مساجد غزة المدمرة تنفض غبارها استقبالاً لرمضان
الخميس 1 رمضان 1436//18 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
غزة
تعاون عدد من شباب حي “الزيتون” في جنوب مدينة غزة لإقامة مصلى كبير لهم، عبارة عن معرش على أنقاض مسجد “الشافعي”، استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك.
وتزين المعرش بالإنارة والشعارات الإيمانية وعبارات التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان، وإحياءً للأجواء الرمضانية المعتادة للمسجد الذي دمره الطيران الحربي الإسرائيلي صيف العام الماضي.
ويقول إمام مسجد الشافعي محمد السوافيري، إنه بعد إزالة الركام تمت تسوية الأرض المقصوفة وإنشاء المعرش بمساحة 200 متر، ولكن استعداداً لشهر رمضان شرعنا بتوسيع مساحته لتصل إلى ألف متر إضافة إلى إنشاء مصلى للنساء على مساحة 500 متر.
وكان مسجد الشافعي يتسع لألفي مصل من الرجال وألف امرة، ويعتبر أحد أكبر وأقدم المساجد الرئيسية في مدينة غزة، ويرجع تاريخه إلى عام 1964، وتبلغ مساحته 8 دونمات ويشمل المسجد وباحته الأمامية وهي عبارة عن متنزه بالإضافة إلى ساحة الشريفة الجانبية.
ويؤكد السوافيري أن لجنة إعمار المسجد تكفلت بكل مستلزمات إعداد المصلي وتوسعته في شهر رمضان، فيما تكفلت مؤسسة “أمان” فلسطين المدعومة من ماليزيا بإعادة إعمار المسجد كاملاً.
وعلى صعيد جهود القائمين على المسجد خلال الشهر رمضان يشير السوافيري إلى أنهم يشرعون في تزيين المسجد من ناحية إنارة الزينة لإعطائه الأجواء المعتادة كل عام قدر الإمكان، فيما أعد أهالي الحي فانوساً كبيراً ليزينوا به المسجد.
واستهدف طيران الاحتلال الحربي مسجد الشافعي بثمانية صواريخ أدت لدماره كليا.
ولم يختلف الحال كثيراً في غرب مدينة غزة إذ شرع أهالي مخيم “الشاطئ” للاجئين غربي مدينة غزة، بتوسيع المصلى المؤقت الذي أقاموه على أنقاض مسجد “السوسي” المدمر في العدوان الإسرائيلي الأخير.
ويقول أحد أفراد أسرة المسجد علاء الأشقر لوكالة “صفا” إنهم شرعوا بتوسيع المصلى، نظراً لآن المصلى القديم الذي أقيم في الباحة الأمامية للمسجد لا يتسع إلا سوى 600 مصلي للرجال فقط دون مصلى للنساء.
ويوضح الأشقر أن المسجد قبل أن يدمره الاحتلال العام الماضي كان يشهد إقبالا كبيرا من أهالي المخيم خلال شهر رمضان نظراً لأنه مسجد مركزي بالمنطقة، ومن هذا المنطلق بدأت أعمال التوسيع لاستقبال المصلين.
ويشير إلى أن أهل الحي أزالوا ركام المسجد كاملاً قبل شهر ونصف على نفقتهم الخاصة بعد اتفاق مع شركة مقاولات للشروع بتوسيع المصلى لاستقبال عدد أكبر من المصلين خلال شهر رمضان.
وبلغت تكلفة إنشاء المصلى 7 آلاف دولار جمعت من فاعلي خير ومن أهالي الحي.
ويتسع المصلى الجديد 900 مصل بمساحة 570 مترا 200 متر منه للنساء، ويتكون من أعمدة خشبية وسقف شبكي ومراوح للتبريد وشبكة كهرباء للإنارة.
ويرجع تاريخ إنشاء مسجد السوسي لعام 1998 وكان قبل تدميره يتسع لألف وثلاثمئة مصل إلى جانب مصلى النساء في الطابق الثاني الذي يتسع ل 400 امرأة.
وبحسب إحصائية لوزارة الأوقاف الفلسطينية فإن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كبدتها خسائر تقدر بـ 50 مليون دولار، بالإضافة إلى دمار (73) مسجدًا بشكل كلي و(197) مسجدا جزئيا.
أما في بلدة خزاعة الحدودية شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، سيؤدي معظم سكان البلدة الذي يزيد تعدادهم عن “13ألف نسمة”، الصلاة في شهر رمضان، فوق ركام المساجد المُدمر، وداخل أقواس بلاستيكية بديلة، درجة الحرارة بداخلها مُترفعة، وغير مؤهلة، عدا أنها لا تتسع للمُصلين.
وتعتبر بلدة “خزاعة” الحدودية، من أكثر مناطق القطاع تضررًا، خلال العدوان الأخير، فدمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من “1000منزل ما بين كُلي، وجزئي”، كذلك دمر أربعة مساجد بشكلٍ كامل “عباد الرحمن، التوحيد، صلاح الدين، عبد المالك”، فيما تعرضت بقية المساجد للهدم الجزئي “الرضوان، الهدى، التقوى”.
ويقول مؤذن مسجد عباد الرحمن المُدمر بالكامل فوزي النجار “56عامًا” لـ مراسل وكالة “صفا”: “مسجدنا يُعد من أكبر مساجد خزاعة، مبنى على مساحة (500متر)، ويتكون من ثلاثة طوابق، ويتسع لأكثر من (1000مُصلي)، وتم تشييده عام 2003م، ولم يكتمل البناء بالكامل به، حتى تعرض للتدمير”.
ويتابع “بعد هدمه، اضطررنا لبناء، مسجد على شاكلة (دفيئة زراعية/حمام)، سقفه من أقواس بلاستيكية، وجدرانه من الأسلاك، ومساحته لا تزيد عن 180مترًا، ولا يتسع لكافة المصليين، الذين كانوا يصلون داخل المسجد سابقًا، فيضطر البعض في صلاة الجُمعة للصلاة في العراء، خارجه”.
وعلى صعيد متابعة وزارة الأوقاف للمساجد المدمرة يقول مدير عام الوعظ والإرشاد يوسف فرحات لوكالة “صفا” إنه منذ اللحظة التي دمر الاحتلال المساجد في قطاع غزة دئبت الوزارة بالتواصل مع بعض المؤسسات الخيرية في الداخل فلسطين وخارجها لتقديم مساعدات لها ونصب مصليات مؤقتة.
ويؤكد فرحات أن وزارة الأوقاف وقعت اتفاقية بشكل رسمي الأسبوع الماضي مع الجانب التركي والتي جاءت تنفيذاً لزيارة وزير الشؤون الدينية التركي محمد قورماز لغزة الشهر الماضي.
ويوضح أن هذه المساجد سيتم بناؤها فوراً بعد شهر رمضان المبارك، مبيناً أن الأتراك تعهدوا أن بتوفير آلية لإدخال مواد البناء بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار فرحات إلى أن الوزارة ساهمت في إعداد مصلى مؤقت لمسجد عز الدين القسام في النصيرات بالإضافة إلى بناء مصلى آخر لمسجد الشهداء في ذات المنطقة.
وعلى صعيد استعدادات الوزارة لشهر رمضان يقول فرحات إن الوزارة تواصل مع هذه المساجد وزودتها بكل ما تحتاجه من مواد التنظيف وغيرها بالإضافة إلى توفير قراء من أصحاب الأصوات الجميلة لائمة الناس في صلاة التراويح.
-صفا-