كلا: الإسلام المعتدل في إندونيسيا يعزز الديمقراطية

جاكرتا (معراج) – كقائد للبلاد الإسلامية الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، دعا الرئيس جوكو ويدودو ونائب الرئيس   يوسف كالا مؤخرا إلى التحدث في اجتماعات دولية منفصلة حول الإسلام، وفق تيمبو.

حضر رئيس الدولة قمة عربية أمريكية إسلامية نظمتها حكومة المملكة العربية السعودية في الرياض في 20 مايو / أيار، في حين ألقى نائب الرئيس محاضرة عامة بعنوان “الإسلام الطريق الأوسط: تجربة إندونيسيا” في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد في أوكسفورد سيتي، إنكلترا، أون ماي 18.

كما حضر قمة الرياض قادة من الدول ذات الأغلبية المسلمة والملك السعودي سلمان عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوضع التزامات جديدة لمكافحة الإرهاب العالمي.

وحث جوكووى، الذى كان يتحدث قبل خمس دقائق من الملك السعودي وغيره من القادة، الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، على عدم ربط الإسلام بالإرهاب.

إن إندونيسيا متفائلة في فصل صورة الإسلام عن الإرهاب لمواجهة الإسلاموفوبيا في الغرب.

وأعرب جوكووى عن اعتقاده بأن القمة لها أهمية من حيث نشر رسالة الشراكة بين الدول الإسلامية والولايات المتحدة وأيضا ازالة التصور القائل بأن الولايات المتحدة تعتبر الاسلام عدوا.

والأهم من ذلك أن القمة يجب أن تكون قادرة على زيادة التعاون في مكافحة الإرهاب وفي الوقت نفسه نشر رسالة السلام في جميع أنحاء العالم.

وفي سياق مكافحة التطرف، اقترحت إندونيسيا اعتماد نهج دينية وثقافية، حيث أثبت التاريخ أن الأسلحة والقوات العسكرية غير كافية للتصدي للإرهاب.

وتؤمن الأمة بأهمية موازنة مقاربات القوة الصلبة والناعمة التي يمكن تطبيقها من خلال الدين والثقافة.

ووفقا لجوكوي، فإن النهجين سيساعدان على تغيير عملية التفكير الخاطئة نحو الأفضل.

وأضاف “بالنسبة لبرنامج مكافحة التطرف، على سبيل المثال، تشارك السلطات الإندونيسية المجتمعات المحلية والأسر، بما فى ذلك اقارب المدانين الإرهابيين السابقين، بالاضافة إلى المنظمات المجتمعية.”

وفي محاولة لمكافحة التطرف، تدعو السلطات أيضا المواطنين الشباب الذين لديهم عدة أتباع على وسائل التواصل الإجتماعي لنشر رسالة السلام.

ويجب تشجيع رسائل السلام بدلا من رسائل العنف، لأن كل عمل عنيف سيؤدي إلى أفعال أخرى مماثلة.

وقال جوكوى “إن العالم غاضب وحزين لرؤية ضحايا الهجمات الإرهابية في  مناطق مختلفة من العالم مثل فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى.”

كما ينبغي أن يكون العالم قلقا للغاية إزاء ارتفاع عدد الضحايا بسبب الصراعات والأعمال الإرهابية في بعض البلدان، مثل العراق واليمن وسوريا وليبيا.

ومع أن المسلمين ليسوا أكثر الضحايا تضررا فحسب، بل الإرهاب والتطرف يتسببان أيضا في هروب الملايين من بلدانهم بحثا عن حياة أفضل، ويفقد الملايين من الشباب الأمل في مستقبل أفضل.

وقال الرئيس “ان هذا الشرط يجعل الشباب يشعرون بالاحباط والغضب، وقد تظهر هذه المشاعر في وقت لاحق كبذور جديدة للتطرف والراديكالية.”

وفي ختام كلمته، حدد الرئيس جوكوي بعض الاستراتيجيات. أولا، يجب على جميع المسلمين في العالم أن يتحدوا من أجل تعزيز الأخوة الإسلامية، باعتبارهم مفتاح النجاح في مكافحة الإرهاب.

ثانيا، يجب زيادة التعاون من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف، بما في ذلك   تبادل المعلومات الاستخبارية، واستراتيجيات التعامل مع المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وبرامج بناء القدرات.

وقال الرئيس جوكووى “يجب وقف جميع مصادر التمويل وتدفقاته، ونحن نعلم جميعا كم التمويل يذهب الى القاعدة الشعبية فى العديد من الدول فى سياق نشر الايديولوجيات المتطرفة والراديكالية.”

 ثالثا، يجب إعطاء الأولوية للجهود الرامية إلى معالجة السبب الجذري للمشكلة عن طريق إنهاء عدم المساواة والظلم وتعزيز التمكين الاقتصادي.

وقال الرئيس جوكوى “إننى أتمنى أن يكون لكل واحد منا الشجاعة ليصبح جزءا من الحل بدلا من أن يكون جزءا من المشكلة في جهود مكافحة الإرهاب ويجب أن يكون كل واحد منا جزءا من جهود صنع السلام العالمي.”

وفي الوقت نفسه، حث ترامب في خطاب رئيسي في المملكة العربية السعودية الدول الإسلامية على أن تأخذ زمام المبادرة في مكافحة التطرف.

من ناحية أخرى، ألقى نائب الرئيس كالا الضوء على الإسلام المتسامح والمعتدل الذي يمارس في إندونيسيا في الوقت الذي كان يتحدث فيه نحو 150 طالبا واكاديميا فى اكسفورد.

وأوضح أن الإسلام جاء إلى إندونيسيا مع السلام وانتشر من خلال التجارة وليس من خلال الإكراه والحرب.

ومن ثم، فقد تطور الإسلام في إندونيسيا سلميا. في القرن الثامن والتاسع، تم دمج الإسلام مع الثقافة المحلية والحكمة.

“وهكذا، يمارس الإسلام المعتدل في إندونيسيا،”

وكالة معراج للانباء الإسلامية