كهرباء غزة مسؤولية الجميع

د. فايز أبو شمالة

الجمعة 14 ربيع الثاني 1438 الموافق 13 يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

كيف ينام وزير من غزة في فراشه، ولا يؤرقه مصير 2 مليون إنسان فلسطيني منسيين من الكهرباء؟ وكيف ينام مسئول تنظيمي هنا وهناك كل الليل، ولا ينزف وجعاً على حال 2 مليون إنسان يبيتون في العتمة؟ وكيف لا يغضب قائد عسكري برتبة لواء أو عميد على حال غزة؟ وكيف يهون على وكيل وزارة ومدير عام أن يرقد في الصمت لترقد غزة في الظلام؟.

قد يكون منطقياً ألا يتأثر المسئولون في رام الله بمأساة أهل غزة، فمن كان بعيداً عن العين هو بعيد عن القلب، ولكن المدهش أن تصير غزة لا تخص أبناءها وتنظيماتها، الذين يمرون عن احزانها، ولا يمسحون دمعة من مآقيها، فكيف يصير ذلك؟ كيف يترك فلسطيني بيته وبيت أولاده ووالديه رهينة للخلاف السياسي، ولا يبادر إلى اجتماع أو لقاء أو توافق تنظيمي يهدف إلى تجنيب السكان للمناكفة السياسية؟

اقرأ أيضا  أزمة الكهرباء تهدد غزة بالعطش

لا أحد بريء من دماء غزة، فهي تنزف عتمة على مرأى من الجميع، وهي مسئولية الجميع بما فيهم حركة حماس وحركة فتح وتنظيم الشعبية والديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية، والأحرار، وكل من يستشعر بالواجب الأخلاقي والإنساني تجاه 2 مليون إنسان، بعيداً عن الاتهامات المتبادلة، وتحميل المسئولية لهذا أو ذاك، المطلوب هو العمل المشترك تحت خط النار، وتجاوز الانقسام الذي صار مشجباً لكل فشل سياسي واقتصادي واجتماعي وحياتي ونفسي.

فهل ترتقي التنظيمات الفلسطينية والقيادات السياسية إلى مستوى المأساة، ليكفوا عن توزيع الاتهامات، التي تقول: إن شركة توزيع الكهرباء هي المسئولة، لأنها لا تجبي من موظفي حركة حماس!! فهل نقص مليون شيكل أو خمسة من الجباية هو السبب؟

وقد يتساوق البعض مع الإعلام الصهيوني الذي يتهم المقاومة بأنها تضيء الأنفاق، وتترك الناس في العتمة! وهذا اتهام حقير، من العار ترديده خلف الإعلام الصهيوني.

وقد يقول البعض: إن فرض الضريبة المضافة وضريبة البلو على الوقود المشغل لمحطة التوليد هو السبب!!! ومتى كانت محطة التوليد قادرة على الإيفاء بحاجة الناس من الكهرباء؟

اقرأ أيضا  الجهاد الإسلامي: تركيا الأكثر جرأة في الدفاع عن المسلمين

وقد يشير البعض إلى انقطاع خطوط الإمداد من مصر!! وهل كانت مشكلة كهرباء غزة محصورة في 20 ميجا فقط تأتي من مصر؟

غزة أيتها التنظيمات الفلسطينية، وأيها القادة السياسيون كبرت، وتمددت، وازدادت عدة أضعاف، وهي بحاجة إلى 550 ميجا، في الوقت الذي لا يتوفر لها في أحسن الأحوال إلا 200 ميجا، وهذا النقص في الكمية لا يغطيه مليون شيكل هنا وعشرة ملايين شيكل هناك، هذا النقص يغطيه عمل جماعي وطني إسلامي فلسطيني مسئول، يضغط على حكومة التوافق في رام الله لكي تقوم بواجبها الوطني والإنساني تجاه 2 مليون إنسان، يتمنن عليهم مجلس الوزراء بتخفيض نسبة ضريبة البلو، في خطوة يمسح فيها بالزيت على القشور، ويتهرب متعمداً عن معالجة الجذور.

في غزة تجد التنظيمات الفلسطينية حاضرة في المناسبات الاجتماعية، فتراهم يطوفون على بيوت العزاء لتقديم الواجب، ويتركون من خلفهم يافطة كبيرة باسم التنظيم أو باسم المؤسسة، إنها محاولات ساذجة لإثبات الذات، والإعلان عن البقاء على قيد الحياة، والصحيح أن المعالجة الفاعلة لأزمة الكهرباء هي اليافطة الكبيرة التي سترفع اسم أي تنظيم يشارك في حلها، ولا يكتفي بتوزيع الاتهامات هنا وهناك، لإثبات براءته من دم يوسف.

اقرأ أيضا  غزة.. وفد اقتصادي يتوجّه إلى القاهرة لبحث ملفات تجارية مشتركة

أيتها التنظيمات الفلسطينية، فتشوا عن يوسف في كل مكان، لا تملوا، وحين تجدونه، ستكتشفون مكانتكم في قلوب الشعب، ودون ذلك، فالعتمة خاتمة نهجكم السياسي، مهما علت صرخاتكم.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.