مؤتمر حوار أديان الدوحة.. دعوة لصيانة كرامة الإنسان

الدوحة(معراج) – تناولت الجلسة الافتتاحية من مؤتمر الدوحة الثالث عشر لحوار الأديان، بالعاصمة القطرية الدوحة، قضية حقوق الإنسان في الأديان، وفق الأناضول.

وانطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر الدوحة الثالث عشر لحوار الأديان، تحت شعار “الأديان وحقوق الإنسان”.

وينظم المؤتمر، مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، على مدى يومين، بحضور 500 مشارك من 70 دولة.

ونوه المتحدثون في الجلسة بأن الأديان رعت حقوق الإنسان، وكانت وما زالت قيما ثابتة.

وفي هذا السياق، قال المفكر التونسي عبد الفتاح مورو، خلال كلمته بالجلسة، إن “العالم أمام واقع مرير، حيث تنتهك فيه حقوق الإنسان بشكل مريع”.

وطالب مورو، العالم بدعم تلك القيم الحقوقية، من أجل صيانة كرامة الإنسان في مختلف مناطق العالم.

وأضاف أن “القيمة الإنسانية بشكل عام بدأت مع الأديان، ولذلك فإن الدين يحرم على الإنسان أن يهين أخاه الإنسان، ويطالب باحترام حقوقه، وبألا يذله أو يعتدي عليه، لأنه كائن رفيع وسام، كرمه الله تعالى”.

وأوضح أن “كافة المتدينين في العالم يقفون صفا واحدا ضد كل من يحاول الفرقة والاعتداء على الآخرين، فالأديان متحدة حول قيمة الإنسان”.

من جهته، اعتبر إبراهيم بن صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، أن حقوق الإنسان “تُعدُّ من أهم القضايا، الدينيةِ والإنسانيةِ الأكثرِ إلحاحًا، ليس فقط لتعزيزِ تلك الحقوق (…) وإنما كذلك لمواجهةِ الانتهاكاتِ السافرة، التي تتعرضُ لها هذه الحقوقُ، والتي من الـمُفتَرضِ أن تكونَ من بَديهيَّاتِ الأمور”.

وأضاف “باتَ واضحًا للعَيان، أن التصدي لانتهاكاتِ حقوقِ الإنسان، قضيةٌ كبرى، لا تُقَوَّمُ بتشريعاتٍ دُوليةٍ فحسب، ولا بنصوصٍ ومواعظَ دينيةٍ فقط؛ وإنَّما تحتاجُ إلى عملٍ جاد، تتضافرُ فيه كلُّ تلك الجهود”.

ودعا النعيمي، القياداتُ الدينية، والمؤسساتُ المدنية، إلى التشارك في مسؤولية التصدي إلى هذه الانتهاكات، “فيلتقي كلٌّ من التوعيةِ والإيمان، مع التشريعاتِ والقوانين”.

وتابع أن “الاستقرارَ والسلامَ بمفهومِه الإنسانيِّ الشاملِ للعالمِ كلِّه، لن يتحقَّقَ إلا بتحقُّقِ السلامِ الإنسانيِّ الشخصيِّ لكلِّ إنسان، من خلالِ المحافظةِ على حقوقِه وصيانتِها”.

بينما أشار مالخاس سونغولا شفيلي، مطران وأسقف تبليسي، أستاذ في علم اللاهوت المقارن في جامعة “إيليا” الحكومية في جورجيا، إلى أن “المسيحيين والمسلمين قاموا بحماية حقوق الإنسان، وحان الوقت أن نظهر تضامنا أكبر مع بعضنا البعض، ليس فقط مع دياناتنا ولكن مع الجميع”.

ودعا شفيلي، لتضامن الأديان فيما بينها، “لأن ذلك سيكون فعالا أكثر عندما يحمي المسلمون حقوق المسيحيين، ويحمي المسيحيون حقوق المسلمين واليهود أيضا”.

وتابع الأسقف الجورجي، “سنحاكم في المستقبل، ولكن ليس على أساس التكنولوجيا أو الفلسفة، وإنما على كيف أظهرنا تضامننا وتعاطفنا مع أخينا الإنسان الذي انتهكت حقوقه وكرامته وحريته…”.

وأضاف “هذه هي رسالتنا كديانات سماوية. علينا أن نحمي حقوق الإنسان لكل الديانات”.

فيما تطرق الحاخام ريفن فيرستون، أستاذ جامعي فى كلية الاتحاد العبرية، إلى “أن كل الديانات توفر دعما للقيم العليا، وحماية الكرامة، والحقوق الإنسانية بغض النظر عن العرق أو الدين”.

ونوه فيرستون، “بتعرض أصحاب الديانات السماوية من المسلمين والمسيحين واليهود، للمعاناة بسبب دينهم فى أماكن مختلفة”.

وشدد على انفتاحه كمواطن أمريكي على نقد سياسة بلاده، التى تشهد تمييزا ضد المسلمين والملونين.

كما انتقد فيرستون، إسرائيل وتعاطيها مع المسلمين والمسيحيين ورفضها اللاجئين الأفارقة.

وطالب بـ”ضرورة معاملة جميع البشر باحترام حتى وقت الخلاف، ولابد من تبادل الآراء ووجهات النظر لتحقيق مزيد من التفاهم والاحترام المتبادل”.

وكالة معراج للأنباء

اقرأ أيضا  الأثر الحضاري لمسلمي أمريكا اللاتينية في المنطقة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.