في يوم المرأة العالمي 11 أسيرة مقدسية يتجرعن مرارة الاعتقال والحرمان
غزة (معراج) – ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز في سجونها 11 أسيرة مقدسية في ظروف اعتقالية وإنسانية مأساوية وقاهرة، يتجرعن خلالها مرارة الأسر والحرمان من أبسط حقوقهن الحياتية.
ويأتي يوم المرأة العالمي، فيما تتعرض الأسيرات لأقسى الممارسات الإسرائيلية، وأشد أنواع التنكيل والتعذيب بحقهن داخل سجون الاحتلال، في انتهاك فاضح للقوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حمايتهن وتصون حقوقهن، وفق صفا.
والأسيرات المقدسيات هن: شروق دويات، مرح باكير، نورهان عواد، إسراء جعابيص، ياسمين جابر، إيمان الأعور، ملك سلمان، أماني حشيم، عائشة أفغاني، فدوى حمادة، ونوال فتيحة.
وتعد الأسيرة المصابة إسراء الجعابيص من أخطر وأصعب الحالات داخل سجون الاحتلال، وهي بحاجة ماسة إلى عدة عمليات جراحية في اليدين والأذنين والوجه، وبحاجة لبدلة خاصة بعلاج الحروق، إلا أن إدارة السجون تماطل في توفير العلاج لها.
ويحرم الاحتلال أربعة من الأسيرات المقدسيّات، من رؤية أولادهن، فالأسيرة جعابيص أم لطفل، وحشيم أم لولدين، والأعور لـ6 أبناء وبنات، وحمادة لديها خمسة أطفال.
وعلى مدار الوقت، تعاني الجعابيص-المحكومة بالسجن لمدة 11عامًا-من آلام، وسخونة دائمة في جلدها، مما يجعلها غير قادرة على ارتداء الأقمشة والأغطية.
وتُعاني أيضًا من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60% من جسدها، جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، بدعوى محاولتها تنفيذ عملية دهس على حاجز زعيم شرقي القدس.
وكانت الأسيرة حمادة تعرضت لعزل انفرادي بسجن “الدامون” استمر لمدة 105 أيام، وسط حرمان من أبسط المقومات والاحتياجات الأساسية.
وتقبع في سجن “الدامون” نحو 35 أسيرة، يعانين أوضاعًا معيشية واعتقالية قاسية للغاية، ويطالبن بتحسين أوضاعهن، لكن إدارة السجن تماطل في النظر بها أو تنفيذها.
معاناة شديدة
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب إن الأسيرات المقدسيات في سجون الاحتلال يُحتجزن في ظروف اعتقالية قاسية ومأساوية، ويعانين معاناة شديدة في ظل الحرمان من الزيارة، وانتشار فيروس “كورونا”، واستمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهن، وتحديدًا بحق الأسيرتين إسراء جعابيص ومرح باكير.
وأضاف أبو عصب لوكالة “صفا” أن الاحتلال يواصل استهدافه للأسيرات ومنعهن من التواصل مع ذويهن والمحامين، ناهيك عن سوء الطعام المقدم لهن، وتعمد اقتحام خصوصياتهن عبر تركيب الكاميرات في ساحة الفورة.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تفرض أحكامًا عالية على الأسيرات، وتعد الأسيرة المقدسية شروق دويات أعلاهن حكمًا، والتي تقضى حُكمًا بالسجن لمدة 16عامًا.
وأكد أن استمرار إدارة السجون في منع زيارة الأسيرات بحجة انتشار “كورونا” يعطى فرصة كبيرة للاحتلال للاستفراد بهن واستهدافهن بشتى وسائل التنكيل والتعذيب.
وأوضح أن إدارة السجون تتعمد التنكيل بالأسيرات، والاستفراد بهن وإذلالهن، من أجل استثمار قضيتهن بهدف الضغط على المقاومة الفلسطينية لإبرام صفقة تبادل أسرى.
وتابع “الاحتلال يتعامل مع قضية الأسيرات بابتزاز، وهو يعلم مدى حساسية هذا الملف لدى الشعب الفلسطيني، فالمرأة بالقدس هي أم شهيد وأسير، وقد تكون أسيرة”.
وذكر أن المرأة الفلسطينية “تاج ووقار لكل سيدات العالم، وتتعرض للاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد، لكنها ما زالت صامدة على أرضها”.
وأضاف أبو عصب “يجب على العالم التدخل العاجل والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسيرات الفلسطينيات، وتوفير الحماية الكاملة لهن ولحقوقهن من الممارسات الإسرائيلية.
بدوره، طالب مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية التي تعمل في شؤون المرأة بالضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات بحق 35 أسيرة في سجون الاحتلال.
وقال حمدونة في بيان بمناسبة يوم المرأة العالمي، إن قضية الأسيرات الفلسطينيات ستبقى جرحًا نازفًا لن يندمل إلا بتحقيق حريتهن.
وقال إن إدارة مصلحة السجون تنفذ عشرات الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى بهدف التضييق على الأسيرات كسياسة الاستهتار الطبي، والتفتيشات والاقتحامات، وعدم السماح بإدخال احتياجاتهن من الخارج مع الأهالي، والمعاملة السيئة من إدارة السجون خلال الاعتقال والتحقيق وفى السجون وأثناء النقل في البوسطة.
وأضاف أن هناك إجراءات مشددة بحقهن لم تنقطع، كالغرامات ومنع الزيارات، والتفتيشات المستمرة والأحكام الردعية، والتحقيقات بوسائل وأساليب وحشية، وحرمان الأهل من إدخال الملابس والاحتياجات.
وكالة معراج للأنباء