محللون: أوباما وبوتين “تقاسما” سوريا

www.vetogate.com
www.vetogate.com

الجمعة 12 ربيع الثاني 1437//22 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
سوريا
كشف محللون عن أن نظام بشار الأسد في سوريا قرر الدخول في مفاوضات جنيف مع فصائل المقاومة من أجل الاستماع فقط وليس من أجل التفاوض، مشيرين إلى الإدارة الأمريكية لم تتخل عن سوريا بالمطلق وتركها لروسيا، وما جرى هو توزيع في المهام.
وأشار الباحث “جوشوا لانديز”، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، وستيفن سيمون، المحاضر الزائر بكلية دارتموث، في مقال لهما بعنوان “حقق الأسد ما يريد” ، إن بشار يربح. فقد غيرت روسيا مسار القوة وبشكل مثير في الوقت الذي تصر فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة على دفع الأسد للتفاوض مع المقاومة والتخلي عن السلطة بعد نهاية العملية السياسية.
وأوضح الكاتبان أنه على ما يبدو، أن الأسد لا يرغب في الاستجابة للمطالب هذه، فالهدف من الذهاب إلى جنيف، كما يقول مستشاروه ومساعدوه، هو “الاستماع وليس التفاوض”. إذ لا يزال يعول على انتصار في ميدان المعركة.
فيما يعتقد الكاتبان أن السبب الرئيس في الثقة بالنفس التي يبديها الأسد هو التغير الجديد في وضعه العسكري. فقبل ثلاثة أشهر قام تحالف يعرف بـ”جيش الفتح” المؤلف من عدة فصائل مقاتلة أهمها “أحرار الشام” و”جبهة النصرة” بالسيطرة على مدينتي إدلب وجسر الشغور، حيث أجبرتا جيش النظام على الرحيل منهما. وكانت الانتصارات سببا في جذب عدد من الفصائل الأخرى للعمل مع جيش الفتح.
وأشار الكاتبان إلى أنه لم يعن سقوط إدلب وجسر الشغور خسارة جديدة للنظام وفقط، ولكنه وضع أيضا مدينة اللاذقية الساحلية ومعقل النظام في مرمى جيش الفتح.
وأوضح الكاتبان إلى أن مما عزز موقف الأسد هو موقف الولايات المتحدة. فبعد إعلان روسيا دخول الحرب في 30 سبتمبر، علق الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا: “لا نريد تحويل سوريا إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا”، وهو موقف يتناسب مع إستراتيجية أوباما التي لا تذهب إلى أبعد من تقديم دعم عدد محدود من الجماعات المسلحة.
ويعتقد الكاتبات أنه بخلاف هذا، فلدى روسيا علاقة طويلة مع نظام الأسد، فيما أن أوباما لم يتخل عن سوريا بالمطلق وتركها لروسيا، وما جرى هو توزيع في المهام، إذ تركز واشنطن على تنظيم الدولة في شرق البلاد، بينما تستأسد الطائرات الروسية على الجماعات المعارضة للأسد.
ولا يعتقد أوباما أن الأسد سيستعيد السيطرة على ما خسره بمساعدة روسيا، وسيفشل فلاديمير بوتين كما فشل الإتحاد السوفييتي بعد احتلاله أفغانستان عام 1979. وستتحول سوريا إلى “مستنقع” وستجبر بوتين على التفاوض مع واشنطن للخروج منه.
وقال الكاتبان إن روسيا تفضل حلا سياسيا يبقي على الأسد في الحكم، وفي الوقت نفسه يفضل المسؤولون الروس مقارنة سوريا بالشيشان التي دمر فيها الطيران الروسي مواقع المقاتلين الشيشان في غروني.
وأشار الكاتبان إلى أن أحدا لا يقدم للمقاومة السورية صواريخ مضادة للطائرات كما فعل رونالد ريغان عندما زود المجاهدين الأفغان بصواريخ “ستينغر”، مضيفين أن التردد الأمريكي مرتبط بتجربة غزو العراق عام 2003، فأوباما لا يريد التورط في حرب جديدة وليس بالضرورة تحويل سوريا إلى حرب بالوكالة بين أمريكا وروسيا.
وخلص الكاتبان إلى أن نقاد الإدارة يرون أن تركيز الرئيس على ثمن التدخل في سوريا أعماه عن ثمن عدم التدخل، والبادي اليوم في سوريا والمنطقة بشكل عام والمتمثل بالكارثة الإنسانية وتعزيز قوة بوتين واستمرار الأسد في الحكم رغم المطالب برحيله وخيبة أمل وقلق حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

اقرأ أيضا  أمريكي لـ"ترامب وكروز": لماذا تستهدفون المسلمين فقط بعد جرائم القتل؟!