كيف كانت النصيحة هي الدين؟
الجمعة 10 محرم 1437//23 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د.محمد أبو صعيليك
سمّى النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة ديناً، وعبر بها عن الدين، مع أن تكاليف الدين كثيرة، وليست محصورة في النصح وحده، ولذا فما مراد النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك؟ أجاب أهل العلم عن ذلك بأجوبة من:
1- قال الحافظ ابن حجر: “يحتمل أن يحمل على المبالغة؛ أي معظم الدين النصيحة كما قيل في حديث: (الحج عرفة)”.
2- قال أيضاً: “ويحتمل أن يحمل على ظاهره؛ لأن كل عمل لم يرد به عامله الإخلاص فليس من الدين”.
3- يقول الحافظ ابن رجب: “فهذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل عليه السلام، وسمّى ذلك كله دينا”.
كيف تكون النصيحة لكتاب الله؟
والنصيحة لكتاب الله هي أيضاً وصف بالكمال، ويندرج تحتها ما يلي:
1- (الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق).
2- تعظيمه.
3- تعلمه، وتعليمه، وإقامة حروفه في التلاوة، وتحريرها في الكتابة، وتفهم معانيه، وحفظ حدوده، والعمل بما فيه، وذب تحشير المبطلين عنه.
كيف تكون النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
والنصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصف بالكمال؛ لأنه معصوم بعصمة الله عن الوقوع في المعصية، ويمكن أن يندرج تحت نصح المؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم ما يلي:
1- تصديقه على الرسالة.
2- الإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه.
3- نصرته حياً وميتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه.
4- إعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته.
5- بث دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها.
6- إحياء سنته بنشرها وتصحيحها، ونفي التهم عنها، وانتشار علومها، والتفقه في معانيها، والإمساك عن الخوض فيها بغير علم، والدعاء إليها، والتلطف في تعاليمها، وإظهار تعظيمها، وإجلالها، وإجلال أهلها من حيث انتسابهم إليها، والتأدب بآذابه عند قراءتها.
7- محبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته ، أو تعرض لأحد من أصحابه، ونحو ذلك.
كيف تكون النصيحة لأئمة المسلمين؟
والنصح واجب لأئمة المسلمين، وهو تكميل نقص؛ لأنه يجري عليهم القصور، فليسوا بمعصومين من الزلل والخطأ، ولكن ما المقصود بأئمة المسلمين؟
لعلمائنا في هذه مذهبان، هما:
1- أنهم الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمر المسلمين من أصحاب الولايات، وهذا هو المشهور.
2- أنهم علماء الدين وأئمة الاجتهاد.
أما النصيحة لولاة الأمور من الحكام الشرعيين، فيندرج تحتها ما يلي:
1- معاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه.
2- تنبيههم عند الغفلة.
3- سد خلفتهم عند الهفوة.
4- جمع الكلمة عليهم.
5- رد القلوب النافرة إليهم.
6- دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن.
وأما النصيحة لأهل العلم، فيندرج تحتها الأمور التالية:
1- بث علومهم.
2- نشر مناقبهم.
3- تحسين الظن بهم.
4- قبول ما رووه.
5- إجلالهم، وتوقيرهم، والوفاء بما يجب لهم على الكافة من الحقوق التي لا تخفى على الموفقين.
السبيل