ما علاقة افتتاح بوتين للمسجد الكبير بتدخله عسكريا في سوريا؟
الأحد 12 محرم 1437//25 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
سوريا
تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، عمّا إذا كان بوتين سيقاتل الإسلاميين في داخل روسيا، في الوقت الذي تسود فيه فكرة أن مقاتلة الإسلاميين المتشددين خارج البلاد أفضل من مقاتلتهم داخلها.
وتابعت الصحيفة “تصل نسبة المسلمين في روسيا إلى 12% من تعداد السكان، معظمهم من السنة، يتركز معظمهم في منطقة القوقاز المضطربة أصلاً، كما أن وجود 4000 مقاتل من دول الاتحاد السوفيتي السابق يقاتلون جنباً إلى جنب مع مقاتلي تنظيم “الدولة”، يزيد من نسبة المخاوف من عودتهم مرة أخرى إلى روسيا بنيات إرهابية”، وفق قولها.
ورجح خبراء أمنيون أنه “كلما طالت مدة العمليات العسكرية الروسية في سوريا أدى ذلك إلى استفزاز المسلمين في روسيا، الأمر الذي ينذر بخروج الأمر عن سيطرة الحكومة التي تحاول جاهدة إظهار الحرب على أنها حرب ضد الإرهاب الذي يهدد الجميع من مختلف الأديان”.
ونقلت الصحيفة عن فلاديمير سوتنيكوف، الخبير في معهد الدراسات الشرقية في موسكو، قوله: “نحن نرى بوادر خطيرة حقاً بعد تفكك الوضع في أفغانستان إضافة إلى الاستقرار الهش في طاجيكستان، وهذا أمر مرعب إذ من المحتمل أن يهاجر الجهاديون عبر آسيا الوسطى ومنها إلى روسيا، ونحن بحاجة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة”.
كما أوردت الصحيفة عن خبراء أمنيين أنه “يجب أن تكون الأولوية لتوجيه ضربة إلى ما أطلقت عليه “أسطورة الدولة”، من خلال وقف سلسلة انتصاراتهم في سوريا، خلاف ذلك، يمكن أن تسيطر الإيديولوجيا الجهادية المتطرفة ليس فقط على الشباب المسلمين في روسيا، وإنما والأهم من ذلك تأثر جمهوريات الاتحاد السوفيتي الإسلامية في آسيا الوسطى، وخاصة طاجيكستان وأوزبكستان، التي توفر خط الأنابيب الجغرافي المباشر إلى قلب روسيا.”
من جهة أخرى تنقل الصحيفة عن مؤيدين للتدخل الروسي في سوريا قولهم: “إن التدخل الروسي العسكري في سوريا يمكن أن يساعد في حماية الجناح الجنوبي في معركة مترابطة تخاض ضد عدو إيديولوجي لا يعترف بالحدود”.
وتفيد الصحيفة أن هناك حالة من الضعف تمر بها روسيا تجاه فتنة داخلية بين الأغلبية المسيحية والأقلية، ورغم توقف الحرب في شمال القوقاز، لكن لا يزال هناك حالة من الغليان على شكل “تمرد إسلامي” على مستوى منخفض، خاصة أن سكان المدن الروسية الكبيرة، بما في ذلك موسكو، يشتملون الآن على الملايين من العمال المهاجرين المسلمين من آسيا الوسطى مع وجود اضطرابات اجتماعية مصاحبة.
وفي حملاتها الدعائية تحاول الحكومة الروسية تصوير الحرب في روسيا على أنها حماية للوطن من “الإرهابيين”؛ للتقليل من احتقان الشارع المسلم، وقد جاءت خطوة افتتاح بوتين للمسجد الكبير في موسكو كخطوة لامتصاص نقمة المسلمين، خاصة بعد بيان المجلس الديني الرسمي في روسيا الذي يضم ممثلين عن مختلف الأديان بما فيهم الإسلامي، والذي أبدوا فيه دعمهم الكامل للعملية العسكرية الروسية في سوريا، وفقاً للصحيفة، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.