.

وكالة مينا للأنباء