قرار تقييد صلاة الفلسطينيين بـ”الأقصى” يثير جدلا في إسرائيل

غزة ، مينا – قوبل قرار تل أبيب تقييد دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لإقامة الصلاة خلال شهر رمضان المرتقب، بانتقادات واسعة داخل إسرائيل.

المحلل العسكري البارز عاموس هارئيل، اعتبر القرار “مهزلة يمكن أن تنتهي بمأساة”، فيما قال الناشط اليساري جوش دريل إنه “كارثة بالنسبة لإسرائيل”.

وكانت وسائل إعلام بينها هيئة البث العبرية ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل في مداولات أجراها الأحد، توصية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بفرض قيود على وصول الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر إلى المسجد الأقصى في رمضان، بحسب الأناضول.

ولم يتم الإعلان رسميا عن طبيعة هذه القيود، لكن هيئة البث قالت الإثنين إنه “من المقرر أن تقدم الدوائر الأمنية إلى المجلس الوزاري المصغر توصياتها بشأن طبيعة القيود التي ستفرض على دخول المصلين إلى الحرم القدسي الشريف خلال رمضان”.

ويمكن للقيود أن تطال المواطنين العرب في إسرائيل أيضا”، وفق هيئة البث، اليت قالت إن “الشرطة طرحت حلا وسطا بخصوص القيود الممكن فرضها على دخول العرب إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان”.

ووفقا لمصدرين حضرا النقاش (لم تسمهما) الذي عقد بهذا الشأن الأحد، فإن الشرطة اقترحت فرض قيود على مراحل بحيث يحظر على الرجال حتى سن الأربعين دخول الحرم فيما يتم تحديد أعمار النساء والأطفال لاحقا، وفق الهيئة.

اقرأ أيضا  وحدة اليماز "ديروم" الخاصة اقتحمت قسم أسرى حماس

وتابعت: “سيتم تطبيق هذا الإجراء خلال الأسبوع الأول من رمضان، على أن يتم اتخاذ قرار في نهايته فيما هل سيستمر العمل بهذه الآلية أم سيتم إدراج تسهيلات عليها”.

وأردفت: “وأشار المصدران إلى أن نتنياهو أبدى تأييده لهذا المقترح وطلب فحص الموضوع بإمعان”.

وقوبل القرار بانتقادات في إسرائيل ووسط المواطنين العرب، واعتبره هارئيل، المحلل البارز بصحيفة “هآرتس”، في مقال الاثنين أنه “مهزلة يمكن أن تنتهي بمأساة”.

وأضاف: “لم يكن بن غفير ناجحا تماما في محاولته فرض قيود شاملة على المصلين العرب الإسرائيليين في المسجد الأقصى، لكن ذلك لم يمنعه من المخاطرة ببدء صراع ديني”.

من جهته كتب الناشط اليساري جوش دريل، في منشور على منصة إكس، الاثنين: “قرار نتنياهو بتقييد دخول المواطنين العرب في إسرائيل إلى الحرم القدسي كارثة بالنسبة لإسرائيل”.

“وبما أن البلاد لا تزال تعاني من أكبر مأساة في التاريخ الوطني، فإن نتنياهو على استعداد لمواصلة الاستماع إلى بن غفير الذي يعتزم تحويل هذه الحرب إلى حرب دينية”، وفق دريل.

بدورها حذرت لجنة المتابعة للجماهير العربية (أهلية وهي أعلى تمثيل للمواطنين العرب) “من نية حكومة الحرب القبول بطلبات الوزير المستوطن العربيد بن غفير، لفرض قيود على دخول المسلمين للمسجد (..) في ظل حرب الإبادة المستمرة” على الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضا  فتتاح المبنى الجديد لمعهد اقرأ لتعليم اللغة العربية بكوالالمبور

وقالت في بيان مساء الأحد: “إن شهر رمضان الفضيل هو شهر عبادة وتقوى، إلا أن العقلية العنصرية التي تهيمن على الحكومة الإسرائيلية جعلته شهر استفزازات وتهديدات وقمع وحرمان لحرية العبادة لأصحاب الوطن والمقدسات وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.

وأضافت اللجنة: “هذه الشروط التي يطلبها بن غفير ويوافق عليها نتنياهو هي إعلان حرب شاملة علينا، وهي مقدمة لتفريغ الحرم القدسي الشريف من أجل سيطرة المستوطنين على المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه، بحسب ما يسعى له المستوطنون والمتطرفون عامة على مدى السنين”.

ومن جهته قال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في بيان مساء الأحد: “هذا القرار لن يمرّ أبدًا، لا هنا ولا في العالم. محاولات تفريغ الأقصى ستفشل ومعها ستفشل مخططات هؤلاء”.

الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، قال بدوره في منشور على “فيسبوك”، الاثنين: “استمرار التهويل والتحريض لسيناريوهات الرعب والدم في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، ما هو إلا مزيد من صبّ البنزين على النار”.

وأضاف: “منع المسلمين من الدخول إلى المسجد هو انتهاك لحرمة المكان (الأقصى) وحرمة الزمان (رمضان)”.

من جهتها قالت القائمة العربية للتغيير التي يترأسها النائب أحمد طيبي في بيان الأحد: “القرار يشكّل مسّا فظّا بحرية العبادة الذي لطالما مسّت به حكومات إسرائيل المتعاقبة وتغنّت بحمايته، كاذبة، أمام العالم”.

اقرأ أيضا  مصنف فقهي يهودي يسوغ قتل الأطفال الرضع

وأضافت: “على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يدرج بن غفير نفسه على لائحة العقوبات إذا أراد ان يتخذ قرارات جادة ونافعة”.

وتابعت: “قرار منع المصلين المسلمين من شقّي الخط الأخضر من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وفي شهر رمضان تحديدا، مرفوض وخطير وعلى الأم المتحدة بحثه”.

ويقدر وجود نحو 2 مليون فلسطيني في الداخل الفلسطيني يتوافد مئات آلاف منهم إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

ومنذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي تفرض الشرطة الإسرائيلية قيودا على دخول المصلين الى المسجد الأقصى لأداء الصلوات.

وفي شهر رمضان، يتوافد عشرات الاف المصلين يوميا إلى المسجد ويزداد هذا العدد إلى مئات آلاف في أيام الجمعة.

وكالة مينا للأنباء