مؤتمر مكة المكرمة يوصي بإقامة لقاء عالمي لمواجهة الإرهاب

مؤتمر مكة المكرمة الخامس عشر - al-madina.com -
مؤتمر مكة المكرمة الخامس عشر – al-madina.com –

الأربعاء، 7 ذو الحجة 1435 الموافق 1 أيلول / سبتمبر 2014 وكالة معراج للأنباء (مينا)

السعودية – مكة المكرمة

طالب مؤتمر مكة المكرمة الخامس عشر بإنشاء كراسي علمية لنشر الثقافة الإسلامية، وتقديم صورة حقيقية عن الحضارة الإسلامية ومنجزاتها في شتّى المجالات، مع أهمية التعريف بما يكتنزه الإسلام من أحكام تستنقذ البشرية من دائها، وتشجيع العقول المسلمة المهاجرة في نشر الثقافة الإسلامية، والإسهام في بناء التنمية المستدامة في البلدان الإسلامية.

وأوصى المؤتمر الذي اختتم أمس بإقامة مؤتمر عالمي يعنى بمكافحة الإرهاب، وإبراز واجب العلماء والمثقفين المؤهلين في بيان الإسلام الصحيح، والتحذير من خطر الانحراف عن وسطيته إلى الإفراط والغلو أو التفريط، في حين أشاد المشاركون بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعدّوها من وثائق المؤتمر الأساسية.

ونوه المشاركون بالجهود التي بذلتها السعودية في جمع كلمة المسلمين، والحرص على تضامنهم، وإبعادهم عن الطائفية المقيتة، والتخفيف من الأزمات التي يمرون بها، وجهودها في محاربة الإرهاب والتطرف والغلو، داعين الدول الإسلامية إلى الاقتداء بالسعودية في الاهتمام بالإسلام عقيدة وشريعة، والعمل بأحكامه، والانفتاح على الأمم والشعوب الأخرى، بما لا يتعارض مع كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، حاثين الأمة الإسلامية قادة وشعوبًا على التعاون العملي في مواجهة الإرهاب والتطرف والطائفية، والاستفادة من تجربة السعودية الرائدة.

اقرأ أيضا  أوباما مخاطباً المسلمين: أي هجوم على أي ديانة هو هجوم على جميع الأديان

وشدد المؤتمر في بيانه الختامي المؤسسات الإسلامية والثقافية إلى تعميق وعي المسلمين بضرورة تطبيق الإسلام الصحيح في حياتهم والمحافظة على الهوية الإسلامية، والاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام، بمفهومه الشامل، والتأكيد على أثره في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية، وصون كرامة الإنسان.

كما أوصى كذلك على تثقيف الناشئة بالثقافة الإسلامية الصحيحة بما سار عليه سلف الأمة الصالح، وتحصينهم من الآراء المتطرفة والثقافات الحزبية والطائفية المفرقة، وكل ما يدعو إلى الغلو والإرهاب والانحلال الأخلاقي، فالأمة الإسلامية أمة وسط.

وطالب المؤتمر بالاهتمام بنشر اللغة العربية بعدها الوعاء الجامع للثقافة الإسلامية، والتوسع في إنشاء معاهد ومؤسسات تعتني بتدريس علومها، وتشجيع الترجمة من العربية وإليها، والسعي إلى جعلها اللغة الأساسية في البلدان الإسلامية، وتعليم العلوم النظرية والتطبيقية بها، وتشجيع استخدامها في البرمجة الحاسوبية والتكنولوجيا الحديثة.

وأوصى بتوزيع ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات المختلفة على المسلمين وغيرهم، والتحذير من الترجمات غير الصحيحة، وتشجيع ترجمة المضامين الثقافية في الكتب والإنترنت والمعروض منها على الفضائيات، إلى اللغات المختلفة وإعداد منهج جامع لمادة الثقافة الإسلامية، ودعوة رابطة الجامعات الإسلامية إلى التعاون مع الجامعات على إنجازه، وتدريسه، وترجمته إلى اللغات الحية، إسهامًا في نشر ثقافة تتفق منطلقاتها ومخرجاتها مع أسس الإسلام.

اقرأ أيضا  واشنطن: الحديث عن ''مناطق آمنة بسوريا'' لمحاربة داعش فقط

واقترح وضع استراتيجية شاملة للثقافة الإسلامية، تجتمع عليها الأمة المسلمة، وإصدار موسوعة معرفية عن الثقافة الإسلامية ومقوماتها وأهدافها وتحدياتها، يشترك في إعدادها صفوة من العلماء والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات، ودعوة رابطة العالم الإسلامي إلى تكوين فريق متخصص لذلك بالتعاون مع الجامعات والجهات المتخصصة وحشد الطاقات للتعريف بالثقافة الإسلامية، والذود عنها، وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية لزيادة المحتوى الثقافي الإسلامي على شبكة الإنترنت.

ودعا المؤتمر الدول الإسلامية لدعم المؤسسات الثقافية في العالم لرصد الحملات الإعلامية على الإسلام، ومعرفة دوافعها، ووضع استراتيجيات مناسبة للتصدي لها، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، ليتعرف العالم على مبادئه العظيمة، ومواجهة حملات «الإسلاموفوبيا»، التي تشوه الإسلام والمسلمين، والتعاون في تحقيق النهضة الإسلامية الشاملة، التي تستهدف الخروج من التخلف والضعف إلى الشهود الحضاري من خلال الاعتناء بالتعليم، والتربية، والتثقيف، وزيادة الإنتاج، ورفع الكفايات، ومحاربة الجهل والأمية.

وأكد البيان الختامي للمؤتمر على أهمية ربط الأجيال بالثقافة الإسلامية في جانبها الشرعي، وبالعلماء الراسخين لضمان سلامتها من الانحراف، والإفراط أو التفريط، وتقوية الشراكة بين الجهات المعنية بالنهضة في الأمة المسلمة، وتعزيز التعاون في البرامج الثقافية، ورعاية المسابقات والجوائز الحافزة على الإنتاج الثقافي، ودعم المنظمات العاملة في نشر الثقافة الصحيحة.

اقرأ أيضا  حقيقة تحذير "داعش" للنساء من الخروج في نهار رمضان

وفي الختام، رفع المشاركون الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد، على جهودهم في دعم الثقافة الإسلامية، وما تقدمه المملكة من خدمات للحجاج والمعتمرين، وما تبذله من جهود في توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر، وما تقدمه من دعم لرابطة العالم الإسلامي في تحقيق أهدافها ورعاية برامجها. كما شكر المشاركون الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة على اهتمامه بالرابطة، في حين وجهوا شكرهم للمفتي العام للمملكة رئيس المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على ما يبذله من جهود لتحقق الرابطة أهدافها.

المصدر : الشرق الأوسط

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.