جاكرتا، مينا – في ظل المعاناة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب العدوان المتواصل، يدعو مركز ميمونة إندونيسيا، الجناح النسائي لمجموعة العمل للأقصى (AWG)، جميع فئات المجتمع للمساهمة في بناء مستشفى الأم والطفل الإندونيسي في مدينة غزة، فلسطين. المستشفى سيكون بارقة أمل جديدة لآلاف الأمهات والأطفال الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية الأساسية.
رئيسة مركز ميمونة إندونيسيا، أوني فيرياني حميدي، أكدت أن بناء مستشفى الأم والطفل الإندونيسي في غزة ليس مجرد مشروع طبي، بل هو التزام إنساني وأخلاقي تجاه النساء والأطفال الذين يشكلون الفئة الأكثر تضررًا من العدوان. وقالت خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في قاعة الدبلوماسية بمبنى البرلمان الإندونيسي، جاكرتا، الجمعة (7/3) مساءً:
“وفقًا لتقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في نوفمبر 2024، فإن نحو 70% من ضحايا الإبادة الجماعية في غزة هم منالنساء والأطفال. هناك أمهات يلدن دون تخدير، وأطفال يخضعون لعمليات بتر دون مسكنات للألم. هذه مأساة إنسانية تتطلب استجابةعاجلة.”
وأضافت أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار، حيث أصبحت المستشفيات هدفًا للهجمات، والكوادر الطبية أنفسهم بين ضحايا العدوان. وأكدت التزامها بإقامة مستشفى الأم والطفل الإندونيسي في غزة ليكون مركزًا طبيًا متكاملًا يوفر الرعاية الصحية للأمهات الحوامل، والمرضعات، والأطفال الذين يحتاجون إلى علاج متخصص بعد الحرب.
قراءة المزيد: إندونيسيا تؤكد دعمها الكامل للشعب السوري في بناء مستقبل أكثر ديمقراطية
من جانبه، شدد ريفا بيرليانا عارفين، عضو هيئة رئاسة مجموعة العمل للأقصى، على أن مشروع مستشفى الأم والطفل الإندونيسي في غزة ليس مجرد مبادرة إغاثية، بل هو أمانة عظيمة يجب أن تتحقق بدعم الجميع. وأكد أن هذا المستشفى سيمثل مصدر حياة وأمل للنساء والأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر للحرب، مضيفًا أنه بوجود مستشفى مجهّز بالمعدات الطبية اللازمة، يمكن إنقاذ أرواح لا تُحصى ومنحهم فرصة للصمود وإعادة بناء حياتهم.
كما دعا الشعب الإندونيسي، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل تحقيق هذا المشروع، قائلًا:
“كل دعاء، كل مساهمة، وكل تبرع هو دليل على تضامننا الحقيقي. لا تتركوهم وحدهم في هذه المحنة. معًا، يمكننا بناء هذا المستشفى،ونكون جزءًا من تاريخ صمود فلسطين.”
شهد المؤتمر الصحفي حضور عدد من الشخصيات البارزة، منهم الأستاذ سودارنوتو عبد الحكيم، رئيس قسم العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في مجلس العلماء الإندونيسي (MUI)، والبروفيسورة أماني لوبيس، المشرفة على مركز ميمونة إندونيسيا، ومحمد أنصار الله، رئيس هيئة رئاسة مجموعة العمل للأقصى (AWG). كما يحظى المشروع بدعم رسمي من وزارة الصحة الفلسطينية، التي خصصت قطعة أرض تبلغ مساحتها 5,040 مترًا مربعًا قرب مستشفى الأطفال “الرانتيسي” في مدينة غزة.
قراءة المزيد: وزير الخارجية الصيني: غزة للفلسطينيين
يُعتبر بناء مستشفى الأم والطفل الإندونيسي في غزة جزءًا من حملة الإغاثة الإنسانية المشتركة لغزة، التي أطلقتها وزارة الخارجية الإندونيسية، بالتعاون مع مجلس العلماء الإندونيسي (MUI)، والهيئة الوطنية للزكاة (BAZNAS)، وأكثر من 30 منظمة إنسانية في إندونيسيا. سيُشرف على تنفيذ المشروع فريق من المهندسين والخبراء في بناء المستشفيات الإنسانية، من بينهم المهندس المعماري آر. ريضا أ. خيريل (IAI)، ومدير المشروع المهندس إيدي وحيدي، الذي أشرف سابقًا على بناء مستشفى إندونيسيا في شمال غزة.
يدعو مركز ميمونة إندونيسيا جميع فئات المجتمع إلى المشاركة في هذا المشروع الإنساني الكبير. كل تبرع هو حياة تُنقذ، وكل مساهمة هي أمل يُعاد إشعاله.
قراءة المزيد: الرئيس الأوكراني يزور السعودية الاثنين المقبل