لباس المرأة
السبت 9 شوال 1436//25 يوليو/تموز 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الكاتب : يوسف بن عبد اللّه الأحمد
أراد الشيخ أن يبدأ مجموعة مقالاته الرائعة والتي كانت في الأصل محاضرة بمقدمة تلخص أهم وأبرز النقاط ويوضح فيها منهجه أيضاً، وكما قيل المقدمة أخر ما يكتب وأول ما يقرأ.
أولاً: أعلم أن ما سأطرحه في هذه المقالات عن لباس المرأة قد يكون ثقيلاً على شريحة كبرى من النساء اللواتي نشأن على شيء من التساهل في اللباس والحجاب؛ ولذلك فإني آمل من الجميع أن تتهيء نفوسهم لقبول الحق بدليله، وآمل أيضاً أن تتهبأ النفوس لتطبيق الحق والعمل به، وإن كان مخالفاً لما اعتادته المرأة ونشأت عليه.
وربما كان سماع جزء من المحاضرة مخل بفهم الموضوع، فأدعو كل من بدأ بسماعها أن يكمل سماعها حرصاً على سلامة الفهم.
ثانياً: انتشر في السنوات الأخيرة في أوساط النساء مظاهر خلل كبير في اللباس، وبدأت الأسواق تلفظ ألواناً من الألبسة السيئة، والعباءات المتبرجة.
وكل ملاحظ لواقع النساء يرى سرعة التغير، ثم تزايدت هذه المخالفات الشرعية، وألفها كثير من النساء بسبب الجهل، أو كثرة المساس، وكثرة المساس تميت الإحساس كما يقال.
وأصبح نقص الوعي في أحكام لباس المرأة سمة عامة بين النساء حتى بين كثير من الصالحات.
فأردت بهذه المقالات: إبراء الذمة، والإعذار إلى الله، و محاولة الإصلاح مما حل بواقع النساء.
ثالثاً: أن هذا الموضوع وإن كان خاصاً بالنساء، إلا أن فهم الرجال له لا يقل أهمية، فقد تبين لي أن من أهم أسباب الانحراف في اللباس بين النساء هو الرجل؛ إما لجهله أو إهماله.
رابعاً: أن الله – تعالى – جبل المرأة على حب الزينة، والعناية بالمظهر؛ ولذلك أباح الشرع لها الذهب والحرير وغيرهما دون الرجال إشباعاً لهذه السمة التي فطرها الله عليها.
إلا أن شدة العاطفة، والرغبة في التقليد قد تزيد المرأة عن حد المباح فتقع في المحرم استجابة لهوى النفس، وداعي الشيطان. فكان هذا الموضوع تذكيراً وتحذيراً.
خامساً: أن الأصل في الألبسة هو الحل والإباحة إلا ما دل الدليل على تحريمه. والدليل على هذا الأصل قوله – تعالى -: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً. وقوله – تعالى -: ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)) (الأعراف: 32).
وما سأذكره في هذه المقالات هو ما دل الدليل على منعه والحذر منه، أما ما عداه فباق على أصل الحل و الإباحة.