مناخ جديد يسود العلاقات بين مصر وحماس
الأربعاء 18 جمادى الأولى 1438 الموافق 15 فبراير/ شباط 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية
القاهرة
رأى محللون سياسيون، في الآونة الأخيرة أن العلاقات بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) “تمضى على أسس جديدة”، وتحتاج إلى بعض الوقت لإعادة بناء الثقة بين الطرفين.
وكان اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس قال أمس الأول، إن الحركة فتحت صفحة جديدة في علاقاتها مع القاهرة، وستزيل التخوفات المتعلقة بالأمن القومي المصري.
وشدد على أن حماس ” لن تكون على علاقة بكل ما يجري في مصر أو سيناء”.
وزار هنية القاهرة ضمن وفد سياسي حمساوي ضم إلى جانبه موسى أبومرزوق وروحي مشتهى في 23 يناير الماضي، بحسب برناما.
وعقب زيارة هنية، قام وفد أمني من حماس بزيارة القاهرة لاستكمال اللقاءات التي عقدها الوفد الأول مع المسؤولين المصريين.
وتوترت العلاقات بين مصر وحماس عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي الذي ينتمى لجماعة (الإخوان المسلمين)، التي تربطها علاقات وثيقة بحماس.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي الباحث بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن هناك مناخا جديدا يتشكل في العلاقات بين مصر وحركة حماس لعدة أسباب.
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن أولى هذه الأسباب، أن هناك مشاورات بين مصر وحماس لترتيب عدة ملفات في هذا التوقيت، وزيارة وفدي حماس للقاهرة كانت مهمة لانه سيبنى عليها خلال المرحلة المقبلة، خصوصا مع التغيير الكبير الذي يحدث داخل الحركة الفلسطينية.
وأوضح إن مصر وحماس تنسقان لضبط الحدود، وتأمين العلاقات بصورة أو أخرى لاسيما بعد أن قامت الأولى بتقديم تسهيلات كبيرة في فتح معبر رفح.
وأقر هنية أمس الاول بوجود تسهيلات مصرية ، مشيرا إلى أن هناك بضائع تدخل لأول مرة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مثل القمح والسيارات ومواد البناء.
وأشار فهمي إلى أن حماس تجرى انتخابات لاختيار خليفة خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي، وعلى الأغلب سيخلفه اسماعيل هنية الذي زار مصر قبل أيام.
ونوه بأن جميع التيارات المتواجدة داخل حماس سواء كانت داخل قطاع غزة او خارجه حريصة على العلاقات مع مصر.
ورأى أن العلاقات بين القاهرة والحركة الفلسطينية “تمضى على أسس جديدة”، وتحتاج إلى بعض الوقت لإعادة بناء الثقة، خصوصا أن الأولى تريد من حماس ضبط الحدود وترتيب الإجراءات الأمنية والاستراتيجية على طول مناطق الحدود، ومحاولة ضبط الحركة العسكرية والسياسية في القطاع بما يؤدى إلى عدم إطلاق صواريخ على أي طرف.
قال الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ” العلاقات بين مصر وحماس فاترة، ومن مصلحة الأخيرة التي تعاني من عزلة إقليمية ودولية أن تحسن العلاقات مع القاهرة” .
وأضاف سلامة أن مصر لا تقطع الخيوط مع الشعب الفلسطيني في غزة، ومعنية بالأحوال الإنسانية لسكان القطاع، وزيارة حماس للقاهرة جاءت في هذا الإطار.
ورهن تحسن العلاقات بين القاهرة وحماس باتخاذ الأخيرة أفعال وسياسات واضحة تؤكد حرصها على الشعبين الفلسطيني والمصري.
ورأى أن القاهرة ليست مستعدة لإقامة منطقة تجارة حرة مع قطاع غزة، قد تسبب أضرارا للأمن القومي المصري.
وتساءل: ما هي الضمانات التي ستقدمها حماس لدفع مصر نحو إقامة هذه المنطقة؟.
أما الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، فقال إن مصر طلبت من حماس تعاونا وثيقا لاسيما في القضايا الأمنية.
وأوضح غطاس هو برلماني مصري، أن القاهرة طلبت من حماس التعاون بشأن الأنفاق الحدودية، وتصفية الجماعات الإرهابية في غزة لاسيما ” لواء التوحيد” الذي يتواجد على الشريط الحدودي في رفح الفلسطينية.