“لواء الاستيطان”… أداة جديدة للاستيلاء على أراضٍ في الضّفة
الضفة (معراج) – ظل شكل السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية عبر أعوام احتلال الضّفة الغربية يمر عبر الأوامر العسكرية وأراضي الدولة وغيرها من الأساليب، لكنّ خطّ السيطرة هذا يدخل عليه اليوم ما يسمّى بلواء الاستيطان الذي يضمّ مجموعات من المستوطنين ذات ارتباط بالحكومة الإسرائيلية.
وأعلن هذا اللواء مؤخرا لأوّل مرة، نيّته السيطرة على نحو 50 دونمًا من أراضي فلسطينية خاصّة لصالح مستوطنة “معاليه رحفعام” شرق بيت لحم، وفقا لما أفادته “صفا”
ويقول ممثل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حسن بريجية إن “اللواء” المذكور جرى تشكيله من جانب مجموعة من المستوطنين بدعم من وزارة الإسكان الإسرائيلية، لافتًا إلى أنّهم يقرّرون السيطرة على الأرض الفلسطينية بطرق مختلفة، كاستيلاء مستوطن على قطعة أرض والسّكن فيها وزراعتها، ويجري رفع الأمر لاحقًا إلى وزارة الإسكان التي تفرضها على الحكومة الإسرائيلية.
ويضيف بريجية “بدأ المستوطنون مؤخرًا بأساليب سيطرة جديدة على الأرض الفلسطينية، منها رشوة الوزراء أو قيادات الجيش وابتزازهم للحصول على قرارات من المستوى السياسي، كما جرى من ضغط على نتنياهو في زيارته لتجمع “جوش عتصيون” الاستيطاني، وحصولهم على قرار بوقف هدم بعض الوحدات الاستيطانية أقيمت بشكل مخالف لقرارات الحكومة في مستوطنة “سيدي بوعز” المقامة على أراضي بلدة الخضر.
وشير إلى أنه “عندما يكون الوضع غير قانوني حسب المعايير الاستيطانية، ولا يلائم احتياجات الحكومة ولا يتوافق مع قوانين الجيش يلجأ اللواء إلى الحكومة التي تعلنها أراضي دولة”.
ويلفت إلى أنّ مستوطنين يستولون على الأرض الخاصة في كثير من الأحيان، ويستغلون ثغرات في القانون؛ كعدم اعتراض المالك على السيطرة خلال شهر من الاستيلاء عليها، ليبقى الاعتراض بعدها حبيس جلسات المحاكم لسنوات.
ويكشف بريجية عن أنّ النّشاط الأول لهذا اللواء جرى في مستوطنة “معاليه رحفعام” القريبة من مستوطنة “نوكديم تكواع” التي يسكنها وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، لافتا إلى أنّ النّشاط يجري في مربع “ليبرمان” في إشارة إلى الإسناد الحكومي المدعوم به هذا السلوك.
تبييض الأرض الفلسطينية
من جانبه، يشير الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش لوكالة “صفا” إلى أنّ سلطات الاحتلال أقرّت ومنذ زمن قديم مخططا هيكليا منفردا لكلّ مستوطنة، ويجري تطبيق المخطّطات على الأرض من جانب المستوطنين اليوم على مراحل، وتشتمل المخططات على أراض خاصّة لا يعلم أصحابها شيئا عن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مصادرتها.
ويوضح بأنّ هذا السلوك يعبّر عن مشروع الاستيطان الأخير، القاضي بتبييض الأرض الفلسطينية وجعلها مستباحة أمام التوسّع الاستيطاني دون أيّة حدود، ما يعطي المستوطنين ضوء أخضر للاستيلاء على المزيد من الأراضي الخاصة، وتضمن الحكومة عدم أحقيّة أحد في الاعتراض عليها.
ويؤكّد حنتش أنّ هذا نهجا جديدا لدى المستوطنين، يتمثل بوضع اليد على الأرض الفلسطينية الخاصّة، والاستعانة بالحكومة لإقرار الأمر، بدلا من معادلة السيطرة التقليدية المتمثلة بوضع الحكومة اليد على الأرض الفلسطينية وتحويلها لاحقا إلى المستوطنين.
وحول تفاعل المستوى الرسمي الإسرائيلي مع مطالب المستوطنين المخالفة للعرف الاستيطاني القديم، يقول حنتش ” معروف تماما أنّ الحكومة الحالية هي حكومة مستوطنين، والجيش والحكومة لا يستطيعان معارضة أنشطتهم”.
ويبين بأنّ تغوّل المستوطنين في هذه المرحلة وصل حدّ قطع المسافات، واقتحام أرض المواطن الفلسطيني أو حتّى بيته والاعتداء عليه.
وكالة معراج للأنباء