محادثات أستانا تدعو إلى آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار
الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1438 الموافق 24 يناير/ كانون الثاني 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية
أستانا
انطلقت أمس الاثنين في أستانا عاصمة كزاخستان المفاوضات السورية بين وفد المعارضة والنظام برعاية روسية تركية وحضور أميركي وإيراني، وقال رئيس وفد المعارضة محمد علوش في كلمته بالجلسة الافتتاحية إن المعارضة تتطلع لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل وتطبيق انتقال سياسي يبدأ برحيل بشار الأسد ونظامه.
من جانبه قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إنه يتطلع لهدنة لفترة محددة للفصل بين من وصفهم بالإرهابيين وبين التنظيمات الراغبة بالمصالحة على حد قوله.
وكشف مصدر رفيع بوفد المعارضة السورية في محادثات أستانا عن مسودة البيان الختامي للدول الراعية لمفاوضات ، وقال إن المسودة التي ترفض المعارضة السورية بنودا فيها تدعو لإنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في سوريا.
كما تدعو مسودة البيان لبدء محادثات سياسية بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة رقم 22544، وتشير إلى رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة بمحادثات جنيف المقررة في شباط القادم.
وترغب الدول الراعية -وفق مسودة البيان- بفصل تنظيم الدولة وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام) عن الجماعات الأخرى، وفي هذا السياق تتعهد الدول الراعية مشتركة بقتال تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
وإلى جانب الدول الراعية تركيا وروسيا تشارك في المفاوضات إيران والولاياات المتحدة والأمم المتحدة. كما أعلن الممثل البريطاني الخاص لسوريا غاريث بايلي أن بلاده تحضر أستانا بصفة مراقب غير رسمي من أجل دعم المعارضة وأي جهد دبلوماسي يضع حدا لمأساة الشعب السوري بحسب بيان صادر عن مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية تلقت الجزيرة نت نسخة منه.
ثوابت المعارضة
وفي كلمة مسربة نشرت على الإنترنت بعد قطع البث المباشر للجلسة الافتتاحية لمفاوضات أستانا، أكد علوش ثوابت المعارضة المتمثلة بوقف نزيف الدم السوري الحاد والمروع عبر تثبيت فوري لوقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية وتجميد العمليات العسكرية بشكل كامل للبدء بتنفيذ البعد الإنساني وفق الاتفاق المنصوص عليه والقرار الدولي ذو الصلة لتخفيف معاناة السوريين.
وأوضح أن هذا التطور سيشكل ورقة قوية للدفع إلى عملية سياسية جادة لانتقال سياسي حقيقي وفق المرجعيات الدولية وبيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومحددات مؤتمر الرياض للمعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات و”تبدأ برحيل بشار الأسد والطغمة الحاكمة معه وكل من تلوثت يداه بالدم السوري”.
وفي سبيل تنفيذ ذلك، طالب علوش ببذل جهود دولية لإخراج كل المليشيات المتصلة بإيران المقاتلة في سوريا سواء العراقية أو اللبنانية منها أو تلك التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأشار إلى ضرورة ضم تلك المليشيات لقائمة الإرهاب الدولية.
وفي السياق، أوضح رئيس وفد المعارضة السورية أن وجود المليشيات المقاتلة مع النظام يساهم في استمرار سفك الدم السوري ويعرقل أي فرصة لوقف إطلاق النار في سوريا.
ونفى علوش أن يكون وفد المعارضة جاء إلى أستانا من أجل تقاسم سلطة أو بحثا عن نفوذ، ولكنه جاء لإعادة سوريا إلى الحياة، مطالبا بالإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام وخاصة 13 ألف معتقلة يحتجزهن النظام تعسفا.
افتتاح وخلافات
وقد افتتح وزير خارجية كزاخستان خيرات عبد الرحمنوف الجلسة الافتتاحية للمفاوضات السورية، وقال إن السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية يمر من خلال مفاوضات مبنية على الثقة والتفاهم. وأضاف أن الهدف من مفاوضات أستانا هو تأمين عودة الاستقرار لسوريا.
وكان مصدر في وفد المعارضة إلى مفاوضات أستانا قد قال إن قرار المعارضة حتى الآن هو رفض صيغة المفاوضات المباشرة مع وفد النظام، مطالبا بتجديد روسيا التزامها بإعلان وقف إطلاق النار على الأراضي السورية بكاملها.
ورفض الوفد صياغة أي مبادئ سياسية في البيان الختامي وضرورة حصره بتثبيت وقف إطلاق النار، كما رفض ذكر أي دور لإيران في البيان الختامي كضامن لوقف إطلاق النار.
وأفاد مصدر مطلع بوجود خلافات بشأن البيان الختامي حيث ترفض المعارضة ذكر أي دور لإيران كضامن لوقف إطلاق النار، لكن جرى الاتفاق على أن أعضاء وفدي النظام والمعارضة سيجلسون على طاولة واحدة في الجلسة الافتتاحية فقط وهو ما حدث بالفعل.
وقال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة السورية لمفاوضات أستانا أسامة أبو زيد إنه تم التوافق على أن تكون المفاوضات مع النظام السوري غير مباشرة، وأضاف أبو زيد أن مشاركة بشار الجعفري ممثلا للنظام السوري تجعل المفاوضات غير مفيدة.
وأوضح أبو زيد أنه تم الاتفاق مع الجهات الضامنة بأن تكون هذه المرحلة لبحث تثبيت وقف إطلاق النار، ووصف إيران بأنها دولة عدو ساهمت في التغيير الديمغرافي بسوريا وارتكبت جرائم ضد الشعب السوري “ولا ينبغي القبول بدورها كبلد ضامن” ، وفقا للسبيل.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية
Comments: 0