فضل بناء المساجد والمحافظة على الصلوات فيها

فضل بناء المساجد والمحافظة على الصلوات فيها (وكالة معراج للأنباء الإسلامية"مينا")
فضل بناء المساجد والمحافظة على الصلوات فيها
(وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”)

الجمعة،30ذوالحجة1435ه الموافق24أكتوبر/تشرين الأول وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[2]، ﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[3].
أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تفوزوا بمثوبته واستعينوا بالله على طاعته وأخلصوا له في عبادته، وتذكروا أن هذه المساجد لله أضافها الله تعالى إليه إضافة تشريف وتكريم وهي أحب البقاع إليه لما يقع فيها من الدين العظيم ولذا أذن الله تعالى برفعها وأن يذكر اسمه فيها فقال تعالى ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾[4] أي شرع ومضى في كتابه العظيم وعلى لسانه رسوله وخليله محمد – صلى الله عليه وسلم – الكريم أن ترفع ذلك ببنائها وتنظيفها وتطييبها وتطهيرها من النجاسات المعنوية كالشرك بالله والابتداع في دين الله، ومن النجاسات الحسية كالبول والقذر ونحوهما مما لا يليق ببيوت الله تعالى، وأن يذكر اسمه بالدعاء والصلاة وتلاوة القرآن وتعليم العلم ونحوها من الطاعات، فتضمنت تلكم الكلمتان من الآية ﴿ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾، مجموع أحكام المساجد وهما في طليعة أعمال الأنبياء المكرمين والرسل المعظمين كما قال تعالى ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾[5] وقال تعالى ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾[6]، وكان أول عمل عمله النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد قدومه المدينة مهاجراً أن بنى مسجد قباء ومسجده – صلى الله عليه وسلم – فأسسها على التقوى ولذا كان ترميم المساجد القائمة وبناء المساجد الجديدة في الأحياء والقبائل والأمصار من أولويات خلفاء النبي – صلى الله عليه وسلم – الراشدين وصحابته الأئمة المهديين وأتباعهم على منهاجهم وسننهم إلى أن يرث الله الأولين والأخريين كما قال تعالى ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[7]، فكل هؤلاء موعودون من الله بالرضوان وعلى الجنان لما هم عليه من الإيمان وصالح العمل ومنه بناء المساجد وعمارتها بذكر الله عز وجل ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[8].
معشر المسلمين:
وكم في صحيح السنة من الوعد بالجنة لمن بنى لله مسجداً كقوله – صلى الله عليه وسلم -: “من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة” متفق عليه، وصح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “من بنى مسجداً يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتاً في الجنة” رواه ابن ماجه وفي الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من بنى مسجداً صغيراً أو كبيرا بنى الله له بيتاً في الجنة”، وقالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب”، ولقد وعد النبي – صلى الله عليه وسلم – مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته “علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه بعد موته” أخرجه ابن ماجة وحسن المنذري إسناده.
معشر المؤمنين:
ومن عظيم شأن المساجد وعظيم بركتها وحسن عاقبة عمارتها أن المشي إليها لصلاة، وإن الانتظار لصلاة فيها بعد الصلاة صلاة وأن من غدى إليها أو راح أعد الله له نـزلاً أي ضيافة في الجنة كلما غدا أو راح، وقال – صلى الله عليه وسلم -: “بشروا المشائين في الظلام إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة”، وأخبر – صلى الله عليه وسلم – أن منتظر الصلاة في المسجد تصلي عليه الملائكة ودعاؤه مستجاب وأنه في رباط في سبيل الله ما انتظر الصلاة، وله بكل خطوة إلى المسجد صدقة متقبلة، وحسنة مكتوبة ودرجة مرفوعة، ومحو خطيئة فما أعظم شأن المساجد وما أعظم ما ادخر الله من المثوبة على عمارتها للعابد الساجد.
أمة الإسلام:
وللمحافظة على الجماعة في المساجد بشارة للمحافظين بحسن الختام بأن يلقوا الله تعالى على الإسلام ويدخلوا الجنة دار السلام ففي الحديث الصحيح الثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله وهو في حكم المرفوع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – “من سره أن يلقى الله غداً مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن” وفي الحديث الآخر يقول – صلى الله عليه وسلم – في الصلوات الخمس “من حافظ عليهن كن له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة وكان له عهد عند الله أن يدخله الجنة”، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله “رجل قلبه معلق بالمساجد”، فما أحسن تلك العوائد وما أكرم الفوائد.
المصدر:درر الإسلام

اقرأ أيضا  دين البهائية وشريعتها
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.