لماذا أقرأ القرآن ( نيات قراءة القرآن )

لماذا أقرأ القرآن ( نيات قراءة القرآن ) www.djelfa.info
لماذا أقرأ القرآن ( نيات قراءة القرآن )
www.djelfa.info

الجمعة،7محرم1436 الموافق31أكتوبر/تشرين الأول2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
الشيخ ندا أبو أحمد
من فضائل شهر رمضان أن الله – عز وجل – أنزل فيه القرآن، كما قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

فرمضان هو شهر القرآن، وقد كان جبريل – عليه السلام – يدارس النبي – صلى الله عليه وسلم – القرآن في رمضان.

كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: “كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل – عليه السلام- يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة”.

قال ابن رجب – رحمه الله -:
دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له؟ وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.

وهكذا كان حال السلف مع القرآن في رمضان:
فها هو الإمام مالك – رحمه الله -: إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن في المصحف.

وكان قتادة – رحمه الله -: يختم القرآن في كل سبع ليال دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث وفى العشر الأخير منه في كل ليلة.

وكان الشافعي – رحمه الله -: يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمه.

ويبقى السؤال: لماذا أَقْرأُ القرآن؟ ما هي النِيَّات التي استحضرها عند قراءتي للقرآن؟

والجواب:
1- أَقْرأُ القرآن لأنه شفاء:
قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ﴾ [الإسراء: 82].

وأخرج البخاري عن عائشة – رضي الله عنها -: “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أَقْرأُ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها”.

2- أَقْرأُ القرآن لأن الله – تعالى – يُفرِّج به الهم، ويُذْهِب به الغموم:
أخرج الإمام أحمد وابن حبان بسند صحيح صححه الألباني أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “ما أصاب أحداً قط همُّ ولا حزنٌ، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو علَّمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همِّي؛ إلا أذهب الله همَّهُ وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً. فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمها، فقال: بلى. ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها”.

3- أَقْرأُ القرآن لأنه سبب لنزول السكينة وغشيان الرحمة:
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
“ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمَن عنده”.

4- أَقْرأُ القرآن حتى يكون نوراً لي في الدنيا وذخراً لي في الآخرة:
فقد أخرج ابن حبان بسند حسن عن أبي ذر – رضى الله عنه – قال: “قلت: يا رسول الله أوصني، قال: عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء”.

5- أَقْرأُ القرآن حتى يُزاد لي في الإيمان:
فمَن أراد زيادة الإيمان يوماً بعد يوم فعليه بكتاب الله، فقد قال تعالى: ﴿ َإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً ﴾ [الأنفال: 2]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [التوبة: 124].

وفى “نزهة الفضلاء” (1/ 383) يقول جندب – رضى الله عنه -: “كنا غلماناً حزاورة مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلَّم القرآن ثم تعلَّمنا القرآن فازددنا به إيماناً”.

• الحزاورة: جمع حزور، وهو الغلام إذا قارب البلوغ.

6- أَقْرأُ القرآن حتى لا أُكْتَب من الغافلين:
فقد أخرج الحاكم عن أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “مَن قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ولو قرأ مائة آية كُتِبَ من القانتين”.

اقرأ أيضا  مسلمو فرنسا ينددون بمقال يدعو لإبطال سور من القرآن الكريم

فقد أخرج الحاكم أيضاً عن أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “مَن حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يُكْتَب من الغافلين، ومَن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين”.

7- أَقْرأُ القرآن حتى أتحَّصل على جبال من الحسنات:
فقد أخرج الترمذي عن عبدالله بن مسعود – رضى الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ال-م حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”[1].

8- أَقْرأُ القرآن لأنه خير من الدنيا وما فيها:
إذا فرح أهل الدنيا بدنياهم، وأهل المناصب بمناصبهم، وأهل الأموال بأموالهم، فجدير أن يفرح حامل القرآن بكلام الله الذي لا توازيه الدنيا بكل ما فيها من متاع زائل.

أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
“أيحبُّ أحدُكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان؟ قلنا: نعم. قال: فثلاث آيات يقرأ بهم أحدكُم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان”.

وأخرج مسلم عن عقبة بن عامر – رضى الله عنه – قال: “خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن في الصفة، فقال: أيكم يحبُّ أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْن في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا يحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعْلمُ أو فيقرأُ آيتين من كتاب الله – تعالى – خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ من ثلاث، وأربعٌ خيرٌ من أربع ومن أعْدادِهن من الإبل”.

• بُطْحَانَ: موضع بالمدينة – الكَوْمَاءُ: هي العظيمة السنام من الإبل.

9- أَقْرأُ القرآن حتى يفتح على أبواب الخير الكثيرة:
فقد أخرج الترمذي عن أنس – رضى الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَن قرأ “قل يا أيها الكافرون” عدلت له ربع القرآن، ومَن قرأ “قل هو الله أحد” عدلت له ثلث القرآن”[2].

وفي “صحيح البخاري ومسلم” أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “َمن قرأ الآيتين من أخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”.

وأخرج الإمام أحمد و النسائي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَن قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة”[3].

وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
“مَن قرأ “قل هو الله أحد” حتى يختمها عشر مرات بنى الله له بيتاً في الجَنَّة” (صحيح الجامع: 6472).

10- أَقْرأُ القرآن حتى يُحِبُّني الله – عز وجل – وأكون من أهله:
فقد أخرج الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها -:
“أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن: فأنا أحب أن أَقْرأُ بها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أخبروه أن الله يحبه”.

فإذا أحبك الله أصبحت في معيته الخاصة وصرت من أهله وخاصته:
أخرج النسائي وابن ماجه عن أنس – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
“لله من الناس أهلون، قالوا: مَن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته”.

فإذا كان أهل القرآن كذلك فإن الله – عز وجل – يكرمهم.

انتبه!… فإن قراءتك في المصحف سببٌ لمحبتك لله ورسوله:
فقد أخرج البيهقي وأبو نعيم عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “مَن سَرَّه أن يُحبَّ الله ورسوله؛ فليقرأ في المصحف”.

11- أَقْرأُ وأتعلَّم القرآن حتى أكون من خير الناس:
فقد أخرج البخاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
“خيرُكُم مَن تعلَّم القرآن وعلمه”.

12- أَقْرأُ القرآن وأحافظ على قرآته حتى لا أردّ إل أرذل العمر:
فقد أخرج الحاكم عن ابن عباس – رضي الله عنهما -: “مَن قرأ القرآن لم يُرد إلى أرذل العمر، وذلك قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ﴾ [التين: 5-6]، قال: الذين قرؤوا القرآن”.

اقرأ أيضا  طريقة القرآن الكريم في الهداية

13- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى أحفظ من فتنة الدجال:
فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مَن حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال”.

14- أَقْرأُ القرآن حتى أكون سبباً في رحمة والداي:
فقد أخرج الحاكم عن بريده الأسلمي قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “مَن قرأ القرآن وتعلَّمه وعمِل به أُلْبِس والداه يوم القيامة تاجاً من نور، ضوءُه مثل ضوء الشمس، ويُكسي والداه حُلَّتَين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كُسِينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدِكُما القرآن”.

15- أَقْرأُ القرآن حتى أحفظ من الزيغ والضلال:
فقد أخرج الحاكم والترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما-: “أن النبي – صلى الله عليه وسلم – خطب الناس في حجة الوداع، فقال: إن الشيطان قد يئس أن يُعْبَد في أرضكم، ولكن يرضى أن يطاع فيما سوى ذلك ممَّا تحقِّرون من أعمالكم فاحذروا، إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه”[4].

16- أَقْرأُ القرآن حتى أنجو من فتنة القبر:
فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود – رضى الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر”[5].

وأخرج الحاكم بسند حسن عن عبدالله بن مسعود – رضى الله عنه – قال: “يؤتى الرجلُ في قبره فتؤتَى رجلاه، فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قِبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك، ثم يؤتى من قِبَل صدره – أو قال: بطنه – فيقول: ليس لكم على ما قِبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك، ثم يؤتى من قِبل رأسه فيقول: ليس لكم على ما قِبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك فهي المانعة تمنع عذاب القبر، وهى في التوراة سورة الملك مَن قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب”.

وأخرج البخاري عن سمرة بن جندب – رضى الله عنه – قال: “أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا صلَّى صلاة – وفى لفظ: صلاة الغداة – أقبل علينا بوجهه، فقال: مَن رأى منكم الليلة رؤيا؟ قال: فإن رأى أحد (رؤيا) قصَّها، فيقول: ما شاء الله، فسألنا يوماً فقال: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قلنا: لا. قال: لكن رأيت الليلة رجلين أتياني (فساق الحديث وفيه) فانطلقت حتى أتينا على رجل مضجع، وإذا أخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إلى الرجل حتى يصبح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى، فقلت: سبحان الله! ما هذا؟ فقالا لي انطلق (فذكر الحديث وفيه) أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فهو رجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة”.

أَقْرأُ القرآن و أحافظ على قرآته حتى يستقبلني القرآن عند خروجي من القبر: فقد أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن بريدة – رضى الله عنه – قال: “كنت جالساً عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فسمعته يقول: تعلَّموا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة، قال: ثم مكث ساعة، ثم قال: تعلَّموا سورة البقرة و آل عمران فإنها الزهراوان، يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك، القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسي والده حُلَّتَين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بما كُسِينا هذه، فيقال: بأخذ ولدِكُما القرآن، ثم يقال له: اقْرَأْ واصعد في درجة الجَنَّة وغرفها، فهو في صعود مادام يقرأ هذا كان أو ترتيلاً”.

17- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى أنجو من عذاب النار:
فالعبد يسعى بكل ما يستطيع لكي ينجو من عذاب النار، وقد كتب الله – تعالى – لمَن حفظ القرآن ابتغاء وجهه ألا تحرقه النار.

فقد أخرج البيهقي عن عصمة بن مالك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “لو جمع القرآن في إهابٍ ما أحرقه الله بالنار”.

أخرج الدارمي عن عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “اقرءوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلباً وعى القرآن، وإن هذا القرآن مأدبة الله، فمَن دخل فيه فهو آمن، ومن أحبَّ القرآن فليبشر”.

اقرأ أيضا  اجتنبوا أم الخبائث

18- أَقْرأُ القرآن وأحافظ على قرآته حتى يشفع لي يوم القيامة:
أخرج ابن حبان عن جابر – رضى الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “القرآن شافعٌ مُشفَعٌ وماحلٌ مُصَدَّقٌ، مَن جعله إمامه قاده إلى الجَنَّة، ومَن جعله خلف ظهرِه ساقه إلى النار”[6].

• ماحلٌ: ساع، وقيل: خصم مجادل.

19- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى يكون سبيل لدخول الجَنَّة – إن شاء الله تعالى.
أخرج الطبراني في “الأوسط” عن أنس – رضى الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجَنَّة وهى تبارك”.

20- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى أرتقي في أعلى الدرجات في الجَنَّة: بل يرتقي الإنسان في الجنة بقدر حفظه للقرآن.
فقد أخرج أبو داود والترمذي عن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “يقال لصاحب القرآن: اقراْ وارقَ ورتِّل كما كنت تُرتل في الدنيا، فإن منزلكَ عند آخر آية تقرأ بها”.

قال ابن حجر الهيثمي كما في “الفتاوى الحديثة” (156):
الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لا بمن يقرأ بالمصحف، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ولا يتفاوتون قلة وكثرة، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب فلهذا تفاوتت منازلهم في الجَنَّة بحسب تفاوت حِفْظِهم.

قال أبو سليمان الخطابي في “معالم السنن”:
جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجَنَّة، فيقال للقارئ: “ارْقَ في الدَّرج على قدر ما كنت تقرأ في آي القرآن”. فمن استوفى جميع القرآن استولى على أقصى درج الجَنَّة في الآخرة، ومَن قرأ جزءاً منه كان رقِيُّه في الدرج على قدر ذلك؛ فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة.

21- أَقْرأُ القرآن حتى أكون في أعلى الجنات مع السفرة الكرام:
فحين يفتخر أهل الدنيا بانتسابهم إلى العظماء والوجهاء والأغنياء، فإن حافظ القرآن يفتخر بأنه سيكون مع السفرة الكرام البررة الذين اختارهم الله عز جل، وشرَّفَهم بأن تكون بأيديهم الصحف المطهرة، كما قال رب العالمين في كتابه الكريم: ﴿ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴾ [عبس: 13-15].

فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وَيَتَتَعْتَعْ فيه وهو عليه شاق له أجران”.

وبعد هذا الشرف والتكريم الذي ناله أهل القرآن يتضح لنا قول الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم -: الثابت في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عمر- رضي الله عنهما – أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يَتَصَدَّق به آناء الليل وآناء النهار”.

وفى “صحيح البخاري” عن أبي هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ علَّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثلما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجلٌ: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثلما يعمل”.

فهيا لنكون من أهل القرآن، وهذه هي التجارة مع الله المضمونة الرابحة، والتي يعطى الله عليها من فضله الكريم وعطائه الذي لا ينفد.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29- 30].

________________________________________
[1] (صحيح الجامع: 6469).
[2] (صحيح الجامع: 6466).
[3] (صحيح الجامع: 6468).
[4] (لصحيحة: 4/356-357).
[5] (صحيح الجامع: 3643).
[6] (صحيح الجامع: 4443).

المصدر: الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.