مستشفيات غزة.. ممرات مكتظة بالجرحى وعمليات دون تخدير (تقرير)

غزة ، مينا – تحولت ممرات مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة إلى غرف إسعاف لأعداد كبيرة من المصابين جراء القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 25 يوما.

وبإمكانيات شبه معدومة، تعمل الطواقم الطبية على إنقاذ من يمكن إنقاذه من الأطفال الذين توضع لهم الغرز الجراحية دون تخدير، بينما ينتظر الكثير دورهم، رغم الإصابة ونزيف لا يتوقف.

وتبدو الطواقم الطبية منهارة، لكنها تواصل العمل رغم ذلك، وتقوم بإجراء بعض العمليات في غرف وممرات المستشفى، وفق الأناضول.

ومنذ 25 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.

مروان أبو سعدة، استشاري جراحة ومدير التعاون الدولي في وزارة الصحة الفلسطينية، قال للأناضول، وهو و في ممرات قسم الجراحة بمجمع الشفاء: “أصبحت هذه المشاهد عادية في مستشفيات قطاع غزة ومجمع الشفاء الطبي، فكما ترون أصبحت هذا المكان غرفة إفاقة للمرضى لعدم وجود أسرة فارغة في الاقسام الداخلية”.

اقرأ أيضا  إندونيسيا تنفق 83% من أموال الإنعاش الاقتصادي في عام 2020

وأضاف: “هذا أمر شاق وصعب علينا في ظل الظروف الحالية، حيث يترك المرضى في الممرات بعد إجراء العمليات الجراحية لهم بسبب اكتظاظ الغرفة الرئيسية للإفاقة”.

ولفت أبو سعدة إلى “عدم وجود أي سرير فارغ في أقسام تنويم المرضى”.

ووصف الوضع الصحي بـ “الكارثي” قائلا إن “القدرة الاستيعابية ممتلئة بشكل كامل في الشفاء”.

وبين أبو سعدة أن “أكثر من 800 جريح يرقدون على أسرة العلاج، إضافة إلى امتلاء أقسام الولادة والخدج وغسيل الكلى والطوارئ بالمرضى”.

ولم تفلح وزارة الصحة في إفراغ المرضى من أقسام الطوارئ بسبب تدهور الوضع الأمني جراء استمرار القصف الإسرائيلي واستمرار تدفق المصابين.

وأشار أبو سعدة إلى وجود “ضغط شديد على الكوادر الطبية، لكن الضغط الأكبر يأتي من نقص المستلزمات والأدوية والأسرة والمستهلكات الطبية والأجهزة اللازمة للعناية المركزة”.

اقرأ أيضا  إسماعيل هينة : ثلاث متغيرات تدعم القضية الفلسطينية

وقال أبو سعدة إن “نفاد الوقود يهدد بكارثة كبيرة خاصة المرضى في العناية المركزة والحضانة والغسيل الكلوي والعمليات”.

وتابع: “غدا تنفد آخر قطرات الوقود في مستشفى الشفاء، وإن لم يتم إدخال الوقود فستفشل المنظومة الصحية في المستشفى الأكبر في فلسطين، ونحكم على مرضانا بالموت البطيء”.

وأردف: “لا يوجد مواد مخدرة كافية، بعض العمليات تتم دون تخدير، هناك بعض البدائل للأدوية لكن البدائل الحقيقة غير متوفرة وبانتظار إدخالها عبر المتبرعين”.

وأشار إلى أن “نقص بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية يؤثر على الخدمة، كون الجروح خطيرة يوجد بها تراب ومقذوفات وحروق بحاجة لأنواع معينة من المضادات غير متوفرة بالسوق المحلي ولا بالمستشفيات”.

وقال أبو سعدة إنه “يجب إفراغ المرضى من قطاع غزة إلى مصر، لأن قدرتنا على استقبال مرضى آخرين أصبحت محدودة جدا”.

اقرأ أيضا  تحذيرات من كارثة صحية في مستشفيات غزة

بدورها، قالت منار فياض، اخصائي تخدير وإنعاش بمجمع الشفاء الطبي، إنه “يتم إجراء عمليات جراحية داخل ممرات وغرف العمليات بنسبة تخدير بسيطة ودون أجهزة تنفس اصطناعي، وهذا يشكل خطرا على حياة الإنسان”.

ولفتت في حديث مع الأناضول إلى أن “الطواقم الطبية تضطر لاستخدام مخدر منخفض الجودة لإنقاذ حياة المصابين”.

وكالة مينا للأنباء