كمبوديّة مسلمة تتهم “الخمير الحمر” بإجبارها على التخلي عن دينها
الخميس 17 ذو الحجة 1436//1 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الصين
اتهمت كمبوديّة مسلمة من عرقية الـ “تشام”، يوم الثلاثاء الماضي، نظام “الخمير الحمر” (تحاف أحزاب شيوعية حكمت كمبوديا بين عامي 1976 و1979) بإجبارها على التخلي عن دينها.
وجاء اتهام “نو ساتيس” في شهادة أدلت بها أمام المحكمة، في إطار محاكمة يخضع لها مسؤولون سابقون في “الخمير الحمر”، واصفة بدقة المعاناة التي مر بها المسلمون تحت الحكم الاستبدادي لزعيمهم “بول بوت” (تولى رئاسة وزراء كمبوديا 1976-1971، وفرّ إلى الصين وتوفي عام 1998).
وروت “ساتيس” عملية اختطاف والدها وأفراد من أسرتها وقتلهم بدم بارد، قائلة “ادّعوا أنهم سينقلوننا إلى مكان آخر، بدؤوا بالرجال، ثم زوجاتهم وأبنائهم في اليوم التالي”، مضيفة “لقد شارفت على الموت (في عهد بول بوت)، غير أنني تمسكت بالنجاة، لو أنني مت بشكل طبيعي لاعتبرت ذلك نهاية سعيدة، لا أحد يرغب في أن يشد وثاقه، ويقتل”.
وتأتي شهادة الكمبودية المسلمة ضمن سلسلة روايات ناجين من حكم “بول بوت”، والتي رأت النور خلال الأسابيع الماضية، مصدرها أشخاص من عرقية “تشام” وأطراف من المجتمع المدني، فيما تدخل محاكمة كل من “نوون شييا” و “كيو سامفان”، المسؤولين في “الخمير الحمر”، في مرحلة الجرائم التي ارتكبها النظام حينذاك.
وتشمل المرحلة الحالية الاستماع لشهادات مسلمي الـ “تشام” الكمبوديين، لما تعرضوا له من فظاعات على يد “الخمير الحمر”.
وفور وصولهم للحكم في أبريل/نيسان 1975، بدأ “الخمير الحمر” في تطبيق سياسة تجبر المسلمين على التخلي عن معتقداتهم الدينية، فضلا عن ممارسات قسرية ضدهم، كإجبارهم على أكل لحم الخنزير، وقص الشعر، وحرق القرآن الكريم.
وكشفت “ساتيس” خلال تقديم شهادتها للمحكمة، أنها أجبرت، إلى جانب 30 امرأة أخرى، على التخلي عن دينها، وإعلان إنتمائها إلى “الخمير الحمر”، (تشكل عرقية الخمير غالبية سكان كمبوديا)، كسبيل وحيد للبقاء على قيد الحياة.
وروت “ساتيس” حالة الصدمة التي عاشتها حين أجبرت على مشاهدة أشقاءها يموتون موتا بطيئا بسبب الجوع والأشغال الشاقة القسرية، مقابل حصولهم على قليل من الطعام لا يسد الرمق، موضحة “لقد اضطررت إلى البحث عن بعض الخضر وأوراق الأشجار وإطعامهم إياها، لقد كانوا في حالة يرثى لها، في بعض الأحيان شعرت بالرغبة في الانتحار كي لا أشاهد معاناتهم”.
واستقرت مجموعة الـ “تشام” العرقية” بكمبوديا منذ القرن الثاني الميلادي، وأسسوا مملكة “تشامبا”، التي عرفت مع مرور الوقت بـ”فيتنام”، واعتنق أفرادها الإسلام منذ القرن الثامن ميلادي، عبر احتكاكهم بالتجار العرب، والهنود، والفرس، والصينيين المسلمين.
-الأناضول