مغادروا حلب..بين فرحة النجاة ومرارة المغادرة

الجمعة16 ربيع الأول1438 الموافق16 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

حلب

يعيش مغادرو أحياء شرقي حلب التي حاصرتها قوات النظام على مدار أشهر، فرحة الوصول إلى الأمان النسبي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بريف حلب الغربي، إلى جانب مراراة مغادرة مدينتهم.

كما أعربوا عن شكرهم لتركيا لدورها الكبير في إتمام عملية الإجلاء من حلب.

وأقلت حافلات وعربات إسعاف، اليوم الخميس، مدنيين وجرحى، من حلب إلى المنطقة الآمنة التي تم تخصيصها بريف المدينة الغربي، بعد إجلائهم في إطار اتفاق بين قوات النظام والمعارضة بوساطة تركية ورعاية روسية، الثلاثاء الماضي، ودخل حيز التنفيذ اليوم.

وفي الوقت الذي يتلقى فيه المصابون الرعاية الطبية الأولية في عربات الإسعاف، يذرف العديد من المدنيين، الذين يمثل النساء والأطفال معظمهم، دموعا تمتزج فيها فرحة النجاة من موت كان يتربص بهم كل دقيقة، ومرارة مغادرة مدينتهم دون معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إليها يوما ما.

ووزع الهلال الأحمر التركي المياه والمواد الغذائية على المصابين والمدنيين الذين وصلوا ريف حلب الغربي.

اقرأ أيضا  الرئاسة الفلسطينية: الاستيطان في مطار قلنديا يدفع المنطقة نحو التصعيد

وقال أحمد أبو عزت، أحد أكثر من ألف شخص تم إجلاؤهم من المدينة، للأناضول، وهو يشير إلى إسطوانة أكسجين يحملها معه “كما ترون أحاول البقاء على قيد الحياة بمساعدة هذه الإسطوانة”.

وتابع “أنا سعيد لأنني نجوت من هناك، ولكنني حزين على من بقوا، يوجد في حلب الكثير من الأطفال المصابين، وليس هناك مكان يعالجون به. إنهم يحاولون قتل الجميع دون استثناء النساء والأطفال”.

من جانبه أكد المواطن، محمد قاسم، أن حلب لأهلها قائلا “حلب ليست لإيران ولا لروسيا ولا للأسد، حلب للحلبيين، وسوف نعود إلى مدينتنا”.

في حين قال سليم محمد، إنه لم يسمح لأحد بالخروج من شرقي حلب لفترة من الزمن، وتم قتل الراغبين في الخروج صباحا، وبينهم جرحى.

وأشار مواطن آخر يدعى، سامر محمود إلى ابنه قائلا “حتى لو متنا نحن، لن ينسى هؤلاء الأطفال ما حدث، ولن يتركوه يمر مرور الكرام”.

اقرأ أيضا  حاجة الإنسان للاجتماع

في السياق ذاته قال مدير عام الهلال الأحمر التركي كرم قنق، للأناضول، إن المصابين إصابات خفيفة يعالجون في إدلب، في حين يُنقل أصحاب الإصابات بالغة الخطورة إلى تركيا للعلاج.

كما حرص من تم إجلاؤهم على تقديم الشكر لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان على الجهود التي بذلوها لتنفيذ عملية الإجلاء.

وفي هذ السياق قال السوري علي سالم، للأناضول، “نشكر الله ثم تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان”.

وأضاف “تركيا هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب الشعب السوري الحر، في حين تخلت عنه معظم الدول الأخرى”.

وذكر أن “القادة العرب تركونا لنواجه الموت بمفردنا، وباعونا لأجل كراسيهم. سنعود بإذن الله، لسنا حزينيين لخروجنا من حلب، لأن الحياة تتكون من الفوز والخسارة. سنعود”.

بدوره وجه أحمد صالح، الذي يعاني من الإعاقة، الشكر لتركيا التي لعبت دورا كبيرا في عملية الإجلاء، ووجه شكرا خاصا لأردوغان.

ووجه صالح رسالة للحكام العرب قائلا “أقول لهم إن أطفالنا قتلوا، ونساؤنا لا تتوقف دموعهن، وبيوتنا سويت بالأرض، أريد أن أذكّرهم أن ما حدث معنا لم يحدث مع أحد من قبل”.

اقرأ أيضا  الجالية المسلمة ودورها في الدعوة بالغرب

ويفضي الاتفاق الموقع بين قوات النظام والمعارضة إلى إجلاء جميع المحاصرين في حلب.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ اليوم الخميس، وبموجبه تم إجلاء عدد من المصابين والجرحى من حلب، ووصلت قافلتان منهم إلى ريف المدينة الغربي، حتى مساء اليوم.

جاءت هذه الخطوة بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.

برناما

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.