كيف نزرع قيما أخلاقية في طلابنا؟
السبت 12 صفر 1438 الموافق 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.
إن القيمَ الأخلاقية نستمدُّها من القرآن الكريم والسُّنَّة المُطهَّرة؛ حيث وجَّهَنا كتابُنا العظيم إلى القدوة التي نَحتَذِي بها.
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
فرسولُنا الكريم حَمَل أسمى القِيَم الأخلاقية؛ من بَشَاشةٍ، وتواضع، وكلام طيِّب، وحفظِ كرامةِ الآخَرين، والكثيرَ الكثيرَ من القيم الأخلاقية، التي نتمنَّى أن نغرِسَها في طلابنا، والأخلاق في الإسلام قاسَمٌ مشترَك بين أَوْجُهِ الحياة الاجتماعية والتربوية، كما أن من أبرز قواعد الإسلام: ثباتَ القيم التي يَنْتُج عنها ثباتُ الأخلاق، والالتزام الأخلاقي هو قانون أساسيٌّ يمثِّل المِحْور الذي تدور حوله القيم الأخلاقية.
لذا؛ فإنه يجب أن يكون هدفُنا الأسمى في تعليمِنا هو بناءَ القيم الأخلاقية، وألَّا نُرَكِّزَ فقط على بناء المعارف، وكلَّما كنَّا نبني قِيَمًا في طلَّابنا، كان لتعليمنا أثرٌ واضح في أخلاقيَّات مجتمعِنا، وصار لتعليمنا أهدافٌ سامية، وباعتبار أن المعلِّم هو أكثرُ أفراد منظومة التعليم تأثيراً في الطالب، فهذا يحمِّلُه أمانةً أعظمَ تتعدَّى نقلَ المعرفة إلى بناء القيم.
فالمعلِّم قدوةٌ لطلَّابه شاء أم أَبَى، والطالب ما هو إلَّا أرضٌ خَصْبةٌ، يزرع ويغرس فيها المعلِّم ما يريد، فليُحْسِنِ الغِراسَ حتى نجنيَ أطيبَ الثِّمار.
فعندما يحترم المعلِّم طلابه، فهو يُشْبِع حاجتَهم لتقدير الذَّات، ويزرع فيهم احترامَ الغير، وعندما يتميَّز المعلم بالالتزام بواجباته، فهو يزرع فيهم تقديرَ المسؤولية، فلْنعلِّمْهم الكلامَ الطيِّب، والبشاشة، وحفظ كرامة الآخرين من خلال القدوة الحسنة، ولْنجعلْ قِيَمَهم ومبادئَهم هي ما يُوجِّههم، فكلَّما كان الفرد محافظًا على قِيَمه ومبادئه، وكانت مُحَرِّكًا لأفعاله، كان إنسانًا في غاية الرُّقيِّ، يتمتَّع بسموِّ الأخلاق، فعندما يقدِّم الطالب مساعدةً لزَميلِه، ويكون دافِعُه حبَّ مساعدةِ الغير، وامتثالًا لقول رسولنا الكريم: ((خيرُ النَّاس أنفعُهم للناس))، يجعله ذلك عُضوًا فاعلًا ومؤثِّرًا في مجتمعِه، وفقا للألوكة.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.