مصر وسياسة جديدة مع غزة

أ.د. يوسف رزقة

الخميس، 24 صفر 1438 هـ الموافق 24 تشرين الثاني / نوفمبر 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

مما يلفت النظر في ملف علاقات مصر مع غزة أن هناك فيما يبدو سياسة جديدة للسلطات المصرية في تعاملها مع غزة. هذه السياسة تبدو أنها تسير نحو الأفضل من حيث بعث الأمل لسكان غزة في علاقة أكثر إيجابية فيما يتعلق بمعبر رفح.

السياسة المصرية الجديدة ليست واضحة المعالم بعد، ولكن وفد الجهاد الإسلامي الذي غادر مصر بعد أسبوعين من التواجد فيها ينقل رسائل إيجابية، وهي رسائل عامة وغير محددة كالمعتاد.

ومما يلفت النظر مؤخرا أن مصر استقبلت وفدا غزيا من عشرات الأفراد من أبناء فتح في مؤتمر عين السخنة (١) ، ثم استقبلت ثلاثين من رجال الأعمال والاقتصاد في مؤتمر عين السخنة (٢)، وأمس استقبلت مصر وفدا إعلاميا من ثلاثين إعلاميا ليزور عددا من المؤسسات الإعلامية المصرية، وليتسمّع لكلمات مصرية في ورشات عمل ذات صبغة مهنية وسياسية.

اقرأ أيضا  قيادي بـ"حماس": زيارة بنس للمنطقة رسالة لفرض الوقائع على الأرض

كلّ هذه المعلومات تفيد بأن شيئا جديدا قد يحدث في علاقة مصر مع قطاع غزة، على مستوى الإعلام، والاقتصاد، والسياسة، لا سيما وأن هناك حديثا مصريا عن أموال كافية رصدت لتطوير معبر رفح، وتطوير شبكة الحاسوب في المعبر، وتأهيله لكي يفتح أمام المسافرين في أوقات متقاربة.

نعم هذه هي المرة الأولى التي تستقبل فيها مصر وفدا اقتصاديا من غزة، ثم تتلوه بوفد إعلامي مهني، وكأن مصر تريد أن تعيد قراءة غزة من جديد، ومن خلال أبنائها، فهل تشهد الأيام القادمة انفراجة سياسية واقتصادية وإعلامية في العلاقة مع غزة؟! وهل ينعكس هذا على آليات فتح المعبر البري، وتسهيل سفر المسافرين؟! أم أن الأمر سيتوقف عند الدراسة والإعداد للمستقبل؟.

اقرأ أيضا  دوافع وأسباب رفع (الفيتو) عن المصالحة

في غزة ثمة ترحيب بالإجراءات المصرية التي تعيد الانفتاح على غزة، وحبذا لو أرسلت مصر وفدا دبلوماسيا ليقيم في غزة كالماضي، يكون من مهامه تسهيل حل مشكلات السكان والسفر، وأحسب أن غزة ترحب بالوفد القنصلي المصري في مقره في غزة، وغزة آمنة، وليس هناك ما يمنع من وجود قنصلية مصرية.
ما أراه في الفترة الأخيرة هو أن سياسة مصرية آخذة بالتبلور نحو سكان غزة، ونحو الفصائل، وربما يتوج هذا بلقاء فصائلي عام بعد انتخابات المؤتمر السابع لفتح، وبعد انتخابات حماس التي ربما تبدأ في يناير القادم أيضا.

من البدهي أن نقول إن غزة تتنفس من الرئة المصرية بحكم الجغرافيا، ومن البدهي أيضا أن ما يجمع مصر مع غزة أكثر مما يفرقها، وأن جميع الفصائل تبحث عن رضا مصر، وعن استعادة دور مصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بغض النظر عن الخلافات الطبيعية التي لا فكاك منها بين اللحظة والأخرى. غزة تريد معبرا مفتوحا على الدوام، وأحسب أن مصالح مصر في هذه المسألة تلتقي مع مصالح سكان غزة. غزة تأمل، غزة تنتظر، والله المستعان.

اقرأ أيضا  حماس: خطوة نقل السفارة الأمريكية للقدس اعتداء على حقوق شعبنا

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.