مفكر مغربي: التطبيع أحد توابع انكسار الربيع العربي (مقابلة)

الرباط (معراج)- قال المفكر المغربي محمد طلابي، إن “التطبيع مع الكيان الصهيوني هو أحد التجليات السلبية للانكسار الذي حصل للربيع العربي”.

وفي مقابلة مع الأناضول، أوضح طلابي أن “الأنظمة المهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني هي المعادية لثورات الربيع العربي والتي وضعت استراتيجيات لتكسيره وتفويت الفرصة لنهضة الأمة من جديد”.

وأضاف أن “انكسار الربيع العربي في ليبيا واليمن وسوريا ونجاحه النسبي في المغرب وتونس لم يعط زخما كبيرا لإمكانية حصار أي محاولة تطبيع”.

وفي 13 أغسطس/آب الماضي، توصلت الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”التاريخي”.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من الفصائل الفلسطينية، فيما عدته القيادة الفلسطينية، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.

وجاء إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

** تداعيات محدودة

وبخصوص التداعيات المحتملة لاتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، رأى طلابي أنه “باستثناء التأثير المحدود على المستوى الرسمي لن يكون للاتفاق أي تأثير على المستوى الشعبي لأن الشعوب العربية والإسلامية لن تطبع مع الكيان الصهيوني”.

وأكمل: “الشعوب العربية تعي جيدا أن التطبيع هو اعتراف أبدي بأن أرض فلسطين لليهود وهذا غير ممكن لا في المخيلة أو العقيدة ومخالف لحقيقة التاريخ”.

اقرأ أيضا  الزهار: حماس أقوى مما كانت عليه بالحرب الأخيرة

وأردف: “حقائق التاريخ تؤكد أن الصهاينة لا علاقة لهم ببني إسرائيل، هم جاءوا من عرقيات متعددة واحتلوا وطنا عربيا”.

وأضاف أن “تأثير خطوة التطبيع الإماراتي في مواقف الدول سيكون محدودا كما يظهره فشل جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في المنطقة، فحتى السعودية والبحرين لم يعداه بشيء كبير”.

وأواخر الشهر الماضي، أجرى بومبيو، زيارة إلى إسرائيل وعددا من دول المنطقة ناقشت تطبيع دول عربية علاقاتها مع تل أبيب بعد الإمارات.

وأوضح “طلابي” أن “الموقف الجيد التي عبرت عنه بعض الدول ومن بينها المغرب في مواجهة هستيريا التطبيع مع الكيان الصهيوني جعلت أثر اتفاق العار للإمارات محدودا”.

** تقسيم المنطقة إلى أقزام

ووفق طلابي، فإن “الكيان الصهيوني في الواقع قزم بشري وجغرافي يضع الآن استراتيجية تقسيم المنطقة بأكملها إلى أقزام لتكون له القدرة على إدارة وتسيير هذه الأقزام”.

وأضاف أن “الإمارات وهي قزم سياسي وجغرافي وسكاني تريد أن تشارك الكيان الصهيوني في قيادة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وأردف: “استراتيجية إسرائيل والإمارات للعقود المقبلة تقوم على تحويل العالم العربي إلى أقزام والبداية كانت بتقزيم اليمن وتحويله إلى كيانات قزمية”.

واستدرك: “لكن في تقديري أن هذا لن يطول لأن شعوبنا مضادة لعملية التطبيع وتعرف أن فلسطين تاريخيا يسكنها شعب تم طرده غصبا من بلاده وهو الشعب الفلسطيني”.

اقرأ أيضا  خصائص تثبت تميز الإسلام وحاجة الناس إليه

وأكمل: “كما أن شعوبنا تعرف جيدا أن اليهود ليسوا عرقا واحدا بل أعراق مختلفة لا علاقة لهم بعرق بني إسرائيل الذي انقرض مع القبائل العربية البائدة والتي لم تكن بالمناسبة في فلسطين بل كانت كتجربة تاريخية في اليمن”.

وبنبرة واثقة، قال: “أتحدى أي عالم أركيولوجي (آثار) صهيوني أن يجد حجرا واحدا من هيكل سليمان في فلسطين”.

** المغرب ضد التطبيع

وحول موقف بلاده من التطبيع، قال المفكر المغربي إن “الرباط لن تطبع مع إسرائيل وسبق أن قالت لجاريد كوشنر (مستشار وصهر الرئيس الأمريكي) إنه لا مجال للحديث في هذه القضايا الخطيرة والتي قد تثير فتنا واضطرابات وثورات للشعوب”.

وأضاف: “أظن أن الكثير من الأنظمة التي لها الحد الأدنى من الرشد السياسي ستتخذ مثل الموقف الذي اتخذه المغرب”.

وفي 23 أغسطس/آب الماضي، أكد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، رفض بلاده لكل “عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

وقال إن “موقف المغرب باستمرار ملكا وحكومة وشعبا هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى”.

** الموقف السوداني الحازم

وعن دور إدارة ترامب في التطبيع، قال طلابي إن “الذين هرولوا نحو ترامب لتحقيق بعض المكاسب، فهو غير مضمون أن يعود رئيسا للولايات المتحدة”.

اقرأ أيضا  نهج الرسول في الدعوة إلى الله

ولفت إلى أن “الدول يمكنها أن ترفض دعوات التطبيع من أمريكا كما حصل في موقف السودان الأخير”.

وتابع قائلا: “أعجبني كثيرا موقف السودان وأنا كنت أخاف عليه أكثر من الإمارات، لأن أبوظبي لا شيء فهي قزم سياسي يملك المال فقط، وذلك عندما طالبت الحكومة السودانية بفصل التطبيع عن قرار رفع العقوبات وأكدت أنها غير مؤهلة لاتخاذ مثل هذه المواقف لأنها غير منتخبة”.

وأضاف أن “موقف السودان الجدي والحازم سيكون رافعا لمعنويات من يريد المواجهة أو المقاومة في حدودها الدنيا وسينعكس إيجابا على كثير من المواقف العربية في مواجهة الهجمة التي يريد بها ترامب الوصول إلى السلطة”.

وفي 25 أغسطس/آب الماضي، غادر بومبيو الخرطوم، دون الصيد الكبير الذي كانت تتمناه واشنطن منذ أن أعلنت عن اتفاق التطبيع الإمارات، حيث لم تحمل المباحثات حول ملف التطبيع جديدا سودانيا.

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.